الحياة الصعبة للنساء في إنجلترا 38

الحياة الصعبة للنساء في إنجلترا

دعم قضايا حقوق المرأة كان دائماً أحد أكثر الإدعاءات بريقاً في وسائل الإعلام والأوساط السياسية في أوروبا وأمريكا. أخذت هذه القضية أبعادًا أوسع خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك حاولت أوروبا وأمريكا تصوير نفسيهما كمدافعين عن حقوق المرأة في نظر الرأي العام العالمي وادعيتا دائمًا أنهما يحافظان على راحة ورفاهية وأمن المرأة في العالم من خلال أنظمتهم العلمانية. ولكن على عكس الإدعاءات المقدمة فإن الإحصائيات المخيفة لاضطهاد المرأة في الغرب لا تزال تتزايد ومن بينها إنكلترا التي لديها أسوأ الإحصائيات المتعلقة بحقوق الإنسان وانتهاكات حقوق المرأة في أوروبا.

النساء أكثر ضحايا العنف في إنجلترا

على الرغم من الاحتجاجات الشديدة والمتكررة للعنف ضد المرأة والانتشار السريع لظاهرة قتل النساء في إنجلترا لا تزال هذه الأزمة تحصد المزيد من الضحايا. وفقًا لإحصائيات الجمعيات الخيرية الداعمة في المملكة المتحدة فقد زادت حالات الأذية و التحرش والعنف الجسدي بنسبة 40٪ في الأشهر الأخيرة ، ومع هذا الحال و وفقًا لمسح أجرته مجموعة نشطة في مجال الحد من العنف ضد المرأة في المملكة المتحدة أن ما لا يقل عن 140 امرأة في عام 2021 في المملكة كانوا ضحايا القتل. في نفس السياق  و وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني فقد ارتفعت حالات الاغتصاب المسجلة في إنجلترا بنهاية سبتمبر 2021 بنسبة 12٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وسجل معدل الاغتصاب والعنف ضد المرأة رقما قياسيا في الفترة المذكورة وبلغ 170973 حالة. تقول العديد من النساء البريطانيات اللواتي كانوا ضحايا للعنف والاغتصاب إنهن يشعرن بأن القانون قد تخلى عنهن. بالإضافة إلى ذلك تشير التحقيقات إلى وجود صعوبة بالغة في الوصول إلى ملفات هؤلاء اوالأذية

وفقًا للتقارير الرسمية يتعرض ضحايا العنف والاغتصاب في المملكة المتحدة للفشل بشكل مستمر ومنظم من قبل نظام العدالة الجنائية. وتشير هذه التقارير إلى أن مدة القضية تستغرق وقتاً حوالي 706 يوم وذلك من تاريخ إبلاغ الشرطة بالقضية حتى بدء المحاكمة في المحكمة .

المرأة الإنجليزية العاملة معرضةٌ للتحرش والأذية

وفقًا لمسح أجري منذ مدة في بريطانيا فإن نصف النساء في هذا البلد قد تعرضن للتحرش الجنسي في مكان العمل. في هذا المسح الإحصائي الذي نشره مجلس النقابات العمالية فإن الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 24 عامًا هم أكثر عرضة للخطر في هذا المجال وأفاد ثلثا المشاركات في الاستطلاع إنهن كانوا ضحايا لمثل هذا التحرش.

وبحسب تقرير لباحثي الكونغرس البريطاني للنقابات العمالية والموقع الإلكتروني لما يسمى “التمييز الجنسي اليومي” فإن النساء البريطانيات يتعرضن للاعتداء الجنسي والمواقف المحرجة و غير اللائقة في مكان عملهن. ويُظهر هذا التقرير أن 80٪ من هؤلاء النساء لم يطلعن صاحب العمل عن التحرش الذي تعرضن له خوفًا من خطورة ذلك على علاقاتهن في مكان العمل .

تتعرض نصف النساء البريطانيات للاعتداء الجنسي والمواقف غير اللائقة في أماكن عملهن لكن 80٪ منهن يلتزمن الصمت في هذا الشأن خوفًا من فقدان وظائفهن. وحسب هذه الدراسات تتعرض واحدة تقريبًا من كل خمس نساء للتحرش الجنسي من قبل رؤسائهن المباشرين في العمل، ووفقًا لهن فقد شعرن أن لا أحد سيأخذهن على محمل الجد إذا أبلغن عن ذلك .

أسلوب التمييز ضد الأقلية من النساء المسلمات

تواجه المسلمات البريطانيات تمييزًا مزدوجًا على أساس الدين والجنس مما يسبب لهن العديد من المشاكل في مكان العمل والفضاء الافتراضي والحياة الاجتماعية. تظهر نتائج البحث أن المرأة المسلمة تواجه عقبات كبيرة في مكان العمل بما في ذلك التمييز بسبب الحمل والاختلافات الكبيرة في الرواتب والمزايا والتمييز العنصري أثناء العمل.

كذلك فإن عدد النساء المسلمات الحاصلات على شهادات جامعية أقل من النساء غير المسلمات اللواتي يعملن في وظائف بنفس مستواهن العلمي. كما أن فرص قبول طلبات عمل المرأة المسلمة أقل من غيرها من النساء. 

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال