أسباب التكالب الأوروبي على الجمهورية الاسلامية 22

أسباب التكالب الأوروبي على الجمهورية الاسلامية

كثرت في الآونة الأخيرة حالات كشر الدول الاوربية وخاصة الغربية منها للأنياب تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد ان كان هؤلاء وقبل شهرين وثلاثة أشهر من الآن يعرفون انفسهم بأنهم عرابو اتفاق جديد بين ايران واميركا للعودة الى الاتفاق النووي ووسطاء حريصون يسعون بالحاح من اجل ذلك.
وباتت الدول الاوروبة وخاصة الغربية منها كفرنسا والمانيا وبريطانيا تتحدث الآن عن وجود “ثورة” مزعومة في داخل ايران ، يعلم القاصي والداني انها لا توجد الا في الاعلام الغربي الموجه ضد ايران.
وتتسابق فرنسا والمانيا مثلا على استضافة نشاطات المناوئين للجمهورية الاسلامية مثل الاجتماع الذي استضافته المانيا على اراضيها لمن اسمتهم معارضين ايرانيين ، واستضافة الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون لوجوه نسائية مناوئة للجمهورية الاسلامية من الايرانيات المرتبطات بالسي أي ايه وبينهن ناشطات في الاعلام المسموم الموجه من الخارج نحو الداخل الايراني.
وبالاضافة الى ذلك تبادر بعض دول الاتحاد الاوروبي الى تحريض اذربيجان على ايران وابداء الدعم لباكو في خططها المعادية لايران ، كما تجاري هذه الدول السياسات الاميركية في الخليج الفارسي والشرق الاوسط باكملها ضد محور المقاومة وصولا الى السعي لاستصدار قرارات وادانات من المنظمات الدولية والأممية وفرض مزيد من الحظر على قطاعات مختلفة في ايران.
وفي الحقيقة لهذا التكالب الاوروبي أسباب ترتبط بما تخفي صدور هؤلاء في الاساس تجاه ايران والايرانيين والجمهورية الاسلامية ، ومن هذه الاسباب :
– عدم رضوخ ايران لالاعيب الاميركيين والدول الغربية وتقاسم الادوار بينهما اثناء مفاوضات العودة للاتفاق النووي، ومضي ايران قدما في تطوير برنامجها النووي السلمي وتقليم اظافر الوكالة الدولية للطاقة النووية المتواطئة مع الكيان الصهيوني.
– توجه روسيا نحو ايران لايجاد ممرات ومنافذ تجارية ومواصلاتية لها عبر الاستفادة من موقع ايران الاستراتيجي، جغرافيا وسياسيا، بعد المواجهة مع الناتو في اوكرانيا ، وفي الحقيقة فان مواقف وامكانات ايران قوية وكبيرة الى حد ظهور تغيير لافت في موازين القوى في المواجهة الدائرة في شرق اوروبا.
– سعي اوروبا والغرب عموما للتعويض عن النفط والغاز الروسي عبر سرقة النفط والغاز اليمني والعراقي (في الشمال) والسوري ، وكذلك محاولة مصادرة النفط الغاز اللبناني لصالح الكيان الصهيوني، ومحاولة جلب مصادر الطاقة من آسيا الوسطى عبر المحور التركي الاذربيجاني والممر الحيوي الذي يريد حلف الناتو مده هناك، واعتبار الاوروبيين والغربيين بأن ايران تقف حائلا وعائقا امام كل هذه المحاولات.
– التطور الهائل في التكنولوجيا الدفاعية الايرانية كالصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية (يعتبرها البعض عابرة للقارات) والصواريخ فرط الصوتية الباليستية والطائرات المسيرة التي اصبحت سلاحا استراتيجيا وبالغ التأثير على الصعيد الدولي، وهذا ما يخشاه الغرب كثيرا.
– الموقع الاستراتيجي والمكانة الحيوية لايران في الاصطفافات العالمية الجديدة بعد الحرب الاوكرانية ، وتحول ايران الى ضرورة للقوى الدولية الكبرى كروسيا والصين والهند وغيرها في المواصلات والتجارة والطاقة والأمن ، حيث باتت ايران صلة الوصل وبيضة القبان في المعادلات الدولية ، وهذا كان آخر ما كان الغرب يريده او يفكر به في مواجهته مع الصين المتصاعد والشرق برمته.
– تعاظم الخطر الوجودي الايراني على الكيان الصهيوني (سكّينة الغرب في خاصرة العالم الاسلامي) وظهور بوادر المصير المظلم للصهاينة في الشرق الاوسط بعد امتداد محور المقاومة بشكل بات يشكل خطرا على كل المصالح الغربية الحيوية في منطقتنا .
– التطور العلمي الهائل في ايران والذي يشبه ثورة تكنولوجية ، وتوجه الايرانيين لاشراك باقي البلدان المستضعفة في تطورهم ، ما يهدد الهيمنة الغربية العالمية التي استغلت التطور العلمي لفرض التبعية على باقي البلدان.
– قيام ايران باعتقال الجواسيس الاوروبيين في الداخل والذين جاؤوا من اجل استنساخ انقلابات مخملية وثورات ملونة ، وافشال هذا الاسلوب الغربي.
كل هذه الامور (بل حتى واحدة منها) كافية ليتجه الاوروبيون المستعمرون بالأمس والمتشدقون بحقوق الانسان اليوم ، نحو نزع أقنعتهم وكشر انيابهم تجاه الجمهورية الاسلامية واستغلال احداث داخلية تشهدها ايران والذين هم ساعدوا في تأجيجها عبر التخطيط المخابراتي المستمر بالتعاون مع الاميركيين والصهاينة.
واخيرا يجب القول ان ايران قد جربت في السابق وتحديدا في السنين الاولى من ثورتها، مثل هذا التكالب بل أشد منها ، مصحوبة بعدوان عسكري كان ظاهره نظام صدام حسين وباطنه كل شياطين الغرب والشرق ، وقد تجاوزت الجمهورية الاسلامية الفتية حينها تلك المؤامرات والضغوط وهي أجدر بتجاوزها وتهشيمها اليوم ، وربما ستكون هذه آخر خرطوشة غدر في جعبة الاوروبيين قبل فرط عقدهم وانتهاء عصرهم.

 

بقلم: فريد عبدالله

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال