التحديات التي يواجهها نتنياهو 103

التحديات التي يواجهها نتنياهو

بعد توقف دام لعامين تم التصويت في البرلمان الصهيوني (الكنيست) لصالح حكومة بنيامين نتنياهو، حيث أصبح رسميًا و للمرة الثالثة رئيسًا للوزراء في إسرائيل في ظل الكثير من التحديات التي ستواجه حكومته هذه المرة.

المتظاهرون الثائرون

من التحديات التي يواجهها نتنياهو ازدياد حجم الاحتجاجات التي خلفتها تشكيلة الحكومة. حيث تشير التقارير إلى أنه في نفس الوقت الذي تولى فيه نتنياهو منصبه نظم معارضو الحكومة الجديدة مظاهرة في تل أبيب وأغلقوا أحد الطرق السريعة الرئيسية في المدينة. تجمع مئات المتظاهرين وأغلقوا طريقًا سريعًا في المنطقة التجارية في القدس الشرقية ثم تحركوا باتجاه طريق أيالون السريع باعتباره الطريق السريع الرئيسي الذي يربط القدس بتل أبيب، حيث بدأوا مسيرتهم الغاضبة مما تسبب في اختناقات مرورية. 

خطر التحالف مع أحزاب اليمين المتطرف دينياً

حكومة بنيامين نتنياهو هي واحدة من أكثر حكومات النظام الصهيوني تطرفا في العقود القليلة الماضية. ويبدو أن هذه الحكومة ستواجه سلسلة من التحديات الجدية لأن الأحزاب التي تتألف منها حكومته بما في ذلك “الليكود” و “شاس” و “الصهيونية الدينية” و “اتحاد اليهود التوراتي” كلها أحزاب يمينية متطرفة رهنت لصالحها الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يعتبر حزب الليكود الحزب الرئيسي فيها. وهذا يعني أنهم إذا انسحبوا من الائتلاف فإن الحكومة الإسرائيلية ستسقط. لذلك أصبحت الحكومة الإسرائيلية رهينة لهم وهذه التبعية ووجهات النظر المتطرفة لتلك الأحزاب وغياب أي مجموعات معتدلة أو يسارية أو عربية وعلمانية ستتحول هذه الحكومة إلى حكومة متطرفة ويمينية للغاية وهذه القضية أدت إلى  احتجاج أعضاء حزب نتنياهو نفسهم. 

تهديدُ المقاومة

على الرغم من أن نتنياهو كان رئيساً لوزراء الكيان الصهيوني لفترتين طويلتين سابقاً، إلا أن هناك اختلافات في هذه الفترة عن الفترتين السابقتين تتعلق بالظروف الخارجية. لم تكن مجموعات المقاومة في الفترتين السابقتين قوية كما هي اليوم ولكنها أصبحت الآن في أوج قوتها و تشكلت جبهتان منفصلتان في الأراضي المحتلة، أحدهما جبهة المواجهة العسكرية الميدانية التي تضم افرادها حماس والجهاد الاسلامي. وبالنظر إلى التفوق الميداني لحركة حماس حاليًا وإنتاجها صواريخ بعيدة المدى يمكنها هزيمة أي عملية عسكرية للنظام الصهيوني في المستقبل. أما الجبهة الثانية هي جبهة الحرب الإلكترونية ضد المحتلين وقد تمكنت هذه الجبهة من الحصول على جميع المعلومات السرية للغاية عن هذا النظام و اختراق البنى التحتية الإسرائيلية والتسبب في مشاكل فيها وفي البنى التحتية العسكرية . ونتيجة لذلك فإن هذه الحكومة التي تواجه معارضة حتى داخل الأراضي المحتلة لن تتطور في مسيرتها. و إذا استمر هذا النظام في جرائمه بحق الفلسطينيين وتحرك المتطرفون أيضاً في اتجاه آخر فستتزايد إجراءات المقاومة ضد الكيان الصهيوني وهذا يعتبر تحديًا أمنيًا خطيرًا لحكومة نتنياهو الجديدة . 

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال