أبناء روح الله 360

أبناء روح الله

صحيحٌ أن الزمان لم يُعطنا الفرصة لنعيشَ فرحة إنتصار الإسلام على الكفر قبل ٤٢ عام .. لكنَّنا رأينا بركات هذه الثورة في كل إنتصاراتنا .. 

لم نَكن نعرفُ مرارةَ فقدِ الأولياء ومالذي يصنعُهُ عشق الخميني .. حتى رأينا حالنا في شهادة أبناءه على أرض المطار .. 


الثورة الإسلامية قدّمت لنا النموذج الأنقى والأجلى للإسلام المحمدي الأصيل الذي كان حبيس الكُتب طوال سنين متمادية ..  

الإسلام الذي يُفجّر الطاقات ويشحذُ الهِمم ويهذّب الأرواح وينير البصائر ويُشعلُ الحماس في القلوب ويرفع القبضات بوجه الأعداء .. 

الإسلام الذي يجعل لحياتك قيمةً وهدفاً تضحي لأجله بالغالي والنفيس .. 

الإسلام الذي يصنعُ لك هويةً واضحة تفخرُ بها ولا تخجل منها مهما أشتدت بك الفتن ، الإسلام الذي يجعلك صريحاً وشجاعاً في قول الحق ومواجهة الباطل..


أما الإسلام الذي يكتفي ببيان الأحكام الفقهية ولا يغيض أعداء الله فلم يعد يجذب قلوب الشباب وعقولهم وهم يشاهدون عدوهم يُدنس أرضهم ويغتال قادتهم بدمٍ بارد ..


هذه الثورة هي من صنعت من شابٍ قَرَوي فقير أسطورةً عالمية اقتحمت التأريخ من أوسع أبوابه.. 


هذه الثورة هي من جَعَلت من ذاك البصري الذائب في روح الله قائداً عظيماً لإنتصارٍ هو الأكبر في تأريخ العراق ، قائدٌ خالدٌ في ذاكرة الشرفاء ما بقي الدهر ..تهفو إليه قلوب الملايين ، هو قدوة للشباب المؤمن ،ورمزٌ للجهاد والبطولة والفداء ..


هذا القائد الذي كُنا نراه ولياً من أولياء الله في حياته -وفي وقت كان غيره من القادة يستميتون لإثبات وطنيتهم في أعين الآخرين- لم يكن خجولاً بأن يعتبرَ نفسهُ جندياً لدى الحاج قاسم في أوج المعارك والحرب الإعلامية ..


هذه الثورة بمبادِئها وقِيَمها ومعنوياتها وحماسها هي مِن جعلت روحَي الحاج قاسم والحاج أبو مهدي ترتقيان وتتساميان حتى لم تستطع أجسادهما حملَ هذه الأرواح العظيمة فانفجرتا معاً في مسرح الشهادة وصنعتا كربلاءً جديدة ، تحفظُ هذه الثورة حتى ظهور صاحبها المهدي "عج" ..


في الذكرى الـ ٤٢ لإنتصار الثورة الإسلامية المباركة

من الواجب والوفاء أن نُقدِّم الشكرَ والإمتنان لأبناء روح الله .. أبناء الثورة الإسلامية

الشهيدان العظيمان قاسم وجمال "رض"

نشكر الله تعالى على نعمة هذه الثورة التي أنجبت لنا هؤلاء العظماء الذين غيّروا وجه العالم.


سنبقى مدينين لدمائكم وتضحياتكم ما ابقانا الله..

سنحفظ وصاياكم .. 

وسنكون أوفياءَ لكم ولنهجكم 

وجنوداً مطيعين لقائد الأمة الإمام الخامنئي دامت بركاته ، ذائبينَ في حُبه كما أوصيتم وأردتم.


-الكاتب مؤمل 

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال