الجانب الثقافي عند الشهيد الحاج قاسم سليماني 16

الجانب الثقافي عند الشهيد الحاج قاسم سليماني

شخصية الشهيد سليماني ذات أبعاد متعددة ، وقد طغت على شخصيته أنها ذات صبغة عسكرية في حين أن له أبعاد أخرى لم يتم تسليط الضوء عليها مثل البعد الثقافي والسياسي والإداري وغير ذلك .
يقول الدكتور سنگری مدیر قسم الآداب في معهد بحوث الثقافة والفكر الإسلامي ان الجانب الثقافي عند الشهيد الحاج قاسم سليماني تم اغفاله ، وأن للشهيد السعيد جهود كبيرة في حفظ الميراث الثقافي ، وقد ذهب الدكتور  سنگری لرؤية بيت والد الحاج قاسم فوجده عبارة عن بيت قديم ومتواضع جدا ، لكن الشهيد سليماني حوله إلى مؤسسه علمية وتحقيقية باسم ( مؤسسه حماسه ثار الله ) وقد شرع في جمع المصادر المهمة في توثيق الأحداث ، حيث توجد في هذه المؤسسة ٥٠٠ ألف ورقة ومستند . وقد تم تأليف وطبع(٩) مجلدات حول العمليات العسكرية تحت محوريت وإدارة الشهيد سليماني .
ان الشهيد القائد يعتبر شخصية علمية وتحقيقية وقد قام بنقد (٣٠) كتابا مضافا إلى تعليقاته وهوامشه على بعض الكتب أو    ماكتبه من مقدمات أو مناقشة  لبعضها كما هو  في كتاب( آب هرگز نمی میرد ، وقتی مهتاب گم شد ) وتعریبه( الماء لا يموت أبدا عندما يضيع ضوء القمر) لمؤلفه حميد مسلم  .
لقد قام الحاج سليماني في هذه المؤسسة بحفظ ارث الشهداء حيث قام بتعليم ( ٥٠) نفرا ،وقام بتنظيم استمارة الاسئلة ، وعلمهم منهج جمع المعلومات من عوائل الشهداء لمعرفة الشهداء وتعريفهم الأجيال ، وقد تم إجراء (٢٧٠٠٠) ألف مقابلة مع أبناء وامهات الشهداء ، وايضا تم صرف (٥٠) ألف ساعة في مقابلات زوجات وأبناء الشهداء.
أنها جهود جبارة قد قام بها الشهيد سليماني ، لأنه كان يعمل بتوصية السيد القائد الخامنئي في ضرورة حفظ التراث، وكان الحاج قاسم قلقا ان تضيع هذه الذخائر الثمينة بفقدان آباء الشهداء أو ذويهم .
في مرة اجرى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله
مقابلة هامة حول مدرسة الحاج قاسم سليماني وقد نشرها موقع اضاءات الإلكتروني وفي هذه المقابلة أشار السيد نصر إلى جامعية الحاج سليماني وأنه يمتلك أبعاد مختلفة حيث قال : (نحن أمام الحاج قاسم كنا أمام شخصية جامعة ، يعني لم نكن نشعر أننا نجلس فقط مع جنرال متخصص في الشأن العسكري،  وإنما كان يفهم بشكل عميق وقوي بالمسائل السياسية والاقتصادية والثقافية ، إضافة إلى المسائل العسكرية والأمنية وأمور أخرى ).
لقد كان الشهيد سليماني يمتلك قدرة عجيبة على هضم التجربة وقراءة الواقع الثقافي ، وكان يتحدث بلغة صافية وواضحة بعيدة عن الحواشي وغواشيها ، لقد كان يتحدث بثقافة الثورة والشهادة وكان دائما يحب أن يكون في درب التضحية والفداء وكأن لغة شهداء كربلاء وثقافتهم قد عجنت في طينته ؛فهو يقول في وصيته التي هي اشبه ماتكون بمناجاة المحبين والعاشقين الولهين ( لقد تخلفت عن قافلة رفاقي [اي الشهداء]....يارب يا عزيز كيف يمكن ان لا تقبل من وقف ببابك اربعين عاما ؟ ياخالقي ،يامحبوبي،يامعشوقي الذي لطالما طلبت منه أن بغمر وجودي بعشقه ، احرقني وامتني بفراقك) .
هذه هي الثقافة التي تربى عليها الشهيد سليماني،  قد أشرنا إلى لمحة قصيرة منها ، وعسى أن يوفقنا الله للحديث عن الآفاق الأخرى في شخصيته .

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال