الآثار النفسية لعملية طوفان الأقصى على المواطنين الإسرائيليين 391

الآثار النفسية لعملية طوفان الأقصى على المواطنين الإسرائيليين

لقد مضى أكثر من تسعة أشهر على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبالإضافة إلى اعتبارها فشلاً استراتيجياً للكيان الصهيوني وجيشه، فقد تسببت هذه العملية في أضرار نفسية وعاطفية لسكان الأراضي المحتلة، وتتجلى عواقبها في الحياة اليومية للصهاينة.

تزايد الاضطرابات النفسية لدى جنود الاحتلال
حللت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية في تقرير نقلته منظمة "نفقاسيم" الإسرائيلية، الحالة النفسية "المقلقة" لجنود نظام الاحتلال بعد عودتهم من قطاع غزة، والتي أفاد فيها آلاف جنود الاحتلال جيش الاحتلال بعد عودته من غزة يواجه "اضطراب ضغوط ما بعد الحرب".

هذا الصحيفة العبرية كشفت أن أكثر من 10,000 جندي احتياطي في جيش الكيان الصهيوني، نتيجة لتجاربهم المؤلمة والصادمة خلال حرب غزة، طالبوا بتوفير خدمات الصحة النفسية. بناءً على ذلك، هناك حاجة متزايدة لدعم الجنود الاحتياطيين وعائلاتهم في الانتقال من الروتين القتالي إلى الحياة الطبيعية. [1]

زيادة الصدمة الوطنية في الأراضي المحتلة
تظهر دراسة أن الصدمة الوطنية في الأراضي المحتلة ظهرت بعد حرب غزة، وتجلت في شكل "متلازمة القلب المكسور". وفقًا لهذه الدراسة، بعد 7 أكتوبر، ارتفعت إصابة الأفراد بهذه المتلازمة بنسبة مئة في المئة. هذه المتلازمة تشبه النوبة القلبية الناتجة عن الضغط النفسي أو الجسدي، حيث يشعر الشخص نتيجة للضغط النفسي الشديد بألم في قلبه. اللافت أن زيادة متلازمة القلب المكسور كانت ملحوظة بين النساء في الخمسينات من العمر، إذ إن معظمهن أمهات لجنود يقاتلون في الحرب. [2]

الأوضاع النفسية السيئة للاجئين الصهاينة
تعترف وسائل إعلام النظام الإسرائيلي استنادًا إلى نتائج بعض الاستطلاعات بأن أغلب المستوطنين الصهاينة الذين نزحوا من جنوب الأراضي المحتلة يعانون من مشاكل نفسية. كما وصف اللاجئون الصهاينة أوضاعهم بعد "طوفان الأقصى" بأنها "سيئة جدًا"، وقليل منهم وصفها بأنها "جيدة" أو "مقبولة". مؤخرًا، أفادت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية بزيادة الهجرة العكسية من فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى امتلاء رحلات الطيران بسبب خوف المستوطنين من تفاقم الحرب مع حزب الله اللبناني. وفقًا لصحيفة "زمان" الإسرائيلية، فقط في الأشهر الستة الأولى من الحرب ضد غزة، غادر 550 ألف صهيوني الأراضي المحتلة إلى دول أخرى.

كما أبلغت مكاتب السياحة الإسرائيلية أن آلافًا من الصهاينة الآخرين، خوفًا من توسع الحرب بين حزب الله وإسرائيل، في طريقهم لمغادرة فلسطين المحتلة. [3]

ظهور أزمة نفسية عند الشباب الإسرائيلي
من التداعيات الأخرى لحرب غزة، حدوث أزمة نفسية شديدة بين الشباب والمراهقين الإسرائيليين، لا سيما من سكان المناطق الحدودية الذين نزحوا. وفقًا لتقرير، ارتفع اعتمادهم على المخدرات والكحول، حيث أبلغ 53 في المئة عن أعراض نفسية جسمانية، وهو رقم شهد زيادة ملحوظة مقارنة بسنة 2023. كما أن 45 في المئة قد واجهوا أعراضًا نفسية، و30 في المئة عانوا من أعراض جسدية مرة واحدة على الأقل يوميًا خلال الأشهر الأربعة الماضية.

وفقًا لهذ الدراسة، فإن 98 في المئة من المراهقين في المناطق الشمالية والجنوبية المتأثرة بالحرب، نظرًا لتعرضهم لتطورات سلبية ومتوسطة إلى شديدة خلال الحرب، لا يسيرون في وضع جيد من حيث أعراض الاكتئاب والقلق. وبذلك تبين أن معدلات الاعتماد على المشروبات الكحولية، والقمار، والماريجوانا ارتفعت من 8.9 في المئة في عام 2019 إلى 28.3 في السنة الحالية. [4]

الخلاصة
على الرغم من مرور أكثر من 9 أشهر على عملية "طوفان الأقصى" والحرب في غزة، لم يقدم حكومة نتنياهو أي برنامج واضح لإدارة الأزمة التي نشأت، وتظهر البيانات أن ثقة الناس في قيادة هذه الحكومة قد فقدت تمامًا. وبسبب عدم اطمئنان المواطنين الإسرائيليين تجاه مستقبلهم، نشهد ظهور أزمات نفسية وصحية متعددة بين فئات مختلفة من السكان في الأراضي المحتلة. لذلك إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية في هذا الاتجاه، ستواجه العديد من الأزمات أكثر من أي وقت مضى، وسيكون لذلك تداعيات كبيرة على قادة هذا النظام.

مرضیة شریفي


[1] https://donya-e-eqtesad.com/fa/tiny/news-4078228
[2] https://www.mako.co.il/news-lifestyle/
[3] https://inn.ir/news/article/71233
[4] . https://www.inn.co.il/news/638784
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال