أزمة نقص القوة البشرية وجذب العمالة الأفريقية لجيش إسرائيل 167

أزمة نقص القوة البشرية وجذب العمالة الأفريقية لجيش إسرائيل

عامٌ مضى تقريباً على بدء هذه الحرب في غزة، وقبل هذه الحرب لم يكن لدى جيش الكيان الصهيوني تاريخ طويل من الحروب، وغالبًا ما كانت الحروب التي خاضها هذا الكيان مع مجموعات المقاومة تنتهي في فترة قصيرة ولكن الآن أدى طول مدة هذه الحرب في غزة إلى دخول إسرائيل في صراع استنزافي يحمل تداعيات عديدة على النظام الصهيوني.

زيادة مدة الخدمة الإلزامية للجنود الإسرائيليين
تسبب استنزاف الحرب في قطاع غزة في الكشف عن أزمة نقص القوة البشرية في جيش هذا النظام إلى درجة أنه في ظل استمرار المعارك في غزة واحتمالية اندلاع حرب بين الكيان الصهيوني وحزب الله اللبناني، أصدر "يوآف غالانت" وزير الحرب في هذا النظام مؤخرًا أمرًا لاستدعاء الأشخاص الذين تم إعفاؤهم من الخدمة سابقًا. وقد أعلنت القوات الاحتلال للجنود الذين كان من المفترض أن يتم إعفاؤهم من الخدمة الإلزامية أنهم يجب أن يستمروا في الخدمة أربعة أشهر أخرى.

لقد أصدر وزير الحرب في النظام الصهيوني دعوة جديدة لحضور القوات المعفاة في الوقت الذي ذكرت فيه قناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية أن الجيش غير قادر على منع خروج قواته مما زاد من تفاقم حالة نقص القوة البشرية فيها. و وفقًا لهذا التقرير فقد طلب 900 عسكري بدرجات رائد وملازم هذا العام مغادرة الجيش بينما كان هذا العدد في السنوات السابقة يتراوح بين 100 إلى 120 شخصًا فقط.[1]

استئجار جنود أفارقة لحل أزمة نقص القوة البشرية
لم تنجح خطة تمديد مدة الخدمة العسكرية واستدعاء قوات الاحتياط في حل أزمة القوة البشرية في جيش هذا النظام ولذلك تم إيجاد حل باستئجار الجنود غير الإسرائيليين ضمن أولويات هذا النظام. في هذا الصدد كشفت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي قد استقدم الأفارقة كمقاتلين مرتزقة للقتال في غزة.[2]

كما أعلنت "هآرتس" في تقريرها الجديد أنها حصلت على معلومات تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي، بمعرفة قادته قد استغل حاجة اللاجئين لتنظيم وضعهم القانوني وأجبر هؤلاء اللاجئين على القتال في غزة حيث لم يحصل العديد منهم على الإقامة رغم مشاركتهم في الحرب.[3]

كشف عمق الأزمة الأخلاقية في جيش النظام الصهيوني
تتعامل إسرائيل بسلوك عنصري من خلال ابتزاز اللاجئين واستغلال ظروفهم مما يجعلهم يقاتلون في حرب لا تخصهم وفي جيش ليس لهم فيه أي انتماء أو ملكية. كما أن استخدام الجنود الأفارقة كدرع بشري يمثل خطوة جديدة في انتهاك اتفاقية جنيف. وفي هذا السياق أكدت حركة حماس في بيان لها أن "هذا الأمر يؤكد عمق الأزمة الأخلاقية التي تعيشها هذه النظام الخارج عن القانون، الذي ينتهك أبسط حقوق الإنسان في استغلال حاجة المهاجرين واللاجئين لدفعهم إلى مستنقع الحرب ساعيًا للتخلص من الخسائر في صفوف جيشه بسبب مقاومتهم من قبل شعبنا الشجاع في غزة".[4]

خاتمة
سعى النظام الصهيوني من خلال طرح صناعة أمته المصطنعة إلى تثبيت وجوده في الأراضي المحتلة، إلا أن هذا الإجراء أدى إلى إنشاء أمة يهوية مزيفة لم تعد لها أهمية كبيرة حول مستقبل ما يُعرف بأراضيهم. ولذلك فإن استنزاف الحرب في غزة قد جعل جنود هذا النظام عاجزين ويفتقرون إلى الحافز مما أدى إلى حدوث أزمة في عدد القوة البشرية لدى المحتل الإسرائيلي. في مثل هذه الظروف يتم استخدام المرتزقة من الأفارقة بشكل منظم وتحت إشراف مستشاري الجيش القانونيين دون النظر إلى الجانب الأخلاقي في جذب اللاجئين. فعليًا يظهر استخدام الجيش المحتل للاجئين الأفارقة للقتال في غزة عمق الأزمة الأخلاقية التي يعيشها هذا النظام المجرم والخارج عن القانون.

مرضیة شریفي


[1] https://farsi.iranpress.com/
[2] https://www.mashreghnews.ir/news/1642833
[3] https://www.tasnimnews.com/fa/news/1403/06/27/3160275
[4] https://fa.alalam.ir/news/6959128
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال