الاستفتاء العام للفلسطينيين 406

الاستفتاء العام للفلسطينيين

قائد الثورة الإسلامية الإيرانية أول من اقترح إجراء استفتاء في فلسطين لتحديد النظام السياسي المستقبلي لهذا البلد كحل لقضية فلسطين بعد المقاومة والصمود. وفي 19 آب (أغسطس) 1991م في تجمع لعدد من أحرار الحرب الإيرانية العراقية ذكر القائد هذه القضية كجزء من حل القضية الفلسطينية وقال: " إن حل القضية الفلسطينية هو أن تتفكك الحكومة الغاصبة وتزول؛ فليأت أصحاب الأرض ويشكلوا حكومة هناك. ويجب على المسلمين والمسيحيين واليهود، أيًا كانوا، أن يعيشوا معًا". آخر مرة، في 28 (نوفمبر) 2023، في اجتماعه مع قوات تجمع الباسيج، قال: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بالاستفتاء العادل في فلسطين وأخذ رأي الشعب، إن وجهة نظر الجمهورية الإسلامية ليست رمي ​​الصهاينة واليهود في البحر" في الواقع هنا أشار إلى وجهة نظر جمال عبد الناصر الذي قال في عصره: " أن يرمي اليهود المحتلين في الماء". وبما أن فصائل المقاومة الفلسطينية أظهرت خلال الحرب الأخيرة بين النظام الإسرائيلي وغزة أن لديها القدرة على هزيمة إسرائيل، فقد أشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية إلى أنه على الرغم من قدرات المقاومة الفلسطينية على القتال ضد إسرائيل، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية توصي بإجراء استفتاءً عام. وهذه قضية سيستفيد منها جميع سكان فلسطين والأراضي المحتلة.

إن الخطة التي أكد عليها القائد الإيراني مراراً وتكراراً هي خطة متطورة للغاية وقد تم طرحها عدة مرات في الاجتماعات الدبلوماسية للمسؤولين السياسيين العالميين. وقال الدبلوماسي الإيراني السابق في لبنان شهيد ركن آبادي عن هذه الخطة: لقد تحدثنا عن هذه الخطة مع السلطات العالمية في عدة مناسبات. ورغم أن هذه الخطة هي خطة ديمقراطية، إلا أنه للأسف لا توجد أذن صاغية لهذه الخطة الديمقراطية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. والعذر النهائي من دعاة السلام هو أن الخطة عظيمة، ولكننا لا نقبل أي خطة تؤدي إلى تشكيل الحكومة. والحل الذي يعرضونه هو وجود دولتين: دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية. المشكلة في هذه الخطة هي ببساطة أن الإسرائيليين لا يوافقون عليها؛ أي أنه حتى لو وافق العالم كله أيضاً عليها فلأن الإسرائيليين لا يوافقون لا ينبغي تنفيذ هذه الخطة. وهذا هو مفهوم ومعنى الديمقراطية من وجهة نظر الدول الغربية.[1]

ومع ذلك، فقد تم تسجيل خطة جمهورية إيران الإسلامية رسمياً في الأمم المتحدة من خلال رسالة رسمية [2]حيث وجه السفير مندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة رسالة بهذه الخطة بعنوان "خطة لإجراء استفتاء وطني في الأرض الفلسطينية" في 1 نوفمبر 2019، إلى "أنطونيو غوتيريش" - الأمين العام للأمم المتحدة - بهدف توفير الإمكانية للشعب الفلسطيني لممارسة حق تقرير المصير تم إرسالها إلى أعضاء مجلس الأمن كوثيقة دولية.

وفي الاقتراح الذي قدمته إيران إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مع تحديد حقيقة أن مبدأ تقرير المصير هو أحد أهم المبادئ الأساسية المعروفة في القانون الدولي، فإن جميع الحكومات ملزمة بالامتثال للالتزامات الناشئة عنه وتقديم الخدمات المواتية. وشروط تحقيقه، استناداً إلى فتاوى محكمة العدل الدولية، وخاصة فيما يتعلق بالآثار القانونية المترتبة على بناء الجدار في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي نصت على أن "حق تقرير المصير" للشعب الفلسطيني قد أصبح واجباً. ولم يتم تنفيذه لا وقت الإعلان عن وجود النظام الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا بعد ذلك.[3] ولهذا من الضروري احترام "حق تقرير المصير" للفلسطينيين.

وترتكز هذه الخطة على 4 محاور:

1- عودة اللاجئين الفلسطينيين من مختلف أنحاء العالم.

2- إجراء الاستفتاء من قبل الشعب الفلسطيني الأصلي وليس المحتلين.

3- تشكيل نظام سياسي من الشعب الفلسطيني الأصيل.

4- إقرار النظام السياسي الجديد يخص غير الفلسطينيين.

و وفقاً للقرار III 194A/RES" " الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم الأصلي، فإن هذه الخطة تشمل جميع الفلسطينيين الحقيقيين. ولهذا الغرض، وبهدف تسهيل مشاركة جميع الفلسطينيين، وخاصة اللاجئين الفلسطينيين في هذا الاستفتاء، سيتم تنفيذ المشروع العالمي لتحديد الهوية والتعداد وتسجيل الهوية الشاملة لجميع المواطنين الفلسطينيين في فلسطين والدول الأخرى، وستكون المنظمة بحضور ممثلين عن الشعب الفلسطيني مسؤولة عن تنفيذ هذا المشروع.

إجراء استفتاء وطني بين أبناء الشعب الفلسطيني الذي عاش في فلسطين قبل وعد بلفور، بمن فيهم أتباع جميع الأديان، لتحديد مصيرهم وتحديد نوع النظام السياسي. وبناء على ذلك، سيكون للشعب الفلسطيني كافة، من مسلمين ومسيحيين ويهود، حق المشاركة في الاستفتاء، وسيكون لممثلي الشعب الفلسطيني من أتباع كافة الأديان دور أساسي وإداري في كافة المراحل في تخطيط وتنفيذ هذه الخطة. كما سيتم تشكيل لجنة دولية بإشراف ومشاركة الأمم المتحدة وبحضور ممثلين عن الشعب الفلسطيني لتنفيذ الخطة المذكورة والتركيز على قضايا فلسطين الأساسية بما فيها القضية التاريخية والسيادية والإقليمية لقضية فلسطين والقدس الشريف. كما سيتم إنشاء صندوق دولي بمساعدة أعضاء المجتمع الدولي تحت إشراف اللجنة المذكورة لتعزيز ودعم تنفيذ هذه الخطة.[4]

وأخيراً، ما هو واضح هو أن جبهة المقاومة وفصائل المقاومة الفلسطينية في الحرب الأخيرة لم تكن ناجحة على أرض المعركة فحسب، بل جلبت معها الرأي العام العالمي بشكل غير مسبوق. ولذلك أظهرت المقاومة أن لديها القدرة على هزيمة وتدمير الكيان الصهيوني. ولذلك، فإن على النظام الصهيوني ومؤيديه الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة، أن يتخذوا القرار الصحيح في هذا الشأن. إذا لم يختاروا خيار الاستفتاء، وهو الاقتراح الأول والأهم لإيران ومحور المقاومة، فسيتم تنفيذ الخيارات الأخرى تلقائيا وأي حدث طارىء سيكون على مسؤوليتهم.

حکیمه زعیم باشی

1. https://farsi.khamenei.ir/others-note?id=33642
2. https://palestinereferendum.isu.ac.ir/fa/news.php?rid=41
3. (28/11/1398) https://farsi.khamenei.ir
4. حسین امیرعبداللهیان/طرح‌های یکطرفه برای حل مسئله فلسطین و طرح دموکراتیک جمهوری اسلامی ایران؛ رفراندوم میان مردم اصیل فلسطین/ فصلنامه گفتمان راهبردی فلسطین/ سال دوم 1399.
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال