لطالما كانت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية مصحوبة بالعديد من التقلبات ومع اتفاق 10 مارس في الصين، دخلت الرياض وطهران مرحلة جديدة بعد سبع سنوات من العلاقات المتوترة. وفقًا للاتفاقية الموقعة أعلنت إيران والمملكة العربية السعودية أنهما ستستأنفان علاقاتهما الدبلوماسية وسيتم فتح سفارتي البلدين خلال الشهرين المقبلين.
وفقًا للخبراء فإن خفض التصعيد بين المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، وإيران الدولة التي تثير أنشطتها النووية استياء الحكومات الغربية، سيكون له القدرة على تغيير وتحسين العلاقات في هذه المنطقة المضطربة منذ عقود. هذا التطبيع لقي ترحيبا من قبل العديد من دول المنطقة بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر والعراق ومصر والبحرين وتركيا. وبالمثل أعرب حزب الله اللبناني وأنصار الله اليمني والسلطة الفلسطينية عن تفاؤلهم بهذا الاتفاق. وفي هذا الصدد ، ذكرت قناة الجزيرة: أن المفاوض الرئيسي للحوثيين في اليمن المتحالفين مع إيران صرح بأن العلاقات الدبلوماسية بين دول الشرق الأوسط ضرورية. وقال محمد عبد السلام: "المنطقة بحاجة إلى استئناف العلاقات الطبيعية بين دولها حتى تستعيد الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الخارجية". وقال السيد حسن نصر الله ، الأمين العام لحزب الله في لبنان حول هذا الشأن : إن استئناف العلاقات بين إيران والسعودية كان "تطوراً جيداً". [1]
ماذا ستكون نتيجة الحرب في اليمن؟
توقعت المملكة العربية السعودية أن تغزو اليمن في غضون ستة أشهر ، لكنها الآن تخوض حربًا استمرت لسنوات. لهذا السبب يريد محمد بن سلمان الآن إنهاء الصراع من أجل التركيز على خططه الطموحة لرؤية 2030، وعليه عندما تم توقيع اتفاق تجديد العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في بكين في 10 مارس تحولت كل الأنظار إلى اليمن. وكانت قد دخلت القوتان المتنافستان في مواجهة غير مباشرة منذ عام 2015.
الخبراء متفائلون بأن العلاقات الدبلوماسية النشطة بين إيران والسعودية ستزيد من التقدم نحو إيجاد حل للحرب الأهلية اليمنية. وفي هذا الصدد يرى المندوب الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة أن "الاتفاق بين إيران والسعودية سيساعد على إرساء وقف لإطلاق النار في اليمن". لذلك يبدو أن استئناف العلاقات السياسية بين إيران والسعودية سيسرع من تنفيذ وقف إطلاق النار في اليمن. [2]
تأثير استئناف العلاقات بين إيران والسعودية على مصالح إسرائيل
تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية لا يتناسب مع أهداف إسرائيل في ردع قيادة إيران وقوتها في المنطقة. وفي هذا الشأن قال نفتالي بينيت رئيس وزراء إسرائيل الأسبق الذي تم تسليط الضوء عليه في الأخبار الوطنية لإسرائيل: "هذه ضربة مروعة لجهود تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران". هذا فشل كامل لحكومة نتنياهو ناجم عن مزيج من الإهمال السياسي والضعف الاقتصادي والصراعات الداخلية داخل إسرائيل. دول العالم والمنطقة ترى إسرائيل منقسمة ولن تتعامل مع حكومةٍ لا تعمل وتقوم بتدمير نظامها بنفسها." [3]
مرضیه شریفی
[1] https://mepc.org/commentary/saudi-iranian-normalization-changes-regional-dynamics
[3] https://mepc.org/commentary/saudi-iranian-normalization-changes-regional-dynamics
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال