تتذبذب العلاقات بين تركيا وإسرائيل حينا بعد حين، غير أن حادث سفينة “مافي مرمرة” عام 2010 أفضت إلی قطعها بين البلدين. رغم کل ذلك، في الأشهر الأخيرة من عام 2016 تم اتخاذ خطوات للتطبیع بين الجانبين وعُقدت اجتماعات للتعاون الثنائي في مجال الطاقة إلا أن تصاعد التوترات السياسية لم يتسبب فقط في وقف مشروع نقل الغاز من الأراضي المحتلة إلى أوروبا عبر ترکیا، بل أدى إلى إعاقة مسار العلاقات بينهما أيضا.
ودفع اندلاعُ الأزمة الاقتصادية التركية في الصيف بمسؤولي أنقرة إلى إطلاق حوار هادئ ومتزن في سياستها الخارجية وإلی التتبّع وبثّ إشارات حول تسوية الخلافات وتطبيع العلاقات مع بعض الحكومات نحو اليونان ومصر والإمارات العربية المتحدة وأرمينيا والأوروبا وكذلك الكيان المحتل.
وبينما يحاول أردوغان تصوير تركيا كلاعب واعد ومؤثر في هذا الوقت ویتوجس الغرب خيفة من أزمة طاقة محتملة وقطع روسيا الغاز عنه ویقلق علی ضمان أمن الطاقة المستدامة كأحد أهم التحديات التي تواجهها الدول الأوربية، أعلن الرئيس التركي يوم الجمعة بعد عودته من أوكرانيا، إمكانية استخدام تركيا للغاز الإسرائيلي والعمل على نقله إلى أوروبا عبر التعاون المشترك بين الجانبين.
كما أعلن أردوغان الخميس زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ إلى تركيا منتصف مارس مشیرا إلي أن التعاون في مجال الطاقة سيكون على جدول الأعمال خلال زيارة هرتزوغ لتركيا وأن أنقرة قيد التفاوض مع سلطات العراق حول اتفاقية نقل الغاز الطبيعي منه.
وجاءت تصريحات أردوغان في الوقت الذي جددت فيه وسائل الإعلام العربية الموالية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، التأكيد ليلا ونهارا على موقف تركيا “الإسلامي والمبدئي” حيال القضية الفلسطينية وتوقعت احتمال نشوب صراع عسكري بين تركيا وإسرائيل بسبب اكتشافات النفط والغاز في شرق المتوسط بيد أن اكتشافات النفط والغاز هذه أدى إلى حافز كبير لتعزيز العلاقات بين الجانبين.
من ناحية أخرى يعرف أردوغان جيداً أن الغاز الذي يريد أن ينقله إلى أوروبا عبر بلاده هو غاز إسرائيل المسروق من الشعب الفلسطيني وستُستخدم عائداته لقتل الأمة الفلسطينية المظلومة وقمعها. لذلك يتعين على أردوغان على الأقل الالتزام بتعهده بما يدّعي أنه دعم لقطاع غزة والامتناع عن المشاركة في عملية سرقة إسرائيل الغازَ الفلسطينيَ بدعم من الشركات الأمريكية. إذ هناك تناقض كبير بين دعم شعب فلسطين والمشاركة في سرقة نفطها ونهب خيراتها.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال