نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مؤخراً تقريراً صادماً، استند إلى الآلاف من وثائق البنتاغون السرية التي تمّ الكشف عنها مؤخراً، حيث تظهر الوثائق أن الحروب الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، اتسمت باعتمادها على معلومات استخباراتية معيبة للغاية واستهداف خاطئ أدى إلى مقتل آلاف المدنيين، معظمهم من الأطفال.
حصل تحقيق صحيفة “التايمز” الذي استمر لخمس سنوات على أكثر من 1300 تقرير سري عن الضربات الجوية في العراق وسورية من أيلول 2014 إلى كانون الثاني 2018، أي 5400 صفحة تقريباً. واللافت في الأمر بحسب الصحيفة، أنه لم يتمّ تقديم أي سجل يتضمن اكتشافاً لارتكاب خطأ أو اعتراف بارتكاب مخالفات وإجراء تأديبي.
تؤكد تقارير “التايمز” وجود العديد من التقارير السابقة من قبل المبلغين عن المخالفات مثل دانييل هيل محلّل المخابرات السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية، وتشيلسي مانينغ المحلّلة السابقة في الاستخبارات الأمريكية وآخرين.
في 27 تموز 2021، حُكم على كاشف الفساد هيل بالسجن الفيدرالي لمدة 45 شهراً لفضحه الحصيلة الحقيقية لضحايا مدنيين لبرنامج الطائرات بدون طيار الأمريكية.
نبذة من تقرير التايمز
تكشف الوثائق التقييمات السرية للجيش التي تغطي أكثر من 1300 ملف وتقرير سري مسرّب عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، والتي حصلت عليها صحيفة “نيويورك تايمز”، وكيف اتسمت الحرب الجوية بمعلومات استخبارية معيبة للغاية، واستهداف متسرع وغير دقيق في كثير من الأحيان ومقتل آلاف المدنيين، معظمهم من الأطفال، ما يقوّض بشكل كبير ما تروّج له الإدارة الأمريكية عن الحرب التي تشنها الطائرات بدون طيار والقنابل الدقيقة بأنها تُخاض بأقل خسائر!.
كما تظهر الوثائق، أنه على الرغم من نظام البنتاغون شديد التقنين لفحص الخسائر المدنية، فإن التعهدات بالشفافية والمحاسبة غير الحقيقية، أفسحت المجال للتعتيم والإفلات من العقوبة، ولم يتمّ إتاحة التقييمات للاطلاع العلني إلا في بضع حالات، كما لم يتمّ تقديم أي سجل يتضمن نتيجة مخالفة أو إجراء تأديبي. يقول التقرير إن العديد من المدنيين الناجين من الهجمات الأمريكية تُركوا معوقين، بحيث تتطلب حالاتهم علاجات باهظة الثمن.
تمثل الحملة الجوية تحولاً أساسياً في الحرب التي تبلورت في السنوات الأخيرة من إدارة أوباما، وسط تزايد عدم شعبية الحروب الأبدية التي أودت بحياة أكثر من 6000 جندي أمريكي. لذا استبدلت الولايات المتحدة الجنود على الأرض بترسانة من الطائرات الموجهة من قبل وحدات التحكم الموجودة على أجهزة الكمبيوتر، والتي غالباً ما تكون على بعد آلاف الأميال، وأطلق عليها أوباما مسمّى “الحملة الجوية الأكثر دقة في التاريخ”!!.
المصدر: البعث
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال