الثورات الشيعية المستلهمة من واقعة كربلاء ومدى نجاح الإمام الحسين (ع) في نشوء الصحوة الإسلامية 83

الثورات الشيعية المستلهمة من واقعة كربلاء ومدى نجاح الإمام الحسين (ع) في نشوء الصحوة الإسلامية

كانت ثورة الإمام الحسين (ع) بسبب إسلاميتها ووقوفها في وجه سطوة الظلم والفساد مصدر إلهام للثوار والحركات الإصلاحية عبر التاريخ، بینما حكومة يزيد بالاعتماد على قوة الحَرَبة، طلبت من الإمام الحسين (ع) أن يستسلم لها دون قيد أو شرط وأصرت على هذا الأمر بشكل صارم لدرجة أن الإمام تعرض لخطر الاعتقال والاستشهاد، ومن ناحية أخرى، كانت البيئة السياسية للإسلام في ذلك الوقت متعطشًة للثورة والانتفاضة، وكانت الروح الإصلاحية العظيمة للإمام الحسين (ع) مصممة على بدء إصلاحات واسعة النطاق في تشكيل الحكومة الإسلامية والشؤون الحيوية الأخرى للمسلمين إذا ما كانت الظروف ملائمة. وهكذا تسبب شرف الإمام وروحه الملحمية والمناضلة في عدم مبايعته ليزيد ووقوع حادثة كربلاء، وهي انتفاضة اُستشهد فيها الإمام الحسين (ع) و أصحابه بأقسى طريقة ممكنة وأُسرت عائلته الكريمة  من قبل يزيد.

وعلى الرغم من أن الحرب التي نشبت في يوم عاشوراء ربما لم تستمر أكثر من بضع ساعات، إلا أنها كانت مأساوية لدرجة أنها أدت إلى موجة من الصحوة الإسلامية ومواجهة الظلم.

لو راجعنا الأحداث والحركات المستوحاة أو المستلهمة من انتفاضة سيدالشهداء، لوجدنا أن الإمام كان ناجحًا جدًا في إيقاظ الناس على الرغم من أن الضرر الناجم عن عدم دعمه أثناء ثورته لم يتم تعويضه بسهولة.

1- ثورة التوابين: الشعور بالذنب لعدم مساعدة الإمام بعد الطلب منه للقدوم إلى الكوفة، أدى إلى حدوث هذه الانتفاضة في الكوفة والتي حصلت بهدف الثأر للحسين وأصحابه، بحيث أراد الكوفيون إزالة وصمة العار بأخذ الثأر من قتلة الإمام. ووقعت هذه الحادثة في سنة 65 هـ.

2- واقعة الحَرَّة:  رغم أن الهدف من هذه الثورة لم يكن الأخذ بالثأر، بل تشكلت حركة احتجاجية ضد الحكم الاستبدادي للأمويين، وكان يبلغ عدد الثائرين من أهل المدینة في هذه المعركة إلى ألف شخص قمعهم جيش الشام بوحشية تامة.

3-ثورة المختار الثقفي: في عام 66 هـ، اندلعت انتفاضة بقيادة المختار الثقفي في العراق طلبا للثأر بدم شهداء كربلاء والانتقام من قتلة الحسين (ع). في هذه الثورة قُتل في يوم واحد مائتان وثمانون قاتلا من قتلة الإمام الحسين (ع) وشهداء آخرين من كربلاء.

4- ثورة مطرف بن المغيرة:  ثار مطرف بن المغيرة في عام 77هـ على حجاج بن يوسف وخلع عبد الملك بن مروان من الخلافة.

5- ثورة ابن الأشعث: هي ثورة حصلت ضد الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة 81 هـ بقيادة عبدالرحمن بن الأشعث وخلع عبدالملك بن المروان من الخلافة. واستمرت الثورة حتى عام 83 هـ ورغم أنها حققت انتصارات عسكرية في البداية ولكنها فشلت في النهاية.

6- ثورة زيد بن علي: في عام 122هـ، ثار زيد بن علي بن الحسين أحد أبناء الإمام زين العابدين (ع) في الكوفة ضد الأمويين، ولكن قُمعت الثورة على الفور من قبل قوات الشام التي كانت في العراق في ذلك الوقت.

7- ثورة الحسين بن علي (شهيد فخ): ثار حسين بن علي، على الحكم العباسي عام 169هـ واستشهد مع ثواره، وكان الحسين بن علي بن أبي طالب من علماء الإسلام وبعد قرن من حادثة كربلاء، بدمه الطاهر ترك أثراً عميقاً في المجتمع الشيعي إكراما لعظمة الشيعة.

ومن خلال دراسة الثورات التي حدثت مستوحاة من واقعة كربلاء، نجد أنه ليس فقط في الماضي ولكن أيضًا في حياة اليوم، إذا تعرف المرء بما فيه الكفاية على حقيقة وهوية وكرامة سيد الشهداء (ع) وتدبر أصحاب الفكر والمعرفة في حقيقة الأمر، فيمكن لصاحب الفكرة الحسينية أن يخلق الوحدة والهوية والكرامة المميزة في عصر الاختلافات الحديثة ويفتح آفاقًا جديدة للحياة البشرية شريطة إحياء ذكرى مقاومة الحسين ومأساته، في حين أنه إذا كانت التفاسير لثورة الإمام الحسين (ع) مجرد تفاسير بالرأي، وإذا تم تجاهل أبعادها العالمية والشاملة، فتُنسى حقيقة الإمام الحسين (عليه السلام) الموحدة والتي تصون الهوية وتُکسب العزة ، فلن تكون هناك طريقة للم شمل الأمة الإسلامية وبالتي سوف یفتقر البشر إلى التماسك والالتحام.

المصدر؛iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال