أهمية إطلاق ممر أرس 57

أهمية إطلاق ممر أرس

منذ فترة توصلت إيران وأذربيجان إلى اتفاق لإنشاء طريق ترانزيتي للنقل يُعرف باسم "ممر أرس"، وبهذا أصبح ممر أرس جزءًا من الأدبيات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين إيران وجمهورية أذربيجان. هذا الممر الذي من المقرر أن يمر عبر محافظة أذربيجان الشرقية في إيران، ويربط قرية آقبند في الزاوية الجنوبية الغربية من منطقة زنجيلان بمدينة أردوباد في جنوب نخشوان، يمكن أن يكون بديلاً لممر زنجزور مع إمكانية تقليل المخاوف الإيرانية بشأن حدودها المشتركة مع أرمينيا من خلال الالتفاف حول أرمينيا.

التحركات الاستراتيجية لإيران في منطقة القوقاز الجنوبية
تعتبر حدود أرمينيا بالنسبة لإيران ذات أهمية بالغة، حيث تعمل كحلقة وصل حيوية للمناطق الشمالية من أوراسيا، مما يسهل التجارة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسيEAEU) ) لذلك تعكس التحركات الاستراتيجية لإيران في القوقاز الجنوبية التزام إيران بحماية أراضي أرمينيا، خاصة في منطقة سيونيك الجنوبية. في أكتوبر 2022 أسست إيران قنصليتها في كابان ويُعتبر هذا الإجراء إشارة واضحة لأذربيجان بشأن التهديد المحتمل للسيطرة على سيونيك باستخدام القوة.[1]

كما أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي خلال لقائه الأخير مع نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا على أهمية تطوير العلاقات المشتركة بين إيران وأرمينيا، وأعلن لرئيس وزراء أرمينيا أن إيران لا تزال تعارض تنفيذ خطة ممر زنگزور، وتعتبر تنفيذ هذه الخطة مخالفًا لمصالح أرمينيا. ويُعتبر تأكيد قائد الثورة بمثابة تلميح ذكي لرئيس وزراء أرمينيا الذي يبدو أنه وفقًا لبعض الروايات الرسمية وغير الرسمية وخاصة بناءً على خطة "ممر السلام" لباشينيان يستعد لقبول ممر زنگزور والتعاون العملي معه.[2]

مزايا المبادرة الاستراتيجية الإيرانية لإنشاء ممر أرس
يمتلك ممر أرس القدرة على خلق الاستقرار في المنطقة ويمكن أن يعمل على تحقيق المصالح الاقتصادية لجميع دول المنطقة من خلال الالتفاف حول منطقة سيونيك المتنازع عليها في أرمينيا، التي أعربت باكو عن نيتها الاستفادة من ممر زنگزور. إن تحويل مسار الترانزيت بعيدًا عن منطقة سيونيك يقلل إلى حد ما من بؤر التوتر والاحتكاك، مما يخلق بيئة أكثر ملاءمة للتفاعل الدبلوماسي. وبالتالي يُعتبر هذا الاتفاق نقطة تحول مهمة في تشكيل الديناميات الإقليمية التي يمكن أن تمتد إلى أجزاء أخرى من القوقاز الجنوبية أيضًا.[3]

أهمية إنشاء ممر أرس داخليًا
تعتبر منطقة القوقاز الجنوبية ذات أهمية كبيرة من حيث موقعها في سوق التجارة ودورها في الممرات الترانزيتية الدولية للسلع والطاقة. في ظل هذه الظروف يمكن أن تُعزز المنطقة الحرة أرس من خلال الاستفادة من ممر أرس لتصبح واحدة من أكثر المناطق الحرة الصناعية في إيران، وقطبًا كبيرًا لإنتاج المنتجات الزراعية المحمية مما يدعم القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية والتجارية ويعيد إحياء الدور التاريخي لهذه المنطقة في مجال التجارة والترانزيت في إيران.[4]

ما المخاطر التي تهدد ممر أرس؟
تعتبر إيران ممر أرس بديلاً لممر زنگزور، الذي يمكن أن يقلل من المخاوف بشأن عدم الاستقرار على طول حدودها المشتركة مع أرمينيا. أحد الأسباب التي تعزز الثقة في استكمال بناء المسار الترانزيتي من أذربيجان إلى نخشوان عبر إيران هو تقليل حوافز أذربيجان لإنشاء ترانزيت إجباري عبر أرمينيا. ومع ذلك إذا وقعت أرمينيا وأذربيجان معاهدة سلام، وأقامت أرمينيا وتركيا علاقات دبلوماسية فإن ذلك سيقلل من مزايا ممر أرس الحالية. ستتغير هذه المعادلات فقط في حال سقوط حكومة نيكول باشينيان وصعود الحركات القومية والمحافظة المعارضة للسلام مع أذربيجان وعلاقات التطبيع مع تركيا في أرمينيا.[5]

خلاصة القول
يمكن أن يُسهم إنشاء ممر أرس في ربط أذربيجان عبر الأراضي الإيرانية بواسطة الطرق والسكك الحديدية بمنطقة نخشوان. سيعيد هذا المسار إحياء خط قديم يعود إلى زمن الاتحاد السوفيتي، الذي كان يمر عبر نقطة الحدود جلفا-جلفا. يمكن أن يكون هذا الممر بديلاً لممر زنگزور من خلال الالتفاف حول أرمينيا، مع إمكانية تقليل المخاوف الإيرانية بشأن حدودها المشتركة مع أرمينيا. وفي حال وقعت أرمينيا وأذربيجان معاهدة سلام وأقامت أرمينيا وتركيا علاقات دبلوماسية فإن ذلك سيقلل من مزايا ممر أرس الحالية. لذلك يمكن أن تؤثر التطورات في منطقة القوقاز الجنوبية بشكل مباشر على مزايا استخدام هذا الممر مستقبلاً.

مرضیة شریفي


[1] https://basirat.ir/fa/news/351898
[2] https://www.iras.ir/
[3] https://www.hadinews.ir/story/24931
[4] https://www.iras.ir/?p=10924
[5] https://www.iras.ir/?p=10016
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال