إن من أكثرالمجالات وضوحا بالنسبة للدفاع عن الوطن، سنوات الحرب المفروضة الثمانية، حيث واجهت الأمة الإيرانية، بانسجام فريد وموحد، العدو المعتدي، ولحماية الوطن والدفاع عنه أصبحت زاخرة بالحب للتضحية والشجاعة. ولقد ضحى مقاتلو الإسلام بأرواحهم وأبطلوا المؤامرات الشريرة للغطرسة والقوى المناهضة من خلال المشاركة في ساحات القتال دفاعاً عن مُثُل النظام وتعبيرا عن حبهم للولاية.
وفي حين أن عالم الكفر والإلحاد وقف كله أمام الأمة الإيرانية، اتخذ الشعب و المقاتلون ملحمة عاشورا قدوة لهم ودافعوا عن البلاد وذادوا عن مُثل الثورة الإسلامية ومنعوا الأعداء من تحقيق أهدافهم، آخذين العبرة من انتفاضة عاشوراء وجاعلین الإمام الحسين (ع) أسوة لهم.
وما أخذه المقاتلون من مدرسة عاشوراء خلال سنوات الحرب المفروضة الثمانیة وفي جبهات الحرب آنذاك، أفضى إلى ظهورمظاهر الاخلاق والفضائل والقيم إلإلهیة ونشر أکثر الدروس فیضانا وغنی، بحيث كانت تتمثل إدارة خطة عمليات المقاتلين تجاه كربلاء والدافع الأقوى لدی المقاتلین من الدفاع، في تحرير كربلاء وزيارة مرقد الإمام الحسين (ع).
إن دوافع التجنيد، وثقافة الحضور، ورفع الشعارات، وإقامة مراسيم محرم، والظروف الصعبة للمناطق العسكرية ووصیة المقاتلین وخصوصا الشهداء، ومزج القصائد الملحمية مع واقعة عاشوراء، وتسمية الفرق والكتائب وأسماء المقرات و .. . كلها يعني التأثير المباشر لحركة عاشوراء على جبهات الدفاع المقدس.
وكان يجتمع حينها مقاتلو الإسلام معًا داخل الخنادق والمقرات اجتماعا صغيرا ویتمتمون زیارة الأربعين وعاشورا ويمارسون ليلة الأربعين الحداد على الحسين(ع)؛ إذ إن المقاتلين بسبب موقع منطقة الحرب لم يكونوا قادرين على الذهاب إلى كربلاء علانية في شكله الحالي للحداد على الإمام. کما أنهم لم يتمكنوا، مثل جابر بن عبد الله الأنصاري، من التجمع عند مرقد الإمام الحسين (ع) وزيارته، غير أنهم كانوا يأملون في تسجيل أسمائهم في قائمة زوار الإمام الحسين (ع) في اليوم الأربعين.
واقتداء هذه الأمة وتمسكها بمدرسة عاشوراء وبرسالتها الأساسية وهي المقاومة ومواجهة الظلم والظالم، هو الع
وجمیع ما تلقّنه المقاتلون في مدرسة عاشوراء تسبب في جعل جبهات الدفاع المقدس، خلال سنوات الحرب المفروضة الثمانية، معارض تجسد المكارم والفضائل والقيم الإلهية، وتكشف عن أبهى الدروس السامیة والرائعة.امل الأساسي في هذا الانتصار، وأظهر من الشمس أن عاشوراء ورسائلها لم تكن تخص إيران والشيعة فقط، بل اليوم أيضا، سيكون إتباع ثقافة عاشوراء والدفاع المقدس سببًا لاستمرار انتصار الثورة الإسلامية. لذلك، في حالة تحاول فيها الدول المهيمنة بقيادة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني المجرم تدمير الإسلام النقي وأم قری الأسلام، فإن بقاء النظام الإسلامي وحیاة الثقافة العامة للبلاد مرهونان على إحياء ثقافة الدفاع المقدس ونهضة عاشوراء. ولا شك في أن نجاحنا وانتصارنا في الحرب المفروضة التي استمرت لثمانية أعوام قد تحقق بفضل ثقافة عاشوراء، وبقائه يعتمد كليًا على إتباع هذه الثقافة ويجب أن تنتقل إلى الأجيال الحالية والمستقبلية.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال