الحديث عن انتهاكات اميركا لحقوق الانسان ذو شجون ولا يمكن لمقال مقتضب ان يتطرق الى ابعادها وامتداداتها المتشابكة ، لكن لا بد من القول وبكل تأكيد ان الولايات المتحدة بيّضت وجوه المستبدين والزعماء المتوحشين على مر الدهور.
اللافت ان السلطات الاميركية التي طالما تشدقت بالدفاع عن الحريات وحقوق الانسان في العالم، غير آبهة ولا مرتاعة مما ترتكبه من جرائم ضد الانسانية في العالم.
فلقد التزمت الولايات المتحدة الصمت المطبق حيال جرائم نظام صدام المقبور في قصفه مدينة سردشت الايرانية بالقنابل الكيمياوية في مثل هذه الايام من عام ١٩٨٧ .كما انها تعامت عن قصفه مدينة حلبجة العراقية بالكيمياوي ايضا يوم ١٧ آذار/مارس عام ١٩٨٨ الامر الذي ادى الى استشهاد ما يزيد على ٥ آلاف مواطن كردي بالاضافة الى اصابة وتشريد عشرات الالاف ونزوحهم الى ايران وتركيا وسوريا.
وتتظاهر حكومات الولايات المتحدة ديمقراطية كانت ام جمهورية، بالخضوع لمتطلبات حقوق الانسان المفروضة من قبل الكونغرس ،لكنها من وراء الكواليس تتفنن في ايجاد السبل والاساليب للتملص من هذه المتطلبات لتنفيذ ما تبتغيه لمساندة الانظمة الدكتاتورية التي لا تحترم شعوبها ولا تعترف بتطلعاتها المشروعة.
لقد دعمت حكومة الولايات المتحدة الكيان الصهيوني الغاصب وهو من اكثر الانظمة عنصرية وشراسة وارهابا في تاريخنا المعاصر ، كما انها لا تألوا جهدا للتستر على الجرائم الاسرائيلية المتواصلة حتى يومنا هذا ولا سيما ما تقوم به تل ابيب من اعتداءات صارخة على اصحاب الارض الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة وخصوصا في حي الشيخ جراح.
العالم كله يعلم كم هي ملطخة ايدي اميركا بالدماء هنا وهناك . ويقول المفكر الغربي نعوم تشومسكي في كتاب (القوة والارهاب) ترجمة د.ابرهيم يحيى الشهابي:” هناك كتب ومقالات تحظى برقم عال من المبيعات تركز على خلل في شخصيتنا، الا وهو لماذا لا نرد بصورة مناسبة على جرائم الآخرين ؟ ولماذا نستمر بانتهاك حقوق الانسان انتهاكا لا يضاهيه قسوة اي انتهاك آخر، بما في ذلك ارتكاب الاعمال الوحشية؟”.
في الذكرى السنوية لحقوق الانسان الاميركية لا يسعنا الا ان ننظر باحتقار واستنكار شديدين الى انتهاكات الولايات المتحدة اللا انسانية في افغانستان والعراق وسوريا واليمن ومن قبل في اليابان وفيتنام وكوريا وفي كل بقعة طالتها يد الارهاب الاميركي في انحاء الارض .
ولا نتردد ابدا في تحميل اميركا مسؤولية الارهاب الدولي باعتبار ان ذهنية القتل والابادة الجماعية مستشرية منذ القدم في الولايات المتحدة يوم دمرت السكان الاصليين لتستحوذ على اراضيهم ومزارعهم بقوة الحديد والنار.
من المؤكد ان الولايات المتحدة تنطوي على آلام ومعاناة ملايين الناس من السود والملونين ومازالت السلطة الحاكمة في واشنطن تعاملهم بكل حقد وعنصرية واضطهاد ،وما قتل المواطن الاسود جورج فلويد قبل اكثر من عام الا مثال صارخ عن ما تمارسه السلطات الاميركية من ازهاق سافر لارواح مواطنيها ذوي الاصول الافريقية لمجرد مطالبتهم بحقوقهم المدنية بعيدا عن اي تمييز .
بقلم – حميد حلمي البغدادي
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال