التطورات في شمال سورية…كل شيء عدا الهجوم العسكري يعني هزيمة لأردوغان 33

التطورات في شمال سورية…كل شيء عدا الهجوم العسكري يعني هزيمة لأردوغان

تصدر الشمال السوري في الأشهر الأخيرة دائمًا عناوين الأخبار المتعلقة بالعمليات التركية. لقد وضحنا مراراً شروط بدء العمليات البرية بالنسبة لتركيا وإعادة شرحها لاضرورة له و ما نحتاج إلى معرفته في الوضع الحالي هو أن استمرار التهديدات التركية ضد الشمال السوري هو لأغراضٍ وأهداف داخلية فقط، ويجب أن نتوقع أنه كل ما اقترابنا من الانتخابات التركية ستستمر التهديدات التركية أكثر. (في السابق كانت تلتزم الصمت لعدة شعور ولاحقاً تعود بالتهديد والوعيد مرة أخرى) في الواقع لن تتمكن تركيا من بدء عملية برية للأسباب المذكورة سابقاً إلا إذا تطورت الظروف الداخلية لأردوغان بحيث يرى نفسه خاسراً في الانتخابات ويرتكب حماقةً كبيرة حيث يستبعد هذا الخيار الانتحاري جدًا.

في الأسابيع الماضية وبعد تهديدات تركيا أثيرت بعض القضايا المهمة. وأهم تلك المواضيع التي أصبحت بغاية الأهمية مع زيارة الوفد الروسي لأنقرة هو الاتفاق بين سورية والأكراد على تسليم مناطق منبج وعين العرب إلى الحكومة السورية. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل ذلك كان الأكراد يعارضون بشدة هذه القضية والآن ليس معلوماً ما إذا كانت هذه القضية ستتخطى ادعاءات روسيا أم لا، ولكن في حال تم مثل هذا الاتفاق فسيكون الفائزالوحيد من تهديدات تركيا هو الحكومة السورية. وتجدر الإشارة إلى أن الهدف الحقيقي من التهديدات التركية ضد شمال سورية ليس في الواقع إبعاد الأكراد عن الحدود. هذا الأمر ليس مهمًا جدًا بالنسبة لتركية وما له أهمية كبرى بالنسبة لها هو احتلال الأراضي الشمالية لسورية. في الواقع هدف أردوغان من اقتراح خطة حزام أمني بطول 30 كيلومترًا في شمال سورية ليس إبعاد الأكراد عن حدوده ولكن توطين اللاجئين السوريين في هذا الحزام وتنفيذ خطة التتريك الخاصة بهم والتي ستساعد بشكل كبير في تحقيق مآرب تركية في المنطقة. وهذا في الواقع ما يحدث حاليا في المناطق المحتلة الخاضعة لسيطرة تركيا.

الجدير بالذكر إلى أن الشيء الذي حول عملية نبع السلام التركية في عام 2019 إلى اتفاق مربح للجانب التركي في سوتشي هو الأراضي المتبقية التي احتلتها تركية والخاضعة لسيطرتها. لذلك فإن الشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره انتصارا لأردوغان هو احتلال أراضي شمال سورية، وحتى لو ابتعد الأكراد كيلومترات عن الحدود فلن يحقق ذلك أهداف أردوغان ومطالبه. (بعض النظر عن الضجيج الإعلامي)

هناك موضوع آخر يرتبط بهذه الأهداف هي مفاوضات دمشق وأنقرة حيث وضعت تركيا فعلياً شروطا وكأن لها الوصاية واليد العليا في سورية. في الواقع لم تتقبل تركية بأنها فشلت بتحقيق أهدافها في سورية، وما حققته الآن على الرغم من أهميته ليس قريبًا حتى من المطالب الأولية لتركيا. على أية حال فإن أهم مطالب تركيا في المفاوضات فعلياً هي ذات الأهداف المتمثلة في إقامة حزام أمني في الشمال ويبدو أن دمشق لا ترغب في قبول مطالب تركيا. في الحقيقة لا أحد في دمشق مستعد للتعاون مع أردوغان وجعله يكسب الفوز في الانتخابات، ولولا الضغط الروسي والوساطة الإيرانية لم تجلس دمشق على طاولة المفاوضات مع تركيا على هذا المستوى أو غيره.

الموضوع المهم و الأخير بالنسبة لشمال سورية هي الأرتال والقوات المنتشرة للجيش السوري. حيث يجب اعتبار هذا التوسع والانتشار للقوات والأرتال السورية أكبر تحركات عسكرية في سورية بعد ما يقرب من 3 سنوات. مما لا شك فيه أن تحركات القوافل العسكرية تلك تتبع أهدافًا محددة لا يمكن التكهن بها حتى نهاية الأحداث. إضافة إلى ذلك تعتقد بعض المصادر السورية أن هذه التحركات تأتي تمهيدًا لبدء عملية في جزء من الشمال السوري والتي بحسب نظر الكاتب لاتعتبر حقيقة حتى يحدث شيء ما في الميدان، وبناءً على تجارب سابقة فإنه من الأفضل الانتظار وعدم الشعور بالحماس. على كل حال دمشق هذه الأيام مشغولة بمسائل أكثر أهمية وعليها إيجاد حل لها.

النقطة المتبقية هنا هي اقتراح أمريكا لتركيا أن تبدأ عملية في تل رفعت والتي ستكون بالتأكيد مدعومة من قبل قبلها ايضاً. في هذه الحالة يجب معرفة أن مناطق شرق الفرات لها أهمية بالغة بالنسبة لأمريكا ومناطق مثل تل رفعت وحتى منبج ليست ذات أهمية خاصة لها. ومع علمهم بذلك بدأ الأكراد في هذه المناطق تعاونًا واسعاً مع روسيا الأمر الذي أدى إلى حقيقة مفادها أن عملية تركية ضد تل رفعت هي في الواقع أمر أصعب من عملية تركيا ضد عين العرب رغم أهميتها. كما أن وجود إيران في هذه المنطقة سيكون عقبة كبيرة وكافية لعدم تنفيذ العمليات التركية.

في النهاية، يجب العلم أن الحكومة السورية وحلفائها هي المستفيد الأكبر حاليًا من التهديدات التركية.

 المصدر :iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال