الإمام الحسين ع هو إمام المقاومين عبر الزمن وفي كل مكان 70

الإمام الحسين ع هو إمام المقاومين عبر الزمن وفي كل مكان

يصادف ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السلام هذا العام يوم الاثنين 27 سبتمبر 2021

ويحيي المسلمون وخاصة أتباع أهل البيت عليهم السلام في العالم ذكرى أربعينية الامام الحسين يوم 20 صفر من كل عام، حيث يحيون فيها ذكرى أربعينية استشهاد الإمام الحسين ع في كربلاء، في أجواء يخيم عليها الحزن، وترفع فيها الرايات السود، وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية للحدث.

الإمام الحسين ع هو إمام المقاومين عبر الزمن وفي كل مكان

يقول الكاتب المسيحي المعروف، أنطوان بارا، إن “الحسين (عليه السلام) ضمير الأديان، ولولاه لإندثرت كل الأديان السماوية، فالإسلام بدؤه مُحمّدي وإستمراره حُسيني، وزينب (عليها السلام) هي صرخة أكملت مسيرة الجهاد والمُحافظة على الدين”.

فلو لم يقم الحسين (عليه السلام) بثورته، لما تبقّى شيء من التوحيد أساساً، ولأصبح الدين الإسلامي الجديد مُرتبطاً بمُمارسات السلاطين الذين على المُجتمع القبول بهم والرضوخ لجورهم واضطهادهم مهما حدث باعتبارهم (ولاة للأمر)”.

“وليس مُستغرباً أن تتحوّل قضية الحُسين (عليه السلام) الى مصدر إلهام في الوجدان الإنساني بشكل عام، ومدرسة في النضال من أجل الحرية ومُواجهة الإستعباد، فقد كتب عنها الكثير من المُؤرّخين سواء من المُسلمين أو غيرهم وتناولوا مُختلف أبعادها وآثارها”.

ولأنّ ثورة الإمام الحُسين (عليه السلام) كُتبت بدم الشُهداء الطاهرين فهي خالدة على مر العُصور، ولذلك نرى فشل كُل مُحاولات السلاطين وجبابرة الجور في طمس إسم الإمام الحُسين (عليه السلام) والشعائر الحسينية

ثورة الإمام الحُسين (عليه السلام) جسّدت قيم السماء وأعطت للإسلام الروح والجذوة والصحوة من جديد، فكانت حقاً الصرخة التي هزّت عروش الظالمين، فالنهضة الحُسينية جاءت لإعادة صورة الإسلام الوضّاءة الى نصابها وإسقاط الصورة الزائفة التي حاول عُبّاد الأصنام البشرية وعُشّاق المطامع الدنيوية إلصاقها بالإسلام، ولقد كانت ثورة الإمام الحُسين (عليه السلام) الفيصل بين الحق والباطل”.

إنّ (عاشوراء) ليست مُختصّة بمذهب من المذاهب أو دين من الأديان أو فئة مُحدّدة، بل هي تضم جميع الأديان والمذاهب والفئات على مُختلف أنواعها، لأن الإمام الحُسين (عليه السلام) خرج من أجل الإنسانية وإحقاق الحق ونبذ الباطل عن جميع العالم، وضحّى بالغالي والنفيس من أجل أن تكون كلمة الحق هي العليا، لذا نرى إنّ خلود (عاشوراء) إبتنى على إحياء الرسالة الحُسينية وتطبيقها في حياتنا الطبيعية وذلك لما له من الأجر العظيم عند الله تعالى وأيضاً لما له من الصلاح في المُجتمع كما قال الإمام الحُسين (عليه السلام): (ما خرجتُ أشراً ولا بطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي لآمر بالمعروف وأنهى عن المُنكر)، وهذا ما تعلّمناه من عاشوراء التي رسمت لنا أسمى الأهداف لنجعلها مُنطلقاً لحياتنا، فكيف لا تكون رسالة إنسانية لمُختلف الأديان.


بقلم: روعة الشيخ عيسى

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال