آفاق الحرب في أوكرانيا في ظل رئاسة ترامب 197

آفاق الحرب في أوكرانيا في ظل رئاسة ترامب

مع مرور 1078 يومًا على اندلاع الحرب في الأراضي الأوكرانية واستمرار مسارها الاستنزافي الذي لا يُسفر عن نتيجة ملموسة، وأثره الكبير على الطرفين المتحاربين حيث يترقب الجميع إيجاد حلٍ يفضي إلى وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب الدموية التي أثرت على العديد من الدول حول العالم، من بينها الولايات المتحدة التي تسعى لإيجاد مخرج للأزمة بالنظر إلى دورها في هذا الصراع. ظهرت أهمية إنهاء الأزمة الأوكرانية بالنسبة للولايات المتحدة إلى حدٍّ يجعل ترامب أثناء حملته الانتخابية ينتقد سياسات الحزب الديمقراطي وجو بايدن مُشيرًا إلى أنه لو كان رئيسًا للولايات المتحدة لما أقدم بوتين على إصدار أمر الهجوم على أوكرانيا ووعد أنه إذا انتُخب مجددًا يمكنه إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة. ومع فوز ترامب في الانتخابات ودخوله البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة أدرك ترامب وفريقه الأمني بسرعة أن إنهاء الحرب في أوكرانيا سيكون أمرًا معقدًا ومرهقًا للوقت. ويتضح أن ترامب أصبح مدركًا لصعوبة تحقيق السلام في أوكرانيا، الأمر الذي دفعه مؤخرًا للتأكيد على أن الوضع بين روسيا وأوكرانيا معقد وأنه قد يستغرق أشهرًا لحله. ومع ذلك بعد توليه المنصب في 20 يناير هدد ترامب روسيا بفرض عقوبات إضافية وأعلن أن زيلينسكي مستعد للمفاوضات السلمية. تشير مجمل هذه الظروف إلى أن دونالد ترامب يواجه حالة من الحيرة الكبيرة حول كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، مما يجعله غير قادر على إدارة الوضع بسهولة. ولهذا السبب نشهد تقديمه لخطط قد لا تكون مريحة لأوكرانيا.(1) بعد استقرار ترامب في البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة اقترح مركز "مجلس العلاقات الخارجية" الأمريكي خطة سلام تتطلب قبول زيلينسكي للفشل، نظرًا لعدم قدرة أوكرانيا على مواصلة الحرب وهو ما يجعله يتراجع عن هدفه الأساسي المتمثل في طرد روسيا من جميع الأراضي الأوكرانية المحتلة. الآن أصبح هدف أوكرانيا هو منع المزيد من التقدم الروسي والتحرك نحو وقف إطلاق النار مع ضمانات أمنية قوية لمنع المزيد من الهزائم.(2) من جهة أخرى تشير التقارير إلى أن الحكومة الجديدة لترامب تسعى لإنهاء الحرب من خلال استبعاد زيلينسكي بطريقة تحفظ ماء الوجه. في هذا السياق قال "كيت كلوغ" ممثل الرئاسة الأمريكية في شؤون أوكرانيا إن الولايات المتحدة تطالب بإجراء انتخابات في أوكرانيا في موعد أقصاه نهاية هذا العام مشيرًا إلى أنه يجب إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأوكرانية التي تم تعليقها خلال الحرب مع روسيا. النقطة المهمة في هذه الخطة هي أنه يبدو أنه تم استبعاد زيلينسكي فعليًا من المفاوضات بين الجانبين الروسي والأمريكي لإنهاء الحرب حيث تتفاوض موسكو وواشنطن دون حضور أوكرانيا.(3) كما تم طرح حل آخر من قبل الولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا وهو تأجيل عضوية أوكرانيا في الناتو وإنشاء منطقة غير عسكرية أو منطقة ذات حكم ذاتي داخل أوكرانيا. يقضي قبول هذا الحل بإلزام كييف بالتحمل عن خسائر إقليمية والهدف من إنكار عضوية أوكرانيا في الناتو هو إيقاف النزاع بدلاً من إنهائه.(4) بالنظر إلى وعد ترامب الانتخابي يبدو أنه بعد توليه الحكم يسعى فقط إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بغض النظر عن كيفية حدوث ذلك، وما التنازلات التي يجب على أوكرانيا كحليف للولايات المتحدة، وتقديمها لروسيا ليس بالأمر المهم كثيرًا. ومع ذلك في ظل هذه الظروف لا يبدو أن عام 2025 سيكون عامًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا ولا يُحتمل أن يتخذ ترامب خطوة حاسمة لتحقيق وعده الانتخابي بشأن الحرب. إذ إن شروط روسيا وأوكرانيا لإنهاء النزاع متباعدة ومع أن روسيا تُظهر تفاؤلاً بشأن التعاون مع الولايات المتحدة في الساحات العالمية فيما يتعلق بأوكرانيا، إلا أنها تعتقد أن الولايات المتحدة لديها توقعات يصعب على روسيا تحقيقها وبالتالي تواصل العمل دون التنازل عن مطالبها. مرضية شريفي 1- https://www.mashreghnews.ir/news/1685829 2- https://www.tahririeh.com/news/31708 3- https://kayhan.ir/fa/news/305048 4- https://www.mizanonline.ir/fa/news/4811437
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال