إقامة طقوس الأربعين الحسينية تفشل سيناريو إحداث الشرخ بين الشعب الإيراني والعراقي 12

إقامة طقوس الأربعين الحسينية تفشل سيناريو إحداث الشرخ بين الشعب الإيراني والعراقي

في  سبتمبر 1980، أشعل الرئيس صدام حسين فتيل حرب العراقية الإيرانية التي دامت لثماني سنوات، وذلك دون إشعار مسبق وبناءً على سوء تقدير ارتكبته الدول الغربية، في حين تطلع صدام إلى غزو طهران خلال سبعة أيام. لقد أدت الحرب، فضلا عن تدمير جزء كبير من البنية التحتية للبلدين، إلى زيادة التوقعات بأنه لن يتخذ أي من البلدين خطوة لبناء العلاقات الحسنة. وفيما سعد الولايات المتحدة وحلفاء صدام العرب بأن إيران ستواجه مشاكل من ناحية جارها العربي، أيدوا بشكل كامل صدام حسين بصفته معارضا جيوسياسيا لإيران. ومع ذلك، فتحت الإطاحة بحكم صدام طريقا جديدا أمام البلدين الّذین وضعا حب أهل البيت عليهم السلام وموالاتهم، في مقدمة علاقاتهما وکلاهما كانا ينتظران زيارة مرقد أمامیهما بفارغ الصبر، حيث توافدت قوافل من المواطنين العراقيين الى مشهد المقدسة لزيارة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام وفي المقابل، نشهد فيضان آلاف زائر إيراني  لزيارة العتبات المقدسة الواقعة في أرض العراق إلى اتجاه كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء. في واقع الأمر، أقيمت العلاقات بين الشعبين بعد الإطاحة بصدام  ثانیة وراحت المحبة تتدفق بينهما.

ومع بداية غزو العراق واغتصاب أرضها من قبل تنظيم داعش الإرهابي والخوف من الإطاحة بالحكومة المركزية، دخلت جمهورية إيران الإسلامية المشهد بصفتها المدافعة الوحيدة والأولى عن الشعب العراقي. فالقتال إلى جانب المقاتلين العراقيين وتسليح الجيش العراقي والجماعات العسكرية على التوالي، وتقديم الخدمات الاستشارية ومحاربة الإرهاب، مزج بين الشعب العراقي والإيراني معًا في ظل مفهوم ثقافة المقاومة، ليحترم ویقدر كل منهما الآخر أكثر من أي وقت مضى. في غضون ذلك، زرعت مسيرة أربعينية الحسين (ع) وحب الشعبين لجاذبية الحسين(ع) واستضافة العراق الحماسية للزوار الإيرانيين وكل من حلوا أرض كربلاء من بلاد مختلفة، حبا دافئا بين قلوب الشعبين. والبلدان الّذان  كان من المفترض أن يتحركا ضد بعضهما البعض بدعاية صدام والضغوط الخارجية، غير أنهما أصبحا الآن أخوين حلیفین. وألفة قلوب المؤمنين ورأفتهم علی البعض في السراء و الضراء تسببت فی ظهور إيران والعراق كدولتين مستقلتين، غیر أنهما تعتنقان هوية مشتركة. وإنها الهوية الحسينية ومفهوم محور المقاومة؛ مما يعني تلك الهوية التی يفتخر بها كل من الإيرانيين والعراقيين ويعتبرون خدمة زوار سید الشهداء(ع) جزءًا لا ینفصم منها.

في مثل هذه الظروف، لازالت المحاولات تستمر لزرع الفتن  والإخلال بعلاقات البلدين الوثيقة، حيث تسعى جماعة من خلال نشر الشائعات ضد الزوار العراقيين في إيران الى إحداث الشرخ بين هذه العلاقات، وجماعة أخرى من خلال حملات الافتراء وإلصاق التهم ترمي إلى استهىاف زوار العتبات المقدسة الإيرانيين. وسابقا، كان هناك رجال في جيش صدام وبعض المنتمين إلى حزب البعث اعتادوا الذهاب إلى عشاق الحسين (ع) سواء كانوا إيرانيين أو عراقیین، ومن بينهم نسوة، ويقتلونهم بمجرد إظهار مدى حبهم تجاه الإمام الحسين(ع). ومع ذلك، بعد سقوط صدام وإزالة عقبة مهمة مثل حزب البعث العراقي، لا تزال الجماعات الموالية للغرب تتابع سيناريو خلق الشرخ بين الشعبين الحسينيين بيد أن يقظة الشعبين وثقتهما بأهل البيت هو المخرج من هذه الفجوة المصطنعة والزائفة.

المصدر ؛iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال