الحرب في أوكرانيا بمثابة منجم ذهب لشركات الأسلحة الأمريكية 54

الحرب في أوكرانيا بمثابة منجم ذهب لشركات الأسلحة الأمريكية

في نفس الوقت ومع بداية العمليات العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا رأينا منذ البداية تواجد القوات الخاصة البريطانية والأمريكية في وسط التوترات ووفقًا للعديد من الخبراء فإن الولايات المتحدة وحلفائها وبدلاً من السعي لوقف إطلاق النار بذلوا قصارى جهدهم لتحويل الصراع في أوكرانيا إلى حرب بالوكالة ضد روسيا و لم يتخيلوا أنهم سيصبحون مرتبكين لدرجة أنهم يبحثون الآن عن طريقة للهروب من المأزق وإيجاد حل للتغلب على هذه الأزمة.

لكن خلافًا للواقع في ميدان التوترات والمناطق المنخرطة في الأزمة والذي يُظهر الوضع المؤسف لأوكرانيا والقوى الخاضعة لسيطرتها في مختلف المناطق، تحاول تيارات إعلامية محسوبة على الغرب وخاصة وسائل الإعلام الأمريكية أن تبرير دعم الغرب لأوكرانيا. وفي هذا الصدد أكد مؤخرًا جوزيف بوريل رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إلتزام الاتحاد الأوروبي بانتصار أوكرانيا في “ساحة المعركة”، لكنه لم يذكر عواقب هذا الالتزام وتحدث فقط عن الدعم.

هذا و ذكر موقع “De American Conservative  ” وهو يشير إلى السلوك المبالغ فيه لإدارة بايدن في أوكرانيا ودعم وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الولايات المتحدة والتي لديها إصرار يثيرُ الجنون على التلميح  بأن أوكرانيا تهزم روسيا وللأسف فإن الأوكرانيين هم من يتحملون ثمناً باهظاً لفرضهم هذه السياسات ويتم تدمير أمتهم باسم أمريكا وبتحريض منها.

يبين هذا الموقع في بقية تقريره أن “مستثمري الدفاع والسياسيين والمفكرين الأمريكيين يستفيدون على حساب أوكرانيا ومواطنيها التعساء بينما واشنطن تتعامل مع الشعب الأوكراني مثل الماشية، والمسؤولون عن السياسة الخارجية الأمريكية لا يهتمون أبدأ لكل الدمار الحاصل في أوكرانيا وقد حان الوقت للقادة الغربيين لمواجهة الحقيقة والتفاوض لإنقاذ الأوكرانيين من هذه المأساة الإنسانية”.

ولكن ما هو سبب إصرار الغرب على القيادة الأمريكية اتواصل الصراع في أوكرانيا ومحاولة خلق وهم النصر المؤكد؟

والجدير بالذكر هنا إلى أن أحد أساليب أمريكا المفضلة في التعامل مع خصومها وأعدائها بالإضافة إلى الهجمات المباشرة والتفجيرات والانقلابات وتغييرات الأنظمة المفروضة على دول العالم هو “شن حرب بالوكالة” عليهم، أي دعم حرب جماعة ما أو دولة ضد قوة منافسة لها دون تدخل عسكري. تاريخ الحرب الباردة حافل بمثل هذه الأمثلة بما في ذلك الدعم الأمريكي للمجاهدين ضد السوفييت في أفغانستان ومساعدة صدام حسين ضد إيران في الحرب الإيرانية العراقية و في زماننا الحالي المحاولة الفاشلة للإطاحة بالنظام في سورية وبالرئيس بشار الأسد من قبل الثوار المحليين. تسمح الحروب بالوكالة للولايات المتحدة بتقليل خسائرها من خلال التضحية بالآخرين في السعي لتحقيق أهدافها مع تقويض الدول المتنافسة وتعظيم أرباح المجمع الصناعي العسكري عن طريق الحفاظ على تدفق مبيعات الأسلحة العسكرية والحصول على المنافع والأرباح. مرت شهور على الحرب في أوكرانيا خلال هذه الفترة كانت النتائج الوحيدة لها في أوكرانيا هي آلاف القتلى وملايين النازحين وأصبحت دولة مدمرة ومنقسمة، وأيضاً في مناطق مختلفة من العالم وخاصة في أوروبا تسببت الحرب في أزمة طاقة وأزمة اقتصادية كبيرة. ولكن بينما جلبت هذه الحرب الدمار لأوكرانيا وأزمة اقتصادية وفوضى سياسية لأوروبا فقد جلبت منافع سياسية واقتصادية غنية لأمريكا. ليس نحن من نقول هذا لكن العديد من القادة والخبراء في أوروبا يقولون ذلك .

في النهاية وجب التذكير بأن “الحرب” كانت وستكون منجم ذهب لشركات الأسلحة الأمريكية  وستصل كل هذه التوترات والصراعات في النهاية إلى نقطة معينة. بالنسبة لشركات تصنيع الأسلحة في الولايات المتحدة فإن معظم الفوائد التي سوف تأتي من الحرب في أوكرانيا ليست بالضرورة ان يحصلون عليها على الفور وخلال وقت قصير عن طريق زيادة بيع الأسلحة إلى هذا البلد. ويكمن المردود الحقيقي لهم في تغيير طبيعة الجدل حول ما يجب على البنتاغون إنفاقه في مواجهة التهديدات المستقبلية المزعومة من الصين وروسيا. في هذا الشأن يتوقع العديد من الخبراء أن البنتاغون سيحصل على ميزانية ضخمة وأكبر بكثير خلال العقد القادم الأمر الذي سينتج عنه سعي العديد من حلفاء الولايات المتحدة وحتى منافسيهم إلى زيادة إنفاقهم على الأسلحة، وهكذا ستكون مسألة العقود المربحة لصالح عمالقة الأسلحة الأمريكية. في هذا الصدد تشير التقديرات إلى أن البنتاغون سينفق ما لا يقل عن 7.2 تريليون دولار على القضايا العسكرية في العقد المقبل . رقم يعتبر حسب بعض الأشخاص في أمريكا ليس كبيراً ويمكن أن يكون أكبر من هذا. هذه هي القضايا التي تفيد كل الشركات العسكرية والصناعية الأمريكية وتجار السلاح في هذا البلد.

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال