شهد العديد من مواطني العالم الانسحاب الأمريكي الذي كان يشبه بالهروب. ويقول الخبراء إنه على الرغم من أن الانسحاب الأمريكي بدأ في عهد ترامب، فإن الانسحاب من أفغانستان في أغسطس 2021 بأمر بايدن كان الطريقة الأكثر فضيحة للانسحاب في عصر المعلومات. وبعد أن أمر بايدن بمغادرة أفغانستان، أظهر عمليا التصرف غير المسؤول للبيت الأبيض تجاه دول العالم. وعلى عكس مزاعم جورج بوش الابن ببناء الدولة في أفغانستان وجهود الإدارات اللاحقة (أوباما وترامب)، فشلت المشاريع الأمريكية في أفغانستان الواحدة تلو الأخرى. مع هذا كانت لمغادرة أمريكا أفغانستان عدة رسائل مهمة:
1 -لقد غادرت الولايات المتحدة أفغانستان في حالة من العار؛ تلك الصور المنشورة وبأسلوب متسرع والحضور في المطار وترك مواطنين وعدتهم سابقا بحياة سعيدة و الرخاء شريطة التعاون مع الولايات المتحدة، تظهر أن واشنطن ليس في جعبتها سوى الأحلام والأوهام على عكس الصورة التي تقدمها من نفسها.
وأظهر الأمريكيون في أفغانستان حلما أمريكيا، الحلم الذي لم يثمر سوى الدمار والبؤس وقتل الأبرياء حيث تظهر إحصاءات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان في الأشهر الأخيرة في أسوأ الظروف الممكنة وهي كارثية.
٢- كان انسحاب الولايات المتحدة وانهيار الحكومة الأمريكية له رسالة أخرى؛ تظهر هذه الرسالة عدم كفاءة الحكومات الموالية للغرب واعتمادها على الجيش الأمريكي حتى لو أدى هذا التواجد إلى نهب وسلب أمتهم ورأس مالهم الاجتماعي. في مثل هذه الظروف، تشير رسالة الانسحاب الأمريكي بوضوح إلى أن الحكومات المتغربة تعجز عن توفير أمنها من الداخل. والنتيجة أن الثقة بأمريكا مستحيلة وإنها ستُفقد في حالة عدم تأمين مصالح حكومة أو دولة!. وإذا قارننا هذا، بقضايا العراق وسوريا وحتى اليمن ولبنان، نلاحظ أنه حيثما قالت الدول “لا” لأمريكا ثم أكدت على سلطتها الذاتية فوجئنا بكيفية صمودهم أمام الأزمات وظل هيكل السلطة قائما وتغلبت الأمم علی أسوأ الأزمات.
۳-غادرت الولايات المتحدة أفغانستان كمغادرتها لفيتنام؛ هروب مفاجئ وبدون أي دعم وحماية من أنصارها؛ وهذه في حد ذاتها تجربة مهمة. وبعد عشرين عامًا، مع إعلان الحرب على طالبان وبهدف الإطاحة بالحركة في أفغانستان، غادرت الولایات المتحدة البلاد بعد أن سلمته لطالبان وذلك دون أي إنجاز تقريبًا مع ارتفاع حصيلة القتلى وتكاليف تقدر بتريليون دولار؛ نفس المصاريف التي تم دفعها من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين لمتابعة سياسة دعم آلة الحرب الأمريكية وصانعي الأسلحة وتجارها الأمريكيين. إنما الحرب في أفغانستان مرآة العبرة للأجيال القادمة.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال