في أول رد على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية قرارها سحب مزيد من المنظومات الدفاعية، كشفت السعودية حجم ما تعرضت له أراضيها من هجمات جوية على مدى السنوات الماضية، وسط تقليل رفيع المستوى من أهمية القرار الأمريكي الأخير ، فما ابعاد هذه التطورات؟
وفقا لإحصائية نشرها التحالف فقد تعرضت السعودية لأكثر من 1031 هجوم جوي، بينها 372 هجوم بصواريخ بالستية و659 تم بطائرات مسيرة.
كما أشارت الإحصائية إلى تعرض السعودية لنحو 75 هجوم بحري ونحو 96 الف بما وصفته بـ”مقذوفات” في إشارة إلى الصواريخ قصيرة المدى والتي ظلت المدن السعودية على الحدود تتعرض لها باستمرار في بداية تطور القدرات الجوية لصنعاء وغالبا ما كانت تتزامن مع زحوفات برية في عمق المدن السعودية.
ومع أن الإحصائية، وفق مراقبين، ليست دقيقة، نظرا للكم الهائل من الهجمات الجوية التي تعرضت لها السعودية خلال السنوات الأخيرة من عمر الحرب التي تقودها منذ 7 سنوات، يشير نشر الإحصائية إلى أنها ذات رسائل للولايات المتحدة التي قررت خفض منظوماتها الجوية في السعودية بسحب مزيد من منظومات ثاد وباتريوت، وهي خطوة اثارت غضب السعودية التي تواجه مأزق على اكثر من جبهة.
هذه الرسائل كشفها متحدث التحالف تركي المالكي في تصريح صحفي عقب فيه على قرار واشنطن سحب منظوماتها الدفاعية واكد فيه عدم تغيير القرار الأمريكي شيء على خارطة ارض الواقع في إشارة واضحة إلى أن هذه المنظومات لم تكن فاعلة ولم تعترض الهجمات الجوية وهو ما يكشف مزاعم السعودية السابقة باعتراض الهجمات ويؤكد قمر السعودية التي ظلت مستباحة من قبل الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة رغم محاولاتها المستميتة للحفاظ على التمسك بادعاء اعتراضها في الوقت الذي كانت وسائل اعلام عالمية تتداول صور ومقاطع فيديو للخسائر السعودية ناهيك عن فتح الأخيرة قنوات اتصال سرية مع صنعاء للتخفيف من وتيرة الهجمات..
التأكيد السعودي على عدم فعالية المنظومات الامريكية اكدت على لسان صحفيين سعوديين شاركوا في حملة للاستخبارات على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأبرزهم الكاتب خالد السليمان والذي أشار إلى أن المنظومات الامريكية كانت لفترة مؤقتة وقصيرة في تلميح إلى انها كانت محل اختبار فقط.
قد تكون الخطوات السعودية الأخيرة محاولة لابتزاز أمريكا بورقة فشل منظوماتها الدفاعية ومحاولة إثارة مخاوفها من البدائل الروسية – الصينية، لكنها في الوقت ذاته تشير إلى أن السعودية التي بدأت البحث فعلا عن بدائل عبر الارتماء في أحضان المعسكر الشرقي وتخوض صراع مع الأمريكيين قانعة تمام بعدم جدوى التقنية الامريكية والقدرات العسكرية شأنها في ذلك شأن السياسة الامريكية المتقلبة والمحكومة بالمصالح.
الخبر اليمني
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال