ابن سلمان يبحث عن ترتيبات الأمان الغربي 261

ابن سلمان يبحث عن ترتيبات الأمان الغربي

تعد المملكة العربية السعودية إحدى الدول المهمة في منطقة غرب آسيا، والتي سعت دائمًا إلى زيادة أمنها القومي في العقود الماضية، وقد حققت السعودية هذا الهدف من خلال التقرب من الولايات المتحدة وإنفاق مليارات الدولارات. وفي السنوات الماضية، انخرطت السعودية في مفاوضات مكثفة مع الأطراف الغربية بشأن معاهدات إبراهيم الذي اقترحته الولايات المتحدة من أجل إحلال السلام في منطقة غرب آسيا وبالأساس هدفه الاعتراف بالنظام الصهيوني بين الدول العربية. في الأشهر الأخيرة وخاصة بعد عملية طوفان الأقصى والإخفاقات المتوالية للكيان الصهيوني، يسعى الغرب إلى إتمام المفاوضات الأمنية مع السعودية، كما تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف لنفسها، والتي لايمكن تحقيقها دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة (1)، سنتناول في هذا المقال ما يجري في هذه المفاوضات وما هي التنازلات التي تبحث عنها السعودية وأميرها الطموح .

المنافسات الإقليمية، في السنوات الماضية في منطقة غرب آسيا، اعتمدت المملكة العربية السعودية سياسات إقليمية مولدة للتوتر من خلال المنافسة مع إيران(2)، مما تسبب في تكاليف مالية ومادية كبيرة لهاتين الدولتين الإسلاميتين، وبالإضافة إلى المناخ السياسي الداخلي السعودي أيضاً والذي كان يعاني من توتر ملحوظ، بدأت السعودية في هذا السياق تبحث عن تغييرات جوهرية لتصحيح مسار السياسات الضارة لحكومة هذا البلد، كمبادرة السلام مع إيران، البلد الذي كانت السعودية على علاقة متوترة دائمة معه وكان محور المواجهة السياسة الخارجية لهذا البلد هو كيفية مواجهة إيران. إن إبرام السلام مع إيران للسعودية قد ضمن أمن محور المقاومة وأراح الملك السعودي والأمير بن سلمان من الهجمات اليمنية. هذا التغير في سياسة المنافسة الإقليمية حدث بعد أن تأكدت السعودية من عدم قدرتها على مواصلة الحرب والمنافسة مع إيران، لأنه بهذه المواجهة ستتدمر خطط ابن سلمان التوسعية لمستقبل السعودية. إن هدف السعودية من إبرام اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة، مثل السلام مع إيران هو إنهاء سياسة خلق التوتر في منطقة غرب آسيا.

توفير الأمن الشامل لمملكة بن سلمان، هو أحد المحاور الرئيسية لمملكة بن سلمان المستقبلية، والحلم الكبير لهذا الأمير( 3) هو توفير الأمن لشعب المملكة العربية السعودية. وبهذه الطريقة ومن خلال خلق مستقبل مجيد ورسم مستقبل المملكة العربية السعودية الحديثة لشعب المملكة، فإنهم يضمنون شرعية حكومة بن سلمان المستقبلية، ولتحقيق المستقبل المجيد الذي تصوره بن سلمان، يجب أن تكون هذه الدولة منيعة عسكريًا ويجب أن يكون ملك المملكة العربية السعودية رمزاً للملك القوي. وفي هذا الصدد، من الضروري أن تشتري السعودية الأمن من الولايات المتحدة لأن الهياكل الأمنية لهذا البلد تعاني من فجوة أمنية حادة مع عقود من التدخل من المحور الغربي، ويمكن للدول الغربية أن تؤسس بسهولة للانقلاب في هذه الدولة. وهذا الضعف والتبعية جعل السعودية تسعى إلى حل هذه المشكلة، والولايات المتحدة تعلم ذلك، لهذا تبحث عن تبادل المصالح مع الرياض من أجل حل قضية حليفها الاستراتيجي (الكيان الصهيوني) وتعزيز علاقتها مع حليفها الأمني ​​( السعودية).

قلة الأضرار التي لحقت بالمملكة العربية السعودية خلال حروبها على جبهتي الشرق والغرب، ففي الأشهر الماضية، توسعت الجبهتان الغربية والشرقية في معاركهما بالوكالة، وهذه القضية قد أثبتت مرة أخرى أن النظام العالمي الجديد الذي هيمن على الشؤون الدولية بعد الحرب العالمية الثانية يتغير ويتطور. وسوف تعاني الدول في هذا العصر من أقل الأضرار إذا اختارت الجبهة الصحيحة، وتسعى المملكة العربية السعودية، التي تدرك عملية التغيير والتحول هذه في النظام الدولي، إلى تحمل أقل الأضرار الناتجة عن تقريب الأنظمة القائمة بين الشرق والغرب في ترتيبة النظام العالمي الجديد. وتعتبر هذه السياسة السعودية إيجابية على جبهتي الشرق والغرب في الوقت الحاضر، ولكن مع تصاعد حرب الجبهتين فإن سياسة السعودية ستنتهي على حساب إحدى تلك الدولة لأن الدول القوية في الجبهتين لن تقبل سياسة المرتزقة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية في ظروف الحرب وستضر بهذا البلد.

وبشكل عام، ينبغي القول إن المملكة العربية السعودية، بمفاوضاتها المكثفة مع الولايات المتحدة، تسعى في الأشهر الأخيرة إلى إبرام اتفاقية أمنية جديدة مع هذه الدولة في هذا الوضع الذي تمر به منطقة غرب آسيا، مما يلبي الوضع الأمني، كما إن مطالب بن سلمان لمستقبل حكومته تحظى بموافقة الغرب، والغرب بهذا الاتفاق سيجبر السعودية على صنع السلام مع النظام الصهيوني والموافقة على خلق فكرة الدولتين في الأراضي المحتلة.

امیرعلی یگانه


1. https://carnegieendowment.org/2023/11/06/saudi-arabia-in-emerging-world-order-pub-90819
2. https://www.worldpoliticsreview.com/israel-iran-saudi-arabia-battle-for-supremacy-in-the-middle-east/
3. https://www.nytimes.com/2024/04/25/technology/saudi-arabia-ai.html
4. https://www.ispionline.it/en/publication/the-world-is-changing-who-will-set-the-rules-137132
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال