أسباب النصر عند الإمام الخميني (قدس) 6

أسباب النصر عند الإمام الخميني (قدس)

عندما نتأمل في خطب الامام الخميني (قدس)، وكلماته التي كان يعبر بها عن انتصار الثورة الإسلامية في ايران، يمكن لنا أن نستنتج منها الأسباب التي أدت إلى الانتصار العظيم للثورة الإسلامية، ومما لاشك فيه أن هذه الأسباب لاتختص بشعب ايران المسلم، بل يمكن تعميمها على كل شعب مسلم أيضاً إذا أخذ بها كونها مأخوذة من الشريعة الإسلامية.
وفضل الإمام في هذا المجال أنه نفض الغبار عنها، وقاد الشعب من خلال قناعاته بها، فتحقق ذلك الانجاز العظيم على يديه. ويمكن بتتبع كلمات الإمام (قدس) أن نحدد الأسباب التالية:

أولاً: “استناد الثورة إلى القدرة الغيبية”

وهذا ما نراه جلياً في كلمات الإمام رضوان الله عليه، حيث يقول: (إن تقدم هكذا ثورة بيد خالية وانتصارها على هكذا نظام وحشي تحميه قوى الاستكبار إنما كان أمراً غيبياً فلا يصيبنا الغرور فنعتقد أننا نحن الذين أحرزناه).

ثانياً: “إسلامية الثورة”

أي أن سبب نهوض الشعب وقيامه لم يكن بسبب مسائل سياسية أو اقتصادية كالنفط والوضع المعيشي السيء، وإنما كانت ثورة من أجل الإسلام بما يحويه من قيم ومبادئ تمثل الإنسانية بأروع صورها الجميلة والمشرقة، قائلا (إن سر انتصارنا يكمن في أن ثورتنا لم تكن سياسية فقط، ولم تكن من أجل النفط، بل كان لثورتنا ناحية إسلامية ومعنوية محضة).

ثالثاً: “وحدة كلمة الشعب”

حيث يعتبر الإمام (قدس) أن اتحاد مختلف قوى الشعب كان سبباً رئيساً للانتصار، باعتبار أن هذا الاتحاد يشكل عقبة في وجه السلطة إذا ما حاولت أن تشتت تلك الوحدة عبر استمالة بعض فئات المجتمع باغراءات أو تهديدات محددة، فيقول: (… واجتماع الشعب في جميع أنحاء البلاد مع وحدة الكلمة من أجل ذلك الدافع وذلك الهدف…).

رابعاً: “الاعتماد على سلاح الشهادة”

وهذا السلاح يعتبره الامام (قدس) من أهم الأسباب للانتصار، لأن النهوض لابد أن يستلزم دفع ثمن للخلاص من طغيان وجبروت الحكام الظالمين وداعميهم من المستكبرين، وهذا السلاح هو المخيف دوماً، لأن الظالم يخيف الناس به، فإذا تجاوزت الجماهير هذا الخوف وأبدت كامل استعدادها للقتل والموت في سبيل المبادئ والأهداف المؤمنة بها، فلن يبقى بيد الظالم سلاح أقوى يسْكتُ به الثائرين. يقول الامام (قدس): (… فقد كان شبابنا كما كان المسلمون في صدر الإسلام يتمنون الشهادة ويستقبلونها، لقد كان شبابنا يعتبرون الشهادة سعادة، سر الانتصار يكمن في الاعتماد على القرآن والشهادة التي هي طريق مقدس ولذلك انتصر شبابنا في الوقت الذي كانوا يواجهون الدبابات بأيد خالية، لقد انتصرت القبضة على الرشاش).

خامساً: “القيادة الصالحة والرشيدة”

أن مثل هذه القيادة يمكن للإنسان أن يأمن لها فيسلمها دينه ودنياه، لأن التزامها الدقيق بالمواصفات الشرعية المطلوبة يجعلها في مأمن من الإنزلاق أو الانحراف، ولن تتخاذل أو تتخلى عن الناس كما قد تفعل القيادات غير الملتزمة كما هو الملاحظ في معظم الثورات التي سقطت قبل النضوج، أو قبل الوصول إلى الهدف، مضافاً إلى أن القيادة من منظارنا العقائدي تعتبر أن ما تقوم به هو تكليفها الشرعي قبل أي شيء آخر، وأنها ستكون مطالبة عند الله في حال عدم قيامها بهذا التكليف الإلهي العظيم، ولهذا يقول الامام (قدس): (إن علاقة علماء الإسلام بالبلاد والقوانين الإسلامية علاقة إلهية لازمة لا تنفك أبداً، فنحن مأمورون من الله تعالى بحفظ البلاد الإسلامية واستقلالها، ونعتبر أن السكوت أمام هذه الأخطار المتوقعة على الإسلام وعلى استقلال الوطن جريمة وذنب كبير وموت أسود عريض، وإن إمامنا العظيم أمير المؤمنين (ع) لا يجيز السكوت مقابل الظلم ونحن كذلك، فوظيفتنا إرشاد الأمة والحكومات وجميع الأنظمة ولن نمتنع عن القيام بهذه الوظيفة بعونه تعالى، فالسكوت على الظلم اعانة للظالمين في هذا الزمان).

بقلم: الشيخ محمد مقداد

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال