أثار مقتل الآلاف من المدنيين الأفغان والمدنيين في العمليات العسكرية الأمريكية وضربات الطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة منذ 17 أكتوبر / تشرين الأول 2001 غضبًا واستياءًا واسعين بين الشعب الأفغاني وأثار احتجاجات واسعة النطاق.
ووفقًا للأرقام الصادرة عن الناتو والبنتاغون، فإن ما يقرب من 40 بالمائة من القتلى في الضربات الجوية والطائرات بدون طيار الأمريكية هم من “الأطفال الأفغان”[1].
تشير التقديرات لعام 2020 إلى أن عدد المدنيين الذين قتلوا في الضربات الجوية الأمريكية والحلفاء في أفغانستان بين عام 2016 حتى نهاية عام 2019 قد ارتفع بنسبة خطيرة بلغت 330 بالمائة، وفقًا لأحدث الأبحاث التي أجراها معهد واتسون في جامعة براون[2].
في عام 2019 وحده، قُتل أكثر من 700 مدني في أفغانستان على أيدي القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، وهو أعلى رقم منذ السنوات الأولى للاحتلال.
يقول المحقق تا سي كرافورد بأن الولايات المتحدة خفضت من عدد قواتها البرية في أفغانستان. لكن في المقابل زادت الغارات الجوية لتلك القوات. كان الهدف هو دفع طالبان إلى طاولة مفاوضات الدوحة، مما أودى بحياة المدنيين الأفغان.
وفقًا لمجموعة أبحاث “نفقات الحرب[3]“، فإن الزيادة المستمرة في الوفيات على مرّ السنين ترجع جميعها إلى التغييرات في قوانين الضربات الجوية التي أعلنها وزير دفاع دونالد ترامب جيمس ماتيس في عام 2017 .[4]
سمحت هذه التغييرات للقوات الأمريكية باستهداف ما يسمى بالقوات المتمردة والإرهابية دون اتصال مباشر معهم. أدى هذا التغيير إلى زيادة حادة في الضربات الجوية والطائرات بدون طيار وزيادة كبيرة في عدد القنابل التي تم إسقاطها.
بين عام 2015 حتى نهاية عام 2019، قُتل حوالي 1357 مدنيًا في غارات جوية أمريكية وحلف شمال الأطلسي، وقتل 461 آخرون في غارات جوية شنتها القوات الجوية الأفغانية.
وبحسب دراسة أجرتها جامعة براون، فإن مبلغ الفدية التي دفعتها الولايات المتحدة لأسر الناجين من قتلى هجماتهم من 2015 إلى 2019 إقترب من 455 دفعة وبلغ مليوني دولار. ذهبت الأموال فقط إلى الضحايا الذين اعترفت الولايات المتحدة بمقتلهم في الهجمات. وهذا يعني أن ضحايا هجمات الناتو لم يحصلوا على تعويضات.
أشارت دراسة أخرى أجراها معهد واتسون إلى عدد القنابل المستخدمة في أفغانستان من قبل المحتلين الأمريكيين وحلف شمال الأطلسي. وبحسب هذه الدراسة، في عام 2019، تم استخدام أكبر عدد من القنابل في أفغانستان.
تظهر بيانات القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية[5] أن طائرات التحالف (باستثناء القوات الجوية الأفغانية) في عام 2019؛ ألقت ما يقرب من 7423 قنبلة، وهو ما يزيد قليلاً عن 7362 قنبلة في عام 2018.
قبل عام 2018، تم استخدام معظم الذخيرة في عام 2010. واعتبر عام 2010 عامًا مميتًا للشعب الأفغاني، حيث قُتل 1271 مدنياً في هجمات التحالف وحدها.
وبلغ عدد الضحايا المدنيين جراء الغارات الجوية 3977 شخصاً بین 2122 قتیلاً مدنيًا و1855 جریحاً.
وبلغ العدد الإجمالي لقتلى الاطفال في الغارات الجوية 1،598، من بينهم 785 قتيلاً و 813 جريحاً.
يشكل الأطفال 40٪ من ضحایا الضربات الجوية المدنية، يعني 1598 من أصل 3 آلاف و 977 طفل.
37٪ من المدنيين الذين قتلوا في الغارات الجوية، يعني 785 من أصل 2،122، كانوا من الأطفال.
44٪ من المدنيين المصابين في الغارات الجوية، أي 813 من إجمالي 1855شخصاً؛ كانوا أطفالاً.
معظم القتلى المدنيين في الغارات الجوية نتجت عن الغارات الجوية لقوات الاحتلال الدولية.
وكانت غالبية الضحايا المدنيين، بمن فيهم القتلى والجرحى، ناجمة عن هجمات شنتها قوات الاحتلال الدولية[6].
وبحسب الوثائق المقدمة، فإن ما فعلته الولايات المتحدة في أفغانستان ليست سوى جرائم ضد الإنسانية وانتهاك لحقوق الإنسان. في حين أن المسؤولين في واشنطن وحلفاءها الأوروبيين في الناتو يعتبرون أنفسهم دائمًا روّادا في استعادة حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
والمفارقة أن الولايات المتحدة تنشر سنوياً تقاريرها السنوية لوزارة الخارجية حول قضايا حقوق الإنسان حول العالم. وتصف أفغانستان بأنها أكثر منطقة تعاني من انتهاكات حقوق الإنسان وتذکر الاعتقالات التعسفية والاختطاف وعدم الاهتمام بأمور النساء وانتشار إساءة معاملتهن کمثال على المشاكل الموجودة في أفغانستان.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال