استضافة العراقيين الصادقة لحجاج أبي عبد الله في الأربعين الحسيني خلقت الانسجام والإلفة بين المعزين 22

استضافة العراقيين الصادقة لحجاج أبي عبد الله في الأربعين الحسيني خلقت الانسجام والإلفة بين المعزين

محرم هو شهر المحبة والتقديس والتمجيد لسيد الشهداء والتعبير عن التفاني والاخلاص لساحة الشهداء المقدسة في كربلاء. محبة لم تتأثر بالزمان أو المسافات الجغرافية وتستستمر مسيرة الولاء لأبا عبد الله  حيث تبدأ في كل عام من بداية شهر محرم حتى الأربعين في ملتقى مقام الحسين والمشيعين في كربلاء.

الأربعين هو إحياء للثقافة الدينية الخالصة في التضحية والإيثار والكرم والإحسان. في العالم الحديث اصبح  يُقاس كل شيء على أساس المنفعة المادية أو الخسارة، ولا يتم فعل أي شيء دون مقابل مادي. ولكن فجأة   يأتي الحج الحسيني في الأربعين بثورة في طريقة التفكير البشري حيث يخلط الحسابات ببعضها لدى الأشخاص الماديين، فهنا الكل يقدم كل ما عنده بإخلاص ويدعو غيره بكل شوق ومحبة ورجاء بالقبول ولا يتطلعون إلى ما أنفقوا في سبيل التضحية والإحسان، فكل شيء هو في سبيل الحسين ومحبة الحسين (عليه السلام ).[1]

في غضون ذلك فإن معظم أهل العراق، بصفتهم المضيفين الرئيسيين لمراسم الأربعين المقدسة، قد أحضروا كل ما لديهم إلى الساحات وفي الطرقات للترحيب ولخدمة المصلين وحجاج للإمام الحسين سيد الشهداء (ع) وعندهم كل اللطافة والترحيب في ضيوفهم وضيوف الإمام الحسين عليه السلام.

حيث يشاهد حجاج الأربعين وهم قادمون سيرًا على الأقدام من وقت مغادرتهم إلى كربلاء حتى عودتهم إلى مدينتهم ووطنهم، لطف وحسن ضيافة الناس حيث ترى حسنهم و لطفهم وهم يخدمون ويحترمون حجاج الإمام الحسين (ع) طوال المسير.

مع قدوم الأربعين والأصوت تعلو إلى السماء بعبارة “هل من ناصر ينصرني لبيك يا إمام الحسين” من أقصى مدن جنوب العراق إلى شمال بغداد والكل يأتي أطفال ورجال ونساء يقدمون مايملكون ويخدمون الزائرين بما يستطيعون على طول درب المسير ليشاركوا في موكب الأربعين ويكسبون ثوابه العظيم . [2]

خلال أيام الأربعين الحسيني وعندما تقترب قافلة حجاج الأربعين من كربلاء كل يوم، يرحب سكان المدن العراقية بحجاج الحسين في موكب عظيم وبقدمون ما يستطيعون. وبهذه الطريقة يفكر الجميع في الترحيب بالحجاج من كل قلوبهم وروحهم، وحتى أولئك الذين ليس لديهم وضع مالي جيد، فإنهم يقترضون خلال هذه الأيام حتى يكونوا من خدام الإمام الحسين (ع). وهذه المشاعر حتى لو كانت بسيطة لكنها تخلق الحب والمودة بين الزائرين والمستقبلين . [3]

وخلال موكب الأربعين، يقدم العراقيون كل مايملكون للمشاركة في هذه المراسم وذلك بالترحيب بالحجاج بطريقة تفاجأ بها كل ضيف أو زائر إلى حد الذهول. إن الكرم اللامحدودة والاستقبال الذي لا نهاية له من الشعب العراقي وتوسلهم لخدمة الحجاج وللعطاء، في الوقت الذي يتوسل فيه الجميع لأخذ الشيء، لقد خلقت هذه المكارم والفضائل والأعراف تقليداً فاق كل التصورات والعادات . [4]

إن الطريقة التي يستضيف بها العراقيون ويستقبلون بها حجاج الأربعين تظهر مظاهر جميلة جدًا من التعاطف  ويصبح الوجود المقدس لحضرة أبا عبد الله الحسين (ع) هو المركز والرابط الحقيقي كالحبل المتين لتواصل الناس وتماسكهم، من أجل أن تركب الأمة الشيعة وجميع المسلمين سفينة الخلاص والنجاة بمحبة و ولاء للامام الحسين (ع) . [5]


[1] ایثار پرس / گنجینه معارف اربعین حسینی

http://www.isarpress.ir/1400/02/22/ زمان

[2] ستاد مرکزی اربعین حسینی / سنگ تمام عراقی ها برای زائران اربعین

http://www.alarbaeen.ir/News/Show/10411

[3] خبرگزاری فارس / قدم های زادران اربعین به نیابت از ایرانیان

https://www.farsnews.ir/news/14000628000521/

[4] پایگاه اطلاعات علمی جهاد دانشگاهی/ واکاوی ادراک زائران از رفتار خادمان در اربعین

https://www.sid.ir

[5] خبرگزاری شبستان / وحدت ناشی از اربعین ، زمینه ساز ظهور است

http://www.shabestan.ir/m/detail/734700

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال