استهداف الجنود الأمريكيين في العراق ومستقبل وجودهم بين الرفض والقبول 52

استهداف الجنود الأمريكيين في العراق ومستقبل وجودهم بين الرفض والقبول

أعلن المتحدث باسم المقاومة الاسلامية العراقية - حركة النجباء، نصر الشمري، في تغريدة له عبر تويتر منذ يومين : ان المقاومة الاسلامية - حركة النجباء، غير ملزمة بأي اتفاق سياسي يتضمن هدنة أو تهدئة مع قوات الاحتلال الامريكي؛ أيّا كانت الأطراف القائمة على مثل هذه الامور.

واضاف المتحدث باسم المقاومة الاسلامية في العراق : ان المواقف المعلنة تمثل أصحابها و من يمثلون، ولا يمثلنا الا موقفنا الرسمي بهذا الشأن الذي أعلناه سابقا؛ و نوكد عليه حاليا : ان قوات الاحتلال هدف مشروع في العراق وفي كل منطقة غرب اسيا حتى خروج اخر جندي امريكي محتل من ارض العراق.[1]

 يشهد اليوم نفوذ الولايات المتحدة في غرب آسيا تراجعاً ملموسًا ويتم الحديث عنه علانية على أنه حقيقة واضحة. هذا التطور الفكري في دول المنطقة وفي نظرة السكان فيها هو نتيجة كفاح جبهة المقاومة ضد الاستعمار والغطرسة العالمية. كما إن انتصارات محور المقاومة على مرتزقة أمريكا وأعوانها المتمثلة بداعش وأخواتها في المنطقة وتحديداً في العراق وسورية هي من أهم أشكال الهزيمة الصريحة للمشروع الأمريكي وسقوط الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

لقد بات معروفاً أن التصريحات المعلنة من قبل حركات المقاومة عن حقيقة خروج القوات الأمريكية من العراق أصبح قاب قوسين أو أدنى، حتى لو تهربت من تنفيذه الإدارة الأمريكية لبعض الوقت، والملاحظ أنها تحاول استبدال التواجد العسكري بأشكال مختلفة ومسميات عديدة تتدرجها على جدول أعمالها مع المسؤولين في الحكومة العراقية عن طريق دعم الإقتصاد وتفعيل الإتفاقيات الموقعة والتي سميت بالإستراتيجية من أجل إنقاذ العراق اقتصادياً، وهو في حقيقة الأمر نهب لخيرات العراق وثرواته الباطنية واستمرار للإحتلال الأمريكي لكن بطريقة مبطنة.

 وبالعودة إلى مؤشرات خروج القوات الأمريكية وسقوط هيمنتها في المنطقة، هناك حقيقة لابد أن نسلط الضوء عليها وهي رفض الشعب العراقي لهذا التواجد الذي يعتبره الشعب احتلال وتواجد غير شرعي، والحكومة تمتلك سند قانوني وهو قرار البرلمان العراقي لإخراج تلك القوات بكافة أشكالها، فالشعب العراقي ماذا يتذكر من هذا الإحتلال سوى تشريد الملايين واستشهاد مئات اللآف العراقيين ناهيك عن التسلط والهيمنة على القرار السياسي في العراق واستغلال ثرواته النفطية.[2]

إن القرار السياسي والعسكري لحركة النجباء المقاومة هو انعكاس لرغبة عموم الشعب العراقي الذي أصبح يعاني من الوضع الإقتصادي السيئ في ظل سرقة ونهب خيراته وثرواته أمام أعينه والحكومة غير قادرة على فعل شيء وكأنها تتبنى سياسة إبقاء هذا الإحتلال وتقبل به، وصرح قادة الحركة البارزين مراراً بأن الحركة ليست مع استمرار هذا الوضع المأساوي للعراق، وجاء ذلك على لسان عضو المكتب السياسي للحركة الدكتور حيدر اللامي بأن الحركة لن تقبل ببقاء لا استشاري ولا مدرب ولا حتى جندي أمريكي واحد في العراق، وإن هذا هو الحل الوحيد لإنقاذ مستقبل العراق من الإحتلال الأمريكي وعودته إلى مكانته السياسية والإقتصادية بقوة قراره واستقلاليته وتحرره من الهيمنة الأمريكية.[3]

الجدير بالذكر أن تصرفات الحكومة العراقية لاتعكس رغبة الشعب العراقي في معظمه حول السياسة الإقتصادية التي يرون أنها مثل الدمية بيد الولايات المتحدة، وما تعلن عنه حركات المقاومة الشعبية بأنها لاتعترف بكل اتفاقيات الحكومة مع أمريكا حول تطوير الوضع الإقتصادي هو خير دليل على ذلك، يقول الوزير الأسبق وائل عبد اللطيف محافظ البصرة ووزير الدولة في حكومة رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي (2004- 2005) أن "سياسة الولايات المتحدة في ما يخص الطاقة بالعراق غير محمودة أبداً، وتمارس نوعاً من الضغط على البلد، حتى تدخل شركاتها بصفة جولات تراخيص أو مستثمرين وغيرها من الصفات، وهذا موضوع غريب من دولة يفترض أنها جاءت لمساعدتها وليس لإيذائها" .[4]

كما وصف الوزير السابق سياسة الولايات المتحدة في العراق ب"التخريبية"، مشدداً على ضرورة أن يتخذ العراق سياسة نفطية مستقلة، وإقناع الجانب الأمريكي بأن يعتمد البلد على شركاته الوطنية، التي تعد أفضل من الأجنبية التي تأخذ نحو نصف أموال ما يدّره العراق".

إن رغبة الشعب العراقي بالتخلص من هيمنة الولايات المتحدة وتقليص العلاقات الإقتصادية معها تنطلق من فكرة أن هذه العلاقات تثبت وجود أمريكا في العراق وتؤدي إلى استمرار التدخل الأمريكي في الشؤون العراقية. كما يرون أن ذلك يؤدي إلى تشجيع ممارسات الفساد والاستغلال الأجنبي للثروات الطبيعية العراقية واستمرار الإحتلال اقتصادي الذي تخطط إليه واشنطن بعد أن تقرر الخروج عسكرياً من العراق. وترتكز الرغبة لدى الشعب العراقي في الانفتاح على دول أخرى وتنويع الاقتصاد العراقي والحد من الاعتماد الشديد على الولايات المتحدة، لإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تنمية اقتصادية شاملة في العراق وخلق فرص عمل جديدة للشباب العراقي وخاصة بعد إنهاء جميع أشكال الإحتلال الأمريكي.

بشكل عام، فإن رفض الشعب العراقي بقاء قوات الولايات المتحدة و تطوير العلاقات الإقتصادية مع واشنطن يأتي بسبب سوء الظروف السياسية والاقتصادية للعراق، وحاجة الشعب العراقي لتنويع اقتصاده وتحسين مستوى المعيشة والحد من التدخلات الأجنبية غير المرغوب بها وإنهاء كل أشكال الإحتلال على أراضي العراق.


حسام السلامة

[1] ar.mehrnews.com/news/1932766/

[2] https://www.alnojaba.tv/?p=31755

[3]https://www.youtube.com/watch?v=EWr8YvwDOCY&ab_channel=%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%A9%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%B2-NawatNews

[4] https://2h.ae/AwDX

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال