الاستقرار السياسي في ظل غياب الرئيس 12612

الاستقرار السياسي في ظل غياب الرئيس

بعد استشهاد آية الله رئيسي، اعتبر العديد من المحللين ووسائل الإعلام الغربية أن خسارته خطيرة على الجمهورية الإسلامية والمنطقة، لأن مثل هذا الحدث جاء في لحظة حرجة، وقد انتشرت شائعات في وسائل الإعلام أنه مع غياب آية الله رئيسي، فإن الناس سوف ينأون بأنفسهم عن الحكومة وسيتأثر الاستقرار الداخلي في إيران.كما أشاعوا أن دور إيران في الاستقرار والتوازن في المنطقة سوف يتضاءل أيضاً وستتجه المنطقة نحو الاضطرابات. وفي الواقع بعد هذا الحادث زرع أعداء إيران اليأس في الشعب الإيراني والمنطقة بطرق مختلفة.

وفي ليلة الحادثة نفسها، حيث لم ترد أية أخبار عن الرئيس الشهيد، أكد قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي في لقائه مع مجموعة من أفراد عائلة الحرس، متمنياً حينها للرئيس الشهيد الصحة الجيدة، وتوجه للشعب بكلمة مطمئنة بأنه لن يكون هناك أي تعطيل في عمل البلاد. وبعد إعلان استشهاده، أكد على تطبيق القانون حسب دستور البلاد، وفي رسالة التعزية الخاصة بالرئيس الشهيد وجه السلطات بانتخاب رئيس جديد خلال خمسين يوما، استنادا إلى المادة 131 من القانون.

في الواقع، وكما ينص الدستور الإيراني في جمهورية إيران الإسلامية عند غياب الرئيس يتم أخذ المبادئ المتخذة في الاعتبار فيما يتعلق بالقضايا الأساسية بما في ذلك السياسة الخارجية، والتي يتعين على جميع المسؤولين العمل بها. ومن المؤكد أن السياسة الخارجية القائمة هي مناهضة الاستكبار والنضال من أجل حقوق المظلومين كما كانت متبعة في جميع المراحل والأزمنة في الحكومات المختلفة، على الرغم من أن هذه المبادئ تم اتباعها في السياسة الخارجية منذ بداية الثورة. وهذا أمر واضح تماما للدول الصديقة والمجاورة لإيران ولمحور المقاومة.

وبناء على ذلك، قانونياً ورسمياً، ومع غياب الرئيس الشهيد لن يكون هناك أي تغيير في السياسة الخارجية والمواقف الإقليمية والدولية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وستستمر سياسات الجمهورية الإسلامية كالمعتاد.

ومن الأمور الأخرى التي أشار إليها المحللون الغربيون عدم إقبال الناس على الرئيس شهيد، وهو الأمر الذي طالما أثارته وسائل الإعلام الغربية حتى قبل حادثة استشهاده، إلا أن الجنازة التاريخية للشهيد رئيسي باتساعها ونطاقها في مدن مختلفة أظهر وجود أشخاص ذوي آراء مختلفة أن شعب إيران يقدر ويحترم من كان يخدمه لدرجة أن آية الله خامنئي أشار إلى هذه القضية على أنه " ثروة اجتماعية للجمهورية الإسلامية" في لقائه مع عائلة الشهيد رئيسي وذكر أيضاً: "لقد حضر الملايين جنازة السيد الرئيس في تبريز وقم وطهران وبيرجند ومشهد. إنه رمز لثروة اجتماعية عظيمة للجمهورية الإسلامية، حيث لا يمكن إلا لرجال الدولة الحقيقيين أن يصبحوا مرآة لتمثيل هذه القوة والقدرة". وكما قال قائد الثورة، فإن الوفود الأجنبية التي جاءت إلى طهران خلال هذه الأيام شهدت أيضاً بذلك، وقد ذكرت واعترفت بفضائله خلال لقائهم بقائد الثورة. [1]

ويعتبر السيد رئيسي ثاني رئيس لجمهورية إيران الإسلامية يستشهد بعد الشهيد محمد علي رجائي الذي تم اغتيله. كما أنه الشخص الثالث بعد الإمام الخميني والشهيد الحاج قاسم سليماني الذي صاحبت جنازته ودفنه مجد كبير بمشاركة الملايين من الشعب الإيراني وتعاطف مختلف دول المنطقة وقادتها.

وذكر قائد الثورة السيد الخامنئي في هذا الصدد أن: "إن الله أحب الفقيد (آية الله رئيسي) وألطف به حتى جذب قلوب الناس إليه بهذه الطريقة وجعل خروجه من الحياة الدنيا مباركاً وخالداً" فقرر أن يصبح مرآة لقيم الثورة وشعاراتها وإظهار قوة النظام والبلاد وثروته الاجتماعية بحيث أصبح الآن في وسط هذا الفقدان يجسد البلاد والإسلام تجسيداً عظيماً ومباركاً".[2]

ولذلك، لا بد من القول إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والأمة الإيرانية كانت دائما فخورة بمثل هذه الأحداث، وفي الواقع أدت مثل هذه الأحداث إلى مزيد من التعاطف والتضامن بين الشعب والحكومة. ورغم أن فقدان الشهيد رئيسي ووزير خارجيته الشهيد أمير عبد اللهيان كان محزنا للجمهورية الإسلامية الإيرانية وحتى لمحور المقاومة كله، لكن لأن الموت في الإسلام ليس نهاية الحياة بل بداية حياة أخرى. ومن هذا المنطلق، فقد كانت هذه الحادثة بمثابة هدية إلهية لشهداء هذه الحادثة، ستخلد ذكراهم واسمهم، ولا يمكن لغيابهم أن يسبب تغييراً أو اضطراباً في مواقف إيران واستراتيجياتها السياسية والأيديولوجية.

حکیمة زعیم باشي


[1] . https://farsi.khamenei.ir/news-content?id=56517
[2] . https://farsi.khamenei.ir/news-content?id=56517
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال