يعود نشوء حركة انصار الله الى بداية التسعينات مع تشكيل اول حركة عرفت باسم “الشباب المؤمن” الاسم الاول للحركة، والتي تزامن ظهورها مع واقع التهميش للمناطق الزيدية التي تقدر نسبتهم بحوال 40 بالمئة من سكان اليمن.
الزعيم الأول للحركة هو حسين بدر الدين الحوثي، ابن رجل دين زيدي بارز، وهو الأخ الأكبر لعبد الملك الحوثي، ويعتبر أحد زعماء الطائفة الزيدية في اليمن.
ومن مسقط رأسه في صعدة أعلن حسين بدر الدين مخالفته للسياسات الاميركية في المنطقة وخاصة في اليمن التي بدأت تشهد تدخلا امريكيا متزايدا فيه، فبدأ بتوجيه محاضراته ودروسه إلى عامة المسلمين للتحذير من المخططات الاميركية
مسيرته السياسية كانت من خلال حزب سياسي صغير، عرف باسم “الحق” وفاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 الى 1997.
المخططات الاميركية العدوانية تجاه الامة الاسلامية والبلاد العربية بدأت تتضح اكثر فاكثر غداة أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 وما تلاه من غزو للعراق في عام 2003.
في هذه الفترة قرر حسين بدر الدين المواجهة المباشرة مع الاستكبار العالمي، متخذا نهجا فكريا جديدا لمعاداة الإمبريالية،
فاتسع نطاق نشاط “الشباب المؤمن واكتسب طابعا سياسيا أكثر وضوحا وحدة تمثل بمعارضة حكم الرئيس اليمني الاسق علي عبد الله صالح، لارتهانه للسياسات الاميركية وازدياد التدخل السعودية في الشؤون اليمنية.
شعار الموت لاميركا واللعنة على اليهود
اطلق حسين بدر الدين الشعار المشهور المعادي لأمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود، والذي تحول لشعار لشريحة كبيرة من اليمنيين، لكن هذا النشاط رغم سلميته وتوجيه بوصلته نحو أمريكا وإسرائيل ، لم يرق للسلطة الحاكمة آنذاك في صنعاء ، فبدأت الملاحقات والزج بالمكبرين في السجون ، حتى اكتظت السجون بمن نددوا بجرائم الامريكيين والإسرائيليين، خاصة في صعدة، ونتيجة للتنكيل الأمني بالمواطنين، نشبت مواجهات مسلحة مع الجهات الأمنية بالمحافظة ووقع العديد من القتلى.
في 2004 ذهب الرئيس اليمني انذاك علي عبد الله في زيارة الى اميركا ليعود حاملا معه قرار الحرب العسكرية الأولى على حسين بدر الدين وانصاره.
اندلعت الحرب في ال 18 من يونيو/حزيران، وحشدت القوة العسكرية بقيادة علي عبدالله صالح على منطقة مران على بعد 30 كيلو متر جنوب غرب مدينة صعدة حيث كان حسين بدر الدين ومن معه من المقاتلين ، استمرت الحرب على مران 3 أشهر، وفي الأيام الاخيرة من الحرب قاموا بمحاصرة حسين بدر الدين الحوثي وأطفاله ونساؤه ومن تبقى معه، ثم وبعد أن أعطوه الأمان قاموا بقتله وإعدامه ميدانيا ، وأسروا جثمانه وظل مغيبا لتسعة أعوام.
الحرب الثانية:
بعد انتهاء الجولة الاولى من الحرب أعلنت الحكومة وقفا أحادي الجانب للقتال، وفي مارس/آذار 2005 اندلعت الجولة الثانية من الحرب بسلسلة من الاتهامات والاتهامات المضادة بين نظام صالح وبدر الدين الحوثي “والد حسين” (بعدم الاستعداد لإنهاء النزاع)، وشهدت هذه الحرب هجمات أشد ضراوة إلى الشمال والغرب من صعدة، وقد استمرت المعارك نحو شهرين، استخدمت فيها قوات صالح قوة عسكرية مفرطة، ادت لوقوع العديد من الضحايا.
كانت هذه الجولة من الحرب استمرارا للجولة الثانية وقد امتدت تلك الجولة من أواخر عام 2005 حتى أوائل عام 2006، ظهر في هذه الفترة أخوا حسين الحوثي على المشهد الميداني كزعيمين جديدين لمقاتلي انصار الله وهما عبد الملك ويحيى الحوثي، وسريعا ما عمدت سلطات صالح لتهدئة الصراع نتيجة ظهور متغير جديد هو العنصر القبلي والتفاف مقاتلين من القبائل حول انصار الله.
الجولة الرابعة من الخرب انطلقت في 2007 من فبراير/شباط إلى يونيو/حزيران ، اشتدت حدة القتال فيها لتمتد إلى مديريات متعددة بما في ذلك خارج صعدة، انتهت الجولة الرابعة بوساطة قطرية بين نظام صالح وانصار الله.
الحرب الخامسة:
اندلعت الجولة الخامسة من الحرب في مارس/آذار عام 2008 على انهيار اتفاق الدوحة بين الطرفين، وامتد القتال في تلك الجولة إلى منطقة بني حشيش شمال العاصمة صنعاء كما استمر في مدينة صعدة والجزء الشمالي من محافظة عمران.
اتساع رقعة القتال والخوف من خروج الأمور عن السيطرة، أجبرت علي عبد الله صالح الى اعلان وقفاً أحادي الجانب لإطلاق النار.
الحرب السادسة :
بتاريخ 11 أغسطس/آب 2009 اندلعت الجولة السادسة من الحرب والتي كانت الاطول بين الجولات السابقة واستمرت حتى عام 2010 وشاركت فيها القوات السعودية ضد انصار الله في محاولة لتدمير الحركة، لكنهم فشلوا في ذلك
لم يعرف العدد الحقيقي لضحايا الحرب الأخيرة خلال عامي 2009 و2010 والتي أطلقت عليها حكومة صالح عملية “الأرض المحروقة”، لكنها أدت إلى تشريد عشرات الآلاف وأزمة انسانية كبيرة.
عام الانتفاضة:
خلال عام 2011 خرج الشعب اليمني بمظاهرات ضخمة مناهضة لحكم صالح ، وفي عام 2012 مثّل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة لأنصار الله لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، خاصة بعد أن تحول بعض أنصار عدوهم اللدود صالح إلى مناصرين لهم من الناحية العسكرية.
السيطرة على صنعاء
في عام 2014 تمكن انصار الله من إلحاق الهزيمة بقوات علي محسن الأحمر وقوات صالح وفرضوا سيطرتهم على مؤسسات ودوائر الدولة. وفي أوائل 2015 حاصروا القصر الجمهوري وفرضوا الاقامة الجبرية على عبد ربه منصور هادي الذي تولى الحكم بعد علي عبد الله صالح. وبعدها بشهر فر هادي من صنعاء ووصل إلى جنوبي اليمن والتجا لاحقا إلى السعودية، التي سارعت لشن عدوان على اليمن بمشاركة الامارات لايزال مستمرا الى يومنا هذا.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال