عوائق وأزمات داخلية وإقليمية تحاصر النظام الخليفي منذ تطبيعه العلاقات مع الكيان الإسرائيلي وسط رفض الشارع البحريني لهذه الخطوة التي اعادت الى الواجهة حراك الـ14 من فبراير بقوة حيث الثورة المطالبة بالحرية والإستقلال.
التطبيع مع الاحتلال فرض حراك الشارع البحريني ضد النظام الخليفي الذي عجز في احتواء غضب الشارع المتواصل بحراكه حتى اللحظة.
فشل النظام الخليفي في ملف التطبيع لهذا الحدّ وإدارة شأن بيته السياسي قد يجرى تفسيره في الخارج كمؤشر على سقوط قريب لهذا النظام القمعي، سيء الصيت في منظمات حقوق الإنسان وكنبأ للشارع بوجود بوادر إنفراج للأزمة البحرينية.
الاضطرابات والاحتجاجات في البحرين ازاء التطبيع الخليفي مع “إسرائيل” لم تكن مفاجئة في ظل دعم أقل من 20% من البحرينيين التطبيع، وفقا لما ذكره استطلاع استشهدت به قناة “ILTV “الإخبارية الإسرائيلية.
الواقع في البحرين الغاضب يذكر جميع الدول العربية بأن فلسطين لا تزال مهمة للشارع العربي، وهي حقيقة يجب أن يراعيها قادة المنطقة قبل أن يواصلوا مسار التطبيع مع “إسرائيل”.
وباعتبارهما أول دولتين عربيتين يطبعان مع الاحتلال الصهيوني، تواجه الإمارات والبحرين مستوى مختلف من التهديدات المحلية والإقليمية نتيجة قرار إضفاء الطابع الرسمي على التطبيع مع تل أبيب، لكن المخاطر بالنسبة للبحرين أعلى بكثير من الإمارات التي تتمتع بثروة واستقرار سياسي أكبر من البحرين.
وقياسا بالبحرين تعتبر الإمارات، أقل اهتماما بالقضية الفلسطينية، حيث لا يوجد سجل تاريخي قط يؤكد اهتمام الامارات شعبا وحكومة بالقضية الفلسطينية على عكس المجتمع البحريني الذي اهتم طويلا بالقضية الفلسطينية.
يقول مراقبون للشأن الإقليمي ان موقف البحرين بعد التطبيع بات أكثر حساسية لأن النظام الخليفي غير شرعي في البلاد بالفعل في أعين عدد كبير من سكان البحرين، ليس بسبب التطبيع فحسب بل بسبب انتهاكه حقوق الشعب بنهب ثرواته وحريته.
وبعد التطبيع الخليفي مع “إسرائيل” وقّعت 17 منظمة من المنظمات السياسية والمجتمعية والمدنية التي تمثل شرائح واسعة من المجتمع البحريني بيانا يدين التطبيع.
تتفاقم مشكلة النظام الخليفي وتنذر بخسائر سياسية له ولدول التطبيع الأخرى بالمدى القريب والبعيد، بعد تكشف سياسة “إسرائيل” الإجرامية في مجتمعات الدول المطبعة والمنطقة بشكل عام.
ويرى مراقبون للشأن العربي انه من المستبعد أن تتجاهل الشعوب العربية، القضية الفلسطينية، وهو الواقع الذي تجلى في البحرين بعد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي الأخيرة، كما تجلى في شهر مايو/أيار عندما وقعت احتجاجات مناهضة لـ”إسرائيل” في 46 مدينة مغربية على خلفية الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة.
-ماجد الشرهاني
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال