الخسائر الاقتصادية للصهاينة بعد عملية الوعد الصادق 2664

الخسائر الاقتصادية للصهاينة بعد عملية الوعد الصادق

في صباح يوم 13 أبريل 2024 شنت قوات الحرس الثوري الإسلامي، بمشاركة معظم القوات المسلحة الأخرى، هجومًا واسع النطاق على الأراضي المحتلة تحت اسم عملية "الوعد الصادق". وقد تم تنفيذ هذا الهجوم الذي يتكون من عدة حملات باستخدام طائرات مسيرة انتحارية وصواريخ كروز وصواريخ باليستية. ويأتي هذا الهجوم الإيراني غير المسبوق ردا على جريمة النظام الصهيوني في مهاجمة السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان/أبريل. وكانت هذه الهجمات الانتقامية أول مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران والكيان الصهيوني منذ قيام هذا النظام المحتل.

إن الهجوم الإيراني الكبير والتاريخي على الأراضي المحتلة، والذي حطم الأرقام القياسية، سيحكم معادلات جديدة في منطقة غرب آسيا. والآن يعلم النظام الصهيوني جيدًا أن أي إضرار أو انتهاك لمصالح إيران لن يمر دون رد، وسترد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحزم على أي تهديد من قبل النظام الصهيوني. وإلى جانب الخسائر الفادحة التي تكبدها الكيان من النواحي العسكرية والأمنية والإقليمية لعملية الوعد الصادق، مني الكيان المحتل بهزيمة أخرى أمام هذا الهجوم الإيراني وهي الخسائر الاقتصادية وتبعاتها على هذا النظام.

وكما هو معروف، تم اعتراض جزء من الهجوم الصاروخي الإيراني الضخم على إسرائيل من قبل أنظمة الدفاع الجوي للنظام الصهيوني ودول أخرى مثل الأردن وإنجلترا وأمريكا وفرنسا، ومن بين الأسئلة الأخرى، ما هي تكلفة هذه الاعتراضات؟ وقال العميد رام أميناخ، المستشار المالي السابق لرئيس أركان الجيش، وهو يحاول تقدير تكلفة هذا الاعتراض:

إذا كنا نتحدث عن الصواريخ الباليستية التي يجب إسقاطها بواسطة نظام Arrow، وصواريخ كروز التي يجب إسقاطها بواسطة صواريخ أخرى، والطائرات بدون طيار التي يتم إسقاطها فعليًا بواسطة الطائرات، فإننا نحتاج إلى حساب التكلفة الإجمالية لكل الاعتراض وهي تقدر ب 3.5 مليون دولار لكل صاروخ Arrow ، ومليون دولار لإطلاق نظام فلاخان داود، وتكاليف مماثلة لكل طلعة مقاتلة. ويقول المستشار المالي السابق لرئيس أركان الجيش الصهيوني إذا ذكرنا التكاليف الإجمالية فإن تكلفة هذا الاعتراض ستكون بالنسبة لنا بحدود 4-5 مليار شيكل.[1]

وفي تقييم آخر، يقدر الدكتور واللواء ساسون حداد، كبير الباحثين في المعهد والرئيس السابق لقسم الميزانية بوزارة الدفاع، أن اعتراض الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الإيرانية كلف الحكومة الإسرائيلية حوالي 1 إلى 2 مليار شيكل. ويستند التقييم المحافظ للدكتور ساسون حداد إلى افتراض أن جزءًا كبيرًا من اعتراض الطائرات بدون طيار تم تنفيذه بالفعل من قبل القوات الأمريكية، وبالتالي لم تكن إسرائيل مطالبة بتمويلها.[2]

ويقدر اقتصاديون في الدائرة المالية لبنك بوعليم أن الهجوم الإيراني زاد من المخاطر الجيوسياسية والمخاطر المالية للحكومة الإسرائيلية على المدى القصير، مما يعني زيادة فرص خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل. وقدر البنك أيضًا تأثير أحداث مماثلة على تكاليف الأمن: من المرجح أن تصل التكلفة اليومية لمثل هذه المراقبة إلى المليارات، ومن المرجح أن يتطلب تصعيد الصراع مع إيران زيادات أخرى في الإنفاق الدفاعي في السنوات المقبلة. [3]

وفيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، قال هذا البنك الصهيوني: "بالنظر إلى أن نتائج هذا الهجوم لم تتسبب في أضرار واسعة النطاق وانخفضت قيمة عملة الشيكل بعد التهديد الإيراني، فإن الاتجاه على المدى القصير أصبح أقل وضوحا. وفي الوقت نفسه قد يستمر عجز الموازنة والتخفيض المحتمل في الاتجاه السلبي في الأسابيع المقبلة.

واعترافا بتدهور الوضع الاقتصادي لهذا النظام، كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الإحصاءات الاقتصادية المنشورة عن الربع الرابع من عام 2023 هي صورة معبرة تظهر المشاكل المالية التي يواجهها الاقتصاد الإسرائيلي. وارتفعت النفقات الحكومية في الربع الرابع بنسبة 83.7% مقارنة بالربع الثالث. وفي الوقت نفسه انخفض استهلاك القطاع الخاص بنسبة 26.9% في عام 2023. وبلغت صادرات السلع والخدمات في الربع الرابع من عام 2023 ما نسبته 22.5% وانخفضت واردات السلع والخدمات بنسبة 42.4% مقارنة بالربع الثالث. [4]

تظهر هذه الظروف أن الصهاينة لن تكون لديهم بعد الآن قدرة كبيرة على مواصلة الترويج للحرب. وأيضًا، في حالة تجدد الصراع مع إيران، لن يتمكن النظام الصهيوني من الرد عسكريًا فحسب، بل لن يتمكن حتى من التخلص من العبء الثقيل للتكاليف الناجمة عن مواجهة الهجمات الإيرانية. ولا ينبغي أن ننسى أنه في الهجوم الإيراني الأخير الذي حدث خلال 2-3 ساعات، أطلقت إيران عدداً محدوداً جداً من الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه الأراضي المحتلة وأراضي الصهاينة، على الرغم من المشاركة الواسعة للدول العربية وحلفائها الغربيين. وكان على الحلفاء أن يتحملوا تكلفة باهظة لصدها، لذلك ليس من الواضح ما هي العواقب التي ستنتظر الصهاينة إذا بدأت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عملية ذات أبعاد أوسع وأيضاً لفترة زمنية أطول ضد النظام الصهيوني.

الیاس مهدوي

[1] https://www.ynet.co.il/economy/article/rkl6kwygr
[2] https://www.mako.co.il/news-money/2024_q2/Article-8cb2809aa1cde81027.htm
[3] https://www.mako.co.il/news-money/2024_q2/Article-8cb2809aa1cde81027.htm
[4] https://www.irna.ir/news/85448702/
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال