الإنتقام الشديد 240

الإنتقام الشديد

قبل أيام قليلة من الذكرى الرابعة لاستشهاد شهيد محور المقاومة الحاج قاسم سليماني، تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة تأهب قصوى كما في السنوات السابقة، وتحاول القوى العسكرية الغربية في هذه الأيام إدارة التوترات والصراعات بالخوف والقلق حتى لا تقع في قبضة قوى المقاومة وغضبها. نحاول في هذا المقال أن نستعرض بإيجاز الإنجازات العملية التي حققها محور المقاومة بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني، وأن نتناول وعد إيران بالانتقام الشديد من قادة ومنفذي هذه الجريمة الإرهابية.

بعد استشهاد الشهيد القائد، وجهت طهران تحذيراً لأطراف الصراع بأنها ستنتقم من الأطراف المتورطة في هذه الحادثة[1]، فاستراتيجية إيران دائماً أنها تخطط بصبر وحكمة لتنفيذ اهدفها وتحاول مراراً وتكراراً خطوة بخطوة من أجل تحقيق ذلك ولا تضحي أبدا على عجل وبشكل مثير للجدل بأهداف قصيرة المدى من أجل هدفها المقدس.

وقد تم الإعلان عن استراتيجية إيران الحالية بإخراج الولايات المتحدة من منطقة غرب آسيا وتم التخطيط بعناية لطرق طردها خلال هذه السنوات:

1. بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني، ازداد الضغط والهجوم على قوات الولايات المتحدة الإرهابية في منطقة غرب آسيا إلى حد أن مهاجمة هذا الجيش رسمياً أصبحت روتيناً لدى قوى المقاومة و بشكل يومي بحيث لن تتوقف فيه هذه الهجمات بعد الآن 2، تتسبب هذه الحملات المتكررة في حدوث ضغط نفسي كبير على جيش الولايات المتحدة، وإذا كانت أسطورة هذه القوات العسكرية الامريكية قد وردت ذات مرة في الكتب المدرسية ووسائل الإعلام الغربية، فإنها الآن تحتضر بسمعتها المشوهة التي لم تعد موجودة أساساً.

2. أصبح محور المقاومة في منطقة غرب آسيا قوياً لدرجة أنه بالإضافة إلى الهجمات العسكرية، يتفاوض أيضاً مع دول مثل العراق من أجل الإخراج القانوني لقوات الولايات المتحدة [3]، مما يعني أنه يتابع عملية انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، وفي ذات الوقت لم يتبق سوى أقل من عام على الانتخابات الأمريكية حتى تتمكن حكومة هذا البلد من تبني حل يحفظ ماء وجهها لهذه المشكلة الكبيرة في منطقة غرب آسيا.

3. الضغط على النظام الصهيوني أيضًا هو أحد أهداف إيران المعلنة لمعاقبة الولايات المتحدة، حيث لقنتها درساً قاسياً من خلال هجمات متكررة من قبل المقاتلين الفلسطينيين الأبطال. وكان هجوم القراصنة الهكر على بنية هذا النظام بمثابة تمرين استعداداً للهجمات الأساسية في 7 أكتوبر، والتي دمرت رسميًا سمعة هذا النظام وأثبتت للعالم أن إيران تفي بكل الوعود التي قطعتها، النظام الصهيوني في هذه الأيام في حالة احتضار ولا تستطيع الولايات المتحدة أن تفعل شيئاً لأنها في حالة تراجع أيضاً.

4. المقاومة اليمنية، بعد انتصارها في الحرب على السعودية، أصبحت الآن تسيطر بشكل كامل على مضيق باب المندب، ولا يمكن لأي قوة أن تبحر في هذه المنطقة دون إذن هذا البلد، كما أن الجيش الأمريكي أيضًا في هذا المضيق يسعى بكل قوته لفرض سيطرته لكن تم تحييد جميع أدواته وشل حركته. ومع التحذيرات العملية التي وجهها اليمن المقاوم للمحور الغربي، ترى اليمن أن الدعم الغربي للجيش الصهيوني غير مجدي وغير عملي. (4)

إجمالاً، في هذه السنوات الخمس بعد استشهاد القائد العسكري المقاوم في حربه ضد الإرهابيين الغربيين في منطقة غرب آسيا، تحققت تطورات ونجاحات هائلة في المنطقة، وكلها بفضل بركة دماء الشهيد قاسم سليماني وبحسب مسؤولين إيرانيين فإن خوف العدو من الشهيد قاسم سليماني وماتركه بعد استشهاده أصبح أكثر من أي وقت مضى، وإذا كانت المنطقة في يوم من الأيام تنتظر تطبيع العلاقات العربية مع النظام الصهيوني، فالآن انقلب الوضع تماما ولم يعد بإمكان الدول العربية أن تحتفل بسهولة بتطبيع علاقاتها مع هذا النظام المزيف والجعلي. الضغط الكبير الذي يتعرض له أفراد الجيش في الولايات المتحدة في أعلى مستوياته لدرجة أن القواعد العسكرية لهذا البلد تتعرض لهجمات مكثفة من قبل محور المقاومة مئات المرات يوميًا، كما تقلصت الهيبة العسكرية الأمريكية بشكل كبير في المنطقة، كل هذه المظاهر تدل على نتائج صبر إيران واستراتيجية الانتقام الشديد من منفذي جريمة اغتيال الحاج قاسم سليماني.

قاسم احمدی



1. https://time.com/5761483/iran-retaliation/
2. https://www.mei.edu/publications/iranian-backed-militia-attacks-coalition-forces-threaten-ignite-eastern-syria
3. https://www.criticalthreats.org/analysis/iran-update-december-27-2023
4. https://new.thecradle.co/articles-id/15697
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال