أمريكا والإمارات تستعدان للدخول في مستنقع حرب على اليمن.. وأنصار الله تتوعد
لا يمكن أن تترك واشنطن سبيلاً لدعم طفلها المدلل إسرائيل ولو كلف هذا دمارا واسعا في المنطقة ولو أغرقها ذلك في مستنقع الحروب التي لا تكاد أن تخرج من واحد إلا وأن تدخل في غيره.
حيث أفادت مصادر عسكرية في صنعاء بأنه تم رصد تحضيرات أميركية لشن عدوان جوي واسع ضد اليمن، يشمل إسناداً لهجوم برّي تشنه الفصائل الموالية للإمارات، بدأت مؤشراته تظهر على الأرض على جبهات محافظتي تعز ولحج وغيرهما.
وهو ما دفع بحركة أنصار الله بالتأكيد على تنفيذها أوسع هجوم عسكري على الأهداف والمصالح الأميركية في المنطقة إن قامت بأي عمل عسكري على اليمن محمّلة الولايات المتحدة كامل المسؤولية عن أي تصعيد جوي وبرّي تخطّط له، ومؤكدة استعدادها بمئات الآلاف من المقاتلين لمواجهة أي تصعيد داخلي
مما لا شك فيه أن الولايات المتحدة تسعى إلى تغطية فشلها الكبير في كسر الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر بهكذا هجوم، بالتزامن مع عملية عسكرية برّية تقودها الفصائل الموالية للإمارات على أكثر من جبهة،
فمؤشرات تلك العملية البرّية بدأت تظهر خلال الساعات الماضية في عدد من جبهات محافظتي تعز ولحج وجبهات أخرى، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للفصائل الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي من مدينة عدن إلى جبهتي طور الباحة قبالة مضيق باب المندب وحيفان غرب تعز.
وتزامنت تحذيرات مصادر صنعاء من تصعيد جديد، مع استمرار وصول تعزيزات عسكرية كبيرة، وفي مقدمتها أسراب من طائرات «أف 16» الأميركية، إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، والتي تبعد عن الحدود اليمنية أقل من 200 كيلومتر.
وذكرت مصادر إعلامية مقرّبة من الحكومة الموالية لـ"التحالف" أن الولايات المتحدة وبريطانيا كثّفتا تواصلهما مع وزارة الدفاع في حكومة عدن، على خلفية العمليات اليمنية الأخيرة في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.
ويُرجِع مراقبون تلويح القيادة المركزية الأميركية بتصعيد العمليات بعد وصول أسراب الطائرات الجديدة، إلى فشل سياسة الترغيب الأميركي بفعل رفض صنعاء عروضاً مغرية مقابل إيقاف عملياتها العسكرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل.
وفي هذا الاتجاه، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، في مؤتمر صحافي إن بلادها تجري اتصالات مع «أنصار الله» بشكل دوري، داعية الحركة إلى العودة إلى العملية السياسية اليمنية - اليمنية.
ولكنها أشارت إلى أنها لا تصنّف اتصالات بلادها بالمناقشات القوية في هذه المرحلة، مؤكدة أن «واشنطن تستخدم كل السبل دبلوماسياً وعسكرياً لثني الحوثيين عن مغامرتهم» التي وصفتها بـ«غير المدروسة» في البحر الأحمر.
على المقلب الآخر صرح وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن إلى نية بلاده اعادة فرض الحصار على اليمن زاعماً انه لن يكون ثمة فرصة لدخول المواد الغذائية إلى اليمن وتحديداً مناطق الشمال مشيرا إلى ان بلاده تطمح لرؤية المجاعة في اليمن، مجدداً مطالبته اليمن بوقف عملياتها البحرية ضد السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي.
لطالما كانت الولايات المتحدة هي العدو الاول لمحور المقاومة في المنطقة ضمنا حركة أنصار الله ولا توفر أدنى وسائل الضغط على هذا المحور ولأن سياسة الولايات المتحدة في العالم فاشلة فهي تستخدم القوة ووسائل اخرى فهي الدولة الارهابية الإولى في العالم وسياستها تدميرية واحتلالية معروفة.
أما بالنسبة للإمارات فمنذ بداية دخول اليمن عملية طوفان الأقصى، حاولت الإمارات ممارسة الخداع ضد اليمن وطلبت من جيبوتي المطالبة بملكية جزيرة سقطرى محاولة بذلك اللعب على الخلاف أو لربما الصراع الذي كان من الممكن أن يبدأ بين البلدين الجارين، مما سيستدعي تدخلاً دولياً تكون الإمارات جزء منه.
ولكن جيبوتي رفضت بكل بساطة وأعلنت أن سقطرى جزيرة يمنية، وأنها لن تدخل بصراع مع اليمن في هذا الشأن. وهنا علينا ألا ننسى دائماً تغير موازين القوى في البحر الأحمر ومنها تنامي القوة اليمنية البحرية وتطورها، ووجود القاعدة الصينية في جيبوتي، والتي تتناقل الأخبار حول دعمها اللوجستي للبحرية اليمنية.
لقد تغيّرت فعلياً أدورا القوى الإقليمية والوطنية في البحر الأحمر وليس غريباً أن نقول إنه بات لليمن اليد العليا، وهذا ما يجعل كل من الإمارات والكيان العبري في قلق شديدين.
وبهذا ذهبت الإمارات باتجاه استغلال استعماري محاولة استغلال اليمن والإبقاء على الوضع الاقتصادي السيء في اليمن وعلى اليمنيين على الرغم من امتلاك اليمن إمكانيات كبيرة، لناحية المياه والزراعة والملاحة الدولية، هذا عدا عن الثروات الوطنية من الذهب والمعادن والبترول، وأهم مجموعة من المرافئ الدولية في محافظة المهرة وعدن والحديدة، والأخيرة يقصفها الأميركي بشكل دوري مستهدفاً أهل اليمن المدنيين.
مشروع تقسيم اليمن، قديم حديث كان ومازال حلماً لآل بن زايد وآل سعود ولكنه يعود اليوم ليتجدد، لأن الإمارات تخشى أن يعود ميناء عدن لنشاطه السابق، والذي كفّت يد شركة موانئ دبي عنه قبل العام 2011، وهو يهدد مصالح ميناء دبي مباشرة.
ولكل من السعودية والإمارات مصلحة في تثبيت التقسيم، إلا أن الإمارات تستميت اليوم لتحقيق حلمها خاصة وأن يدها كُفّت في أريتيريا وجيبوتي ولم تعد قوة اقتصادية فاعلة هناك، وترى أن اليمن أضعف من أن يقف أمام القوة الضاغطة التي تحاول إعادة تفعيلها أكثر في واشنطن منذ الشهر الخامس في العام 2023.
إن ما يحدث هو سياق طبيعي لمجريات الأحداث في المنطقة فلا يفل الحديد إلا الحديد وهو ما اتبعته دول وحركات المقاومة إيران والعراق وسورية وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية وصولا الى اليمن، فلا تتوقف الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسورية،
وطبعا لن ننسى الرد العظيم الجمهورية الإسلامية في إيران عندما اخترقت أحدث وأقوى منظومة دفاع جوي والتي يمتلكها كيان الاحتلال ردا على استهداف كيان الاحتلال للقنصلية الإيرانية في دمشق إصافة إلى استهداف السفن التجارية الاسرائيلية في البحر الاحمر والمحيط الهندي فلم تعد أمريكا تشن الحروب بملء إراداتها ودون أي رادع اليوم فمحور المقاومة يقف لها بالمرصاد.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال