إن الدول التي لطالما ادعت الحرية والديمقراطية تنأى بنفسها عن القضية الفلسطينية ، وقد أثبتت هذه الدول أن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية مجرد ادعاءات بالكلام فقط ثم وفقًا لمعاييرهم الخاصة يتم التعامل مع القضايا المختلفة. في الوقت الذي يتم فيه قتل النساء والأطفال الفلسطينيين العزل في اعتداءات الكيان الصهيوني الجبانة ، كان يجب أن يدافعوا عن هذا الشعب ويواجهوا هذا الكيان.
إلى جانب الدول التي تطالب بحقوق الإنسان وهي في الغالب دول غربية ، هناك الدول الناطقة بالعربية ومن الدول المعتبره ضمن دول الإسلام ، معظمهم ليس لديهم معارضة أو صراع ضد هذا الكيان ، بل إن بعضهم يسعى إلى إقامة علاقات أكثر عمقاً وتطبيع هذه العلاقات مع الكيان الصهيوني غير الشرعي ، وهم يواجَهون علناً من قبل الشعب الفلسطيني . ومع ذلك ، دول مثل سوريا ولبنان ، دائماً ما وقفت إلى جانب المقاتلين الفلسطينيين و دعمتهم.
في غضون ذلك ، إذا أردنا تسمية مؤيد حقيقي للأمة الفلسطينية المضطهدة ، فهو بالتأكيد اسم جمهورية إيران الإسلامية ، لان القضية الفلسطينية هي من أهم المُثل التي أثيرت خلال الثورة الإسلامية الإيرانية باعتبارها قضية تستلزم الدفاع عنها مع المظلومين داخل وخارج حدود إيران.
مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران حدث تغيير جذري في قضية الدفاع عن المظلومين ومحاربة الظلم ، والثورة الإيرانية الوليدة منذ بداية تأسيسها دعت إلى حماية المظلومين و الدفاع عنهم في جميع أنحاء العالم ومن ضمها دول البوسنه والهرسك ، وخاصة المسلمين منهم.
أهم عمل للجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الصدد هو بالتأكيد الدعم الكامل للأمة الفلسطينية المظلومة . في تلك السنوات التي لم يستطع فيها العرب فعل أي شيء ضد إسرائيل ، و بعد أن أطفأت اتفاقية كامب ديفيد الأمل في نفوس المقاتلين الفلسطينيين ، قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمبادرة من الإمام الخميني (ره) ، بتسمية الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم بيوم القدس ، لتعيد الأمل للجبهة الفلسطينية المسلحة و تؤدي إلى زيادة الاهتمام بقضية فلسطين مرة أخرى .
بعد تحرك الإمام الخميني (ره) بإعلان اليوم العالمي للقدس ، وتعاطف إيران مع أمة فلسطين المظلومة ،قامت ايران بأنشطة مكثفة في مجالات أخرى مختلفة بما في ذلك تعزيز جبهات المقاومة . قامت جمهورية إيران الإسلامية ايضا بتعزيز دبلوماسية المقاومة مع التركيز على الربط الرسمي وغير الرسمي لتقوية محور المقاومة . تماشياً مع المبادئ والأسس المستمدة من الإسلام ، أعطى الدستور وفكر قادة الثورة الإسلامية الأولوية لقضية فلسطين ، وأيدت عمل الجماعات الفلسطينية المسلحة ضد كيان الاحتلال في القدس الخالي من الخلافات الدينية والاختلافات المنهجية . والحقيقة أن مقاربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دبلوماسية مقاومة الوحدة والتعددية تعني دعم المثل الأعلى واستراتيجية فصائل المقاومة الفلسطينية في محاربة الكيان الصهيوني والتي تقوم على اختلاف الأساليب والتكتيكات.
بدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجهود المقاتلين الفلسطينيين ومقاتلي جبهة المقاومة اصبحت فلسطين الآن في موقف جيد رغم كل الضغوط والعقوبات الجائرة من قبل الكيان الصهيوني اصبحت فلسطين هي من الدول المصنعة للأسلحة ، والتقدم في هذا المجال تم إلى حد أن صواريخ المقاومة تستهزئ بنظام القبة الحديدية للكيان الصهيوني حيث دق ناقوس الخطر مرارا وتكرارا في الاراضي المحتلة ما أدى لإجبار الكيان على التراجع وقبول شروط المقاتلين الفلسطينيين.
مصدر :iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال