الجنرال سيء المزاج ، العابس والعنيف 11

الجنرال سيء المزاج ، العابس والعنيف

بعد انتخاب محمد مرسي للرئاسة المصرية وصل وفد مصري إلى إيران للاتفاق . كانوا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين ويعتبرون أنفسهم ثوريين . عندما تم التوصل إلى الاتفاق ، أخبرني رئيس الوفد أن لدينا طلبًا منك ونريد أن نرى الجنرال سليماني ، ولو لمدة خمس دقائق . قالوا إنه من المهم جدًا بالنسبة لهم أن يروا الجنرال سليماني بسبب أدائه ودوره الناجح في محاربة الصهاينة .

اتصلت بسردار سليماني وأبلغته بالأمر .  قال :  " إذا كان رأيك أن الاجتماع سيعقد ، فسأحدد موعدًا ".
عندما ذهبنا إلى مكان الاجتماع ، كان القائد موجود أمام الغرفة في انتظاري ، فعرفتهم وأمرتهم بدخول الغرفة بالترتيب . بعد التحية ، أُبلغ سردار سليماني أن لديه هاتفًا عاجلاً . قال لي سردار : "اجلس مع هؤلاء السادة لمدة دقيقة أو دقيقتين حتى أتمكن من الرد على الهاتف والمجيء". بعد أقل من دقيقة ، قال لي رئيس الوفد المصري :" لم يأت سردار سليماني بعد؟" . اخبرته: "سردار سليماني كان نفس الرجل الذي استقبلك أمام الباب" . تفاجأ ، في البداية ، ربما اعتقد أنني قد أخذتهم إلى مكان ما وعرفتهم بشخص آخر ادّعى إنه الجنرال سليماني . بعد دقائق قليلة من وصول سردار وحديثه مع أعضاء الوفد المصري ، بنظرته الإستراتيجية إلى العالم الإسلامي ، لقد رأوا الأمة الإسلامية وإحياء الحضارة الإسلامية ، لقد أدركوا للتو أنهم وصلوا إلى المكان الصحيح .

عندما انتهى الاجتماع وغادرنا ، قال لي المصريون : "كنا نظن أن سردار سليماني جنرالاً سيئ المزاج وعابس وعنيف . في الأساس ، في حياتنا السياسية ، لم نتوقع أن جنرال رفيع المستوى على هذا القدر من الشهرة الدولية أن يكون متواضعًا جدًا ومراعي للتفكير في العالم الإسلامي "وعندما يتحدث ، يتحدث بعمق استراتيجي".


صباح الشام "سرد للأزمة السورية" ، مذكرات د . حسين أمير عبد اللهيان / طبعة حرة / الصفحات 226 و 227.

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال