نجحت القوات اليمنية المسلحة في تنفيذ عملية كسر الحصار الثانية في العمق السعودي بموجة من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة التي شملت 3 مراحل من الهجوم واستهدفت مجموعة من أهم الأهداف الحيوية في العمق، منها منشآت ومصافي شركة “ارامكو” في الرياض وينبع ومنشآت اقتصادية وعسكرية في مناطق أخرى من جيزان وأبها وخميس مشيط وظهران.
هذه العملية الواسعة التي تشاركت فيها وحدات الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى مع الطيران المسيّر تأتي على وقع تهديدات القيادة العامة للقوات المسلحة لدول العدوان لا سيما تهديد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله والرئيس مهدي المشاط في ما يخص تبعات استمرار الحصار الخانق على الشعب اليمني وحتمية الرد، لذا فقد كانت مختلفة مع مشاركة القوة الصاروخية بصواريخ الكروز والصواريخ الباليستية بعيدة المدى وأيضا كونها استجابه فورية لمتطلبات الردع الذي يأخذ مسارًا تصاعديًا في زخم العمليات والاستهداف.
الأهم أن العملية حققت أهدافها بدقة من على مسافة أكثر من 1400كم ومثلت صدمة استراتيجية للعدو السعودي والأمريكي في المقدمة، اذ كسرت كل الرهانات التي راهن عليها خصوصًا في مسألة فاعلية الأنظمة الدفاعية الأمريكية التي حاول تطويرها في الفترات الأخيرة بالتعاون مع شركة الدفاع الصاروخي الأمريكي رايثيون وايضًا في مستوى الفشل الفظيع للمنظومات البريطانية التي تم نشرها كمنظومات “كام” و”جيراف” لحماية المرافق والمنشآت الحيوية في الرياض وغيرها من المناطق الصناعية داخل السعودية.
العملية كما هي رد استراتيجي مشروع للقوات المسلحة اليمنية هي أيضًا رسالة جوابية لدعوات الرياض الزائفة والمخادعة حول السلام، والذي حمل رسالتين:
– الأولى أن القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى حاضرة لمواصلة عمليات كسر الحصار وقد تم رفع حالة التأهب الى المستوى الأقصى لتنفيذ عمليات هجومية لم يسبق لها مثيل وضرب اهداف فائقة الحساسية ليست في حسبان النظام السعودي والأمريكي معًا.
– الثانية أنها رد واضح على دعوات الرياض للسلام التي تعتبر دعوات مظللة لا قيمة لها سوى تجميل صورة العدو السعودي والأمريكي والبريطاني أمام الرأي العام وتغطية حجم الكارثة التي سببها الحصار، وأيضًا كونها مؤشرا على المزيد من التصعيد العسكري، لذا فهي رسالة جوابية مفادها أن هذه الدعوات لا تساوي الورق الذي كتبت عليه وأن الرد سيكون مدمرًا اذا استمر الحصار والعدوان أكثر من هذا الوقت.
اختيار تحالف العدوان الحرب الاقتصادية والقرصنة لسفن النفط وخنق الشعب اليمني بقطع كل وسائل المعيشة الرئيسية هي حرب ابادة شاملة لـ30 مليون يمني ومواجهتها لن تتوقف عند مستوى محدد من العمليات، بل عمليات أوسع وأكثر تدميرًا بالبنية الاقتصادية السعودية لا سيما أرامكو التي تعتبر في مقدمة بنك الأهداف.
زين العابدين عثمان – خبير عسكري يمني
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال