بعد اندلاع الثورة الشعبية البحرينية في عام 2011 واحتلال الجيش السعودي لها بمساعدة تسعة جيوش عسكرية مزودة بمعدات قتالية، أصبحت البلاد عمليا محافظة تابعة للعائلة المالكة بالسعودية على يد محمد بن سلمان. من ناحیة، قد قلل انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، إضافة إلی اهتمام بايدن بالشرق، من الدعم الغربي للبحرين. ومن ناحية أخرى، تحتاج عائلة آل خليفة إلى دعم الجهات الفاعلة الأجنبية من أجل ترسيخ السلطة في السنوات المقبلة. وقد دفعت المشاكل الاقتصادية الرهيبة التي تواجهها الحكومة البحرينية والعجز في الميزانية آل خليفة إلى التحرك نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
وأظهرت الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد صهيوني إلى البحرين مع حضور وزير خارجيته في الشهر الجاري، أن عائلة آل خليفة مستعدة حتى للتفاوض مع تل أبيب بشأن التشبث بالحکم وتنفيذ سياسات لجذب الدعم للبقاء في السلطة.
وفور انتهاء الرحلة، نظمت جماعات المعارضة ذات الأغلبية الاجتماعية مظاهرات حاشدة في المنامة ومدن بحرينية أخرى. وقد قوبل وجود الكيان الصهيوني وناشطيه في البحرين بإدانة شديدة، وطُلب من آل خليفة إجراء انتخابات لتحديد مصير البلاد.
في غضون ذلك، أعلن آية الله عيسى قاسم زعيم الحركة الإسلامية البحرينية، أحد المحتجين على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، براءته وأدان أي تطبيع للعلاقات مع الكيان من قبل آل خليفة.
ووفقا لتقارير مختلفة، قوبلت حالة الاحتجاجات في شوارع البحرين بقمع من قبل جيش نظام آل خلیفة ومن جرائها أُصيب عشرات شخصيات معارضة للتطبيع مع الکیان الصهيوني أو وقعت تحت المطاردة.
ومع ذلك، تظهر التحالیل أن البحرين أصبحت واحدة من عوامل الجذب الأمنية للکیان الصهيوني بسبب ارتفاع معدلات النفط والطاقة فیها، فضلا عن كونها في موقع ذا أهمیة من الوجهة الاستراتيجية. وكان الحصول على النفط الرخيص وحتى المجاني وبيع الأسلحة المختلفة وإبقائها في المنطقة لاستخدامها في حالة الضرورة وبيع الأسلحة القمعية وتوليد الإيرادات من أهم إنجازات زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني للبحرين.
لا ينبغي نسيان هذا الأمر أنه في الأشهر الأخيرة، وبسبب الاحتجاجات الواسعة النطاق على قمع معارضي الحكومة في البحرين، قامت العديد من جماعات حقوق الإنسان بتنظيم مظاهرات أو رسائل مكتوبة تدعو إلى وقف مبيعات الأسلحة إلى الحكومة البحرينية لمواجهة معارضيها. وشهدت القضية ردود فعل شديدة من بعض الدول فیما عارضت بعض الدول الأوروبية بيع أسلحة للجيش والشرطة البحرينيين.
بالطبع، هذه ليست المشكلة الوحيدة بالنسبة للحكومة البحرينية، إذ إن البحرين تعرف جيدا كيف تتعامل إدارة بايدن مع بن سلمان. لذلك تسعد لتغيير موقفها تجاه عائلة آل سعود وخصوصا بن سلمان المنتمي إلى عشيرة السديري وتدعو إلى فصل أنشطتها ومصير بلادها عن المملكة العربية السعودية، ما فعلته أبو ظبي في وقت سابق وكانت ناجحة إلى حد ما في إنجازه. وفي ظل الظروف الراهنة، فإن الحصول على موافقة جماعات الضغط التابعة للكيان الصهيوني في الولايات المتحدة سيكون فرصة جيدة للحكام البحرينيين لجذب رضا الجانب الأمريكي.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال