شنت الولايات المتحدة الأمريكية ، إلى جانب بعض حلفائها ، حربًا واسعة النطاق في أفغانستان ردًا على الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 ، بهدف واضح هو الإطاحة بطالبان. حركة طالبان التي حكمت أفغانستان بأفكار متطرفة منذ التسعينيات، استقالت مؤقتًا لفترة من الزمن ولكن بعد 20 عامًا، مع رحيل المحتلين وعندما كانت الحكومة كالدمية بيد أمريكا في أفغانستان، استولت طالبان على السلطة مرة أخرى. في بداية عمل هذه الحركة اعتقد البعض حدوث تغيرات كبيرة في تفكير طالبان، لكن اتضح أنهم غير مستعدين لتشكيل حكومة شاملة من كل الجماعات والأطياف العرقية، ولم تتشكل ثورة في تفكيرهم كما ظن البعض، فلم يتم إضفاء الطابع المؤسسي على عودة ظهور ديمقراطية طالبان في هذا البلد، كما تعرضت الحريات المدنية القائمة للضرر والتهميش أكثر من أي وقت مضى.
في الوقت الحاضر تخضع أفغانستان للحكم الطالباني الذي يتجذر من أفكار متطرفة. و تعتبر معارضة التطور والترقي والتقدم والإزدهار والرفعة والتميز والتنمية والثقافة الحضرية والحريات المدنية من أهم عناصر تشكل النظام الفكري لحركة طالبان. ولا يخفي هذا التيار الإعلان عن هذا الجزء من نظامه المعرفي والترويج له، ويعتبر أن مهمته الأساسية وهدفه هو الحرب ضد تيار الرقي والتقدم والتطور والتميز. وعليه حاولت حركة طالبان إزالة العوائق أمام تنفيذ سياساتها المتطرفة من خلال خلق قيود على وسائل الإعلام وأجواء خانقة في مختلف المجالات.
على الرغم من أن تواجد القوات الأجنبية في أفغانستان كان مصحوبًا بالحرب والقتال، إلا أنه حقق إنجازات في مجال الأنشطة الإعلامية التي كان من المأمول استمرارها، ولكن فور استيلاء حركة طالبان على الحكم في كابول، تم وضع قوانين جديدة لها إلى حد وضع الصحفيين على جدول أعمال طالبان للتعذيب والاعتقال على الرغم من أن حركة طالبان وعدت بحرية الإعلام في مؤتمرها الصحفي الأول، لكن بعد أكثر من عام ونصف لا يوجد أي مؤشر على تراجع مواقف زعيم هذه المجموعة، و يتم تجاهل حرية الإعلام وحرية التعبير في هذا البلد لدرجة أن القيود المتزايدة عليها في أفغانستان أدت أيضًا إلى انتقادات واسعة النطاق حول العالم.
هناك قضية أخرى مهمة للغاية يجب معالجتها وهي قضية حقوق المرأة في أفغانستان. منذ وصولها إلى السلطة زعمت حركة طالبان أنها تحاول جعل التعليم متاحاً للفتيات والنساء في كل المدارس، وكان من المفترض أن توفر التعليم للنساء بعد اتخاذ إجراءات متعددة ولكن حتى الآن، يتم حرمان العديد من النساء والفتيات من التعليم، وليس فقط تم حرمانهم من الحق في الدراسة والعمل، بل فقدوا أيضًا جزءًا كبيرًا من الفرص الأخرى للتواجد في المجتمع لدرجة أن الأوامر التقييدية مثل حظر السفر بدون رجل، وحظر دخول المتنزهات و مراكز الترفيه وحظر العمل في بعثات الأمم المتحدة للنساء الأفغانيات على جدول الأعمال أيضاً. على الرغم من أن فرض مثل هذه اللوائح قد تسبب في عدم ارتياح وعدم رضى للشعب الأفغاني، فإن طالبان مع عدم الاكتراث برغبات المجتمع الأفغاني تفرض قوانين أكثر صرامة كل يوم.
خلاصة القول
طالبان تعتقد أنها على حق دائمًا والآخرون على خطأ ومعارضة طالبان تعتبر معارضة للحق والشرع ولا يحق لأحد أن يعارضها بأي نظرية أو ينتقدها في أي موضوع. لأن في رأيهم انتقاد طالبان والاحتجاج عليها هو احتجاج على الإسلام ، وهذه الفكرة عندهم تتعارض بشكل كامل مع الإسلام. إن وجود مثل هذه الظروف دفع المجتمع الأفغاني، الذي عانى من مشاكل التطرف في فترات مختلفة إلى التخلي عن حكومة طالبان وبما أن الحكومة لن تستمر دون قبول ورضى عام من قبل الشعب، ومن أجل قبول طالبان من قبل جميع المجموعات العرقية في أفغانستان والمجتمع الدولي، ينبغي عليها الإهتمام باقتراحات دول المنطقة ودول أخرى من العالم والسعي لتشكيل حكومة شاملة لجميع شرائح الشعب وكذلك سن قوانين بطريقة تستند إلى رغبات وآراء غالبية الناس وجميع الأطياف العرقية.
المصادر:
http://www.afghanpaper.com/nbody.php?id=172284
https://www.aa.com.tr/fa/2729607
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال