التوترات الأخيرة في العراق والتحركات المشبوهة من وراء الكواليس التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد دفعا اللواء إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إلى السفر إلى بغداد في زيارة مهمة لإجراء محادثات مع قادة الجماعات العراقية والأحزاب والمسؤولين.
ونقلت “الميادين” عن بعض المصادر قولها إن “اللواء قاآني أكد خلال لقاءاته أن العراق بحاجة إلى الاستقرار والحفاظ على الوحدة الداخلية”. كما ذكرت مصادر الميادين أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، بالإضافة إلى تأكيده على أهمية تلبية مطالب الشعب العراقي والمتظاهرين في الانتخابات الأخيرة بشكل قانوني، دعا إلى تجنب أي عمل يهدد أمن العراق.
وفيما يواصل قاآني محادثاته مع المسؤولين العراقيين، أعلن المجلس التنسيقي للفصائل الشيعية العراقية عقد اجتماع مع رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس القضاء الأعلى للتوصل إلى اتفاق من خمس نقاط يدين الهجوم على المنزل، كما يدين بالمقابل استهداف الاحتجاجات الشعبية السلمية، وان العملين يزيدان التوترات وعدم الاستقرار في العراق، وأن يجب البحث عن حلول قانونية لحل الأزمة المتعلقة بالانتخابات.
نصوص هذه الاتفاقية تشبه إلى حد بعيد ما ورد من موقف قاآني في المفاوضات مع شخصيات ومسؤولين عراقيين، ما يعني أن هذه الزيارة مثمرة، حيث توافق الأطراف على الحل بمبادرة إيران للسيطرة على التوترات. إن التوصل إلى هذا الاتفاق مهم للغاية لإحباط مؤامرات الأعداء ومساعدة العملية السياسية في العراق في الوقت الحاضر، ويظهر الدبلوماسية الناجحة للجمهورية الإسلامية مع تحرك اللواء قاآني في الوقت المناسب.
بالنظر إلى الوضع قبل وبعد عملية مهاجمة منزل رئيس الوزراء، فإن آثار دور الولايات المتحدة في الصيد في الماء العكر وزيادة الوضع المتوتر بعد قمع الاحتجاجات السلمية ضد نتائج الانتخابات واضحة تماماً؛ وهو ما أسماه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني نتيجة تخطيط “مراكز الفكر الأجنبية”.
أولاً: في حين أن المنطقة الخضراء في بغداد هي واحدة من أكثر الأماكن أماناً في منطقة غرب آسيا، في خطوة مشبوهة، قامت الولايات المتحدة بإغلاق رادارات نظام الدفاع في السفارة قبل الهجوم. النظام الذي تم تركيبه في عهد ترامب وذروة المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وفصائل المقاومة في السفارة الأمريكية لمواجهة الهجمات الصاروخية.
ثانياً: بعد الإعلان عن الهجوم على منزل كاظمي، دعت الولايات المتحدة إلى المشاركة في التحقيق للتعرف على منفذي الهجوم، تمهيداً لمرحلة مواجهة الحكومة للحشد الشعبي، على غرار ما يتم التحقيق فيه حالياً في مرفأ بيروت اللبناني.
في الواقع، تسعى الولايات المتحدة، التي تكافح من أجل بقاء قواتها في العراق، إلى تهيئة الظروف لإضعاف الحشد الشعبي وحتى حله. وتجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى إحباط خطة إحياء داعش في الأشهر الأخيرة، وبزعم المسؤولين في البيت الأبيض، فقد شارك الحشد الشعبي أيضاً في هجمات على القواعد الأمريكية في التنف بسوريا، مما يعني أنه أصبح قوة جديدة عابرة للحدود على جبهة المقاومة.
لكن نتيجة مفاوضات اللواء قاآني، بمعنى آخر، كانت انتصاراً دبلوماسياً لإيران،وتم التوصل الى اتفاق بين الجماعات السياسية المحتجة والحكومة على مواصلة الاحتجاجات على نتائج الانتخابات بشكل سلمي وفي إطار القانون. وهذا بدوره سيبطل احتمالية التدخل الخارجي والداخلي والتآمر لزعزعة استقرار العراق وخلق توترات في البيت الشيعي.
أظهر هذا الموضوع موقف إيران الداعم للإستقرار في العراق، ومن ناحية أخرى أظهر قدرة القيادة للواء قاآني خلفا للحاج قاسم سليماني على عبور محور المقاومة بنجاح من التحديات والمضي قدما نحو الأهداف السامية التي كان الحاج قاسم يسعى لتحقيقها.
المصدر: الوفاق
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال