منذ وصول الدبابات الأولى للجيش الروسي إلى أوكرانيا، أعلنت كييف أنها ستقبل متطوعين دوليين للمساعدة في الحرب ضد القوات الروسية. كما أطلق رئيس أوكرانيا “الفيلق الدولي للدفاع عن أراضي أوكرانيا” وألغى تأشيرات دخول المتطوعين والمنتسبين من باقي الدول.[1]
من سمات الجماعات الإرهابية الانتهازية استخدام ثغرات الأمن والأزمات لإعادة تنشيط جرائمها على أراضي دولة ما وحتى التسلل إليها. لذلك بعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا تم نقل الإرهابيين وخاصة الإرهابيين من شمال سورية والمتطرفين الذين كانوا ناشطين في قضية ناغورنو كاراباخ إلى أوكرانيا. كما أعلن بعض المسلحين التكفيريين عن استعدادهم للانضمام إلى الحكومة الأوكرانية. و مع استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا، استغلت هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية الوضع وزادت من أنشطتها.
لذلك مع انخراط العالم والدول الكبرى في الحرب الروسية الأوكرانية، زاد تنظيم داعش الإرهابي من شدة هجماته في مناطق مختلفة حيث استطاع أن يحيي نشاطه من جديد بطرق مختلفة.[2]
في غضون ذلك لا تقف الولايات المتحدة الأمريكية مكتوفة الأيدي، الأمريكيون مثل حلفائهم الغربيين، يعتبرون أزمة أوكرانيا أفضل فرصة لإحياء مشروع الإرهاب. في الواقع وجدت الولايات المتحدة الأمريكية أن أوكرانيا منصة مناسبة لإعادة تأهيل العناصر التكفيرية الإرهابية من مختلف أنحاء العالم.[3]
لذلك تواصل واشنطن ممارستها السابقة في استخدام الأدوات ودعم الإرهابيين بما يتماشى مع أهدافها الكبرى. قبل ذلك اتبعت الولايات المتحدة بشكل مباشر سياسة دعم وتسليح الجماعات الإرهابية في سورية بعد الاضطرابات التي شهدتها بداية عام 2011 بهدف إسقاط الحكومة الشرعية في البلاد وإضعاف محور المقاومة.
فيما يتعلق بالعراق أيضا تبنت واشنطن نهجًا مماثلاً، وحذر الحشد الشعبي مرارًا وتكرارًا من دعم الولايات المتحدة للدواعش ونقلهم.
فيما يتعلق بأفغانستان اتخذت واشنطن نفس الإجراء قبل مغادرة هذا البلد من خلال دعم إرهابيي داعش لمهاجمة الدول المعارضة والمنافسة لها والمجاورة لأفغانستان.[4]
كما تشير بعض الدلائل بما في ذلك تعليقات سياسيين مقربين من مراكز القوة في واشنطن إلى أن الحكومة الأمريكية والدول الغربية من خلال دعم جماعات النازيين الجدد، تسعى إلى تكرار ما يسمى بسياسة “عملية الإعصار” في أفغانستان وتشكيلها لتنظيم أخر مشابه لتنظيم القاعدة.[5]
في الواقع يبدو أن استخدام الفعال للإرهاب أصبح جزءًا لا يتجزأ من العقيدة العسكرية الأمريكية والسياسة الغربية لتحقيق أهداف أمنية في جميع أنحاء العالم.[6]
من الواضح أن توسع أنشطة الجماعات الإرهابية وإعادة بنائها وتجهيزها يعرض أمن منطقة غرب آسيا للخطر. لذلك ازداد قلق الحكومات في دول المنطقة لا سيما دول مثل العراق وإيران وسورية، في هذه الحالة سيؤدي استمرار الحرب في أوكرانيا إلى الإضرار بأمن هذه الدول.
لذلك تعتقد السلطات الرسمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنه في الصراع الأوكراني مع روسيا يتجلى بوضوح التقصير من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والذي قام على وجه الخصوص بتوسيع البنية التحتية العسكرية باتجاه الحدود الغربية لروسيا من أجل التصعيد وليس التهدئة.[7]
من وجهة النظر هذه لم تنحاز الجمهورية الإسلامية الإيرانية أبدًا إلى جانب الحكومة الأوكرانية، أولاً بسبب ارتباط الحكومة الأوكرانية بالدوائر الإرهابية التكفيرية التي لا تخفي موقفها العدائي تجاه إيران، وثانيًا إن استمرار الحرب في أوكرانيا لا يضر فقط بأمنها ولكنه يضر أيضًا بأمن المنطقة والعالم.
ومن هذا المنطلق تسعى روسيا إلى إضعاف شبكة الإرهاب التكفيري في أوكرانيا من خلال القضاء على المعدات التقنية الغربية والقوى البشرية لديها، وبهذه الطريقة تضمن أمنها وتحل مشاكلها بشكل حاسم. يمكن أن يؤدي إضعاف الشبكة الإرهابية التي أعيد تنشيطها في أوكرانيا إلى تقليل المخاوف الأمنية لدول منطقة غرب آسيا وإرضاء شركاء روسيا الاستراتيجيين.
لذلك يمكن القول أن أحد أسباب اتخاذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية موقفاً مناهضاً للحرب في أزمة أوكرانيا وتريد إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن هو قضية الجماعات الإرهابية التكفيرية ونموها وتطويرها لوجستيا وعسكريا في أوكرانيا ومنطقة غرب آسيا. من هذا المنطلق فإن نجاح الأعمال الروسية في أوكرانيا سوف يقضي أو يضعف شبكة الإرهابيين التكفيريين المعادين لإيران ودول أخرى في المنطقة.
https://www.isna.ir/news/1400122318154/
https://www.tasnimnews.com/fa/news/1400/12/14/2676572
https://www.irna.ir/news/84740598
https://parstoday.com/dari/news/uncategorised-i168326
https://www.irna.ir/news/84740598
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال