لطالما كان دور المرأة في المجالات الاجتماعية المختلفة في جميع الفترات ذا أهمية كبيرة، لذلك يمكن القول أنه لا يحصل أي تغيير كبير دون أن يبرز فيه دور المرأة.
من أهم الأحداث في تاريخ الإسلام التي أحدثت تغييراً جوهرياً في المجتمع الإسلامي، واتخذت لون الخلود في تاريخ الإسلام، انتفاضة الإمام الحسين (ع)، والتي يمكن اعتبارها نتاجاً مشتركاً من تضحية الرجال والنساء وبذل النفس؛ لأن المرأة كان لها حضور فاعل في هذه الانتفاضة ولعبت دورا فعالا في إنجازها.
كان لنساء حادثة كربلاء، مثل الرجال دور خاص، حيث لعبن دورًا مهمًا للغاية في إخلاد هذا الحادث المذهل والمثير للإعجاب. وبحسب الشهيد مطهري(ره)، فإن “تاريخ كربلاء هو تاريخ وحدث أوجده الذكر- الأنثى‘حادثة تورط فيها كل من الرجال والنساء؛ لكن الرجل في فلكه والمرأة في فلكها».
كان دور حضرة زينب الكبرى عليها السلام من النساء اللواتي حضرن حادثة كربلاء، بطوليا وأساسيا للغاية. “وقد لعبت زينب الكبرى عليها السلام دور الزوجة ودور الأم ودور المرأة البارزة والمميزة في آل بيت الرسول بالمدينة المنورة. كما كانت شخصيتها في المدينة المنورة – قبل حادثة كربلاء – شخصية نبيلة ومعروفة وكذلك بعد حادثة كربلاء – سوى تلك الفترة القصيرة المتعلقة بالشام وأحداث كربلاء – مابرح دورها النبيل هو دور بارز ومميز جدا».
تعد حضرة زينب (عليها السلام) سيدة حملت علم النهضة الإسلامية دون أي خوف أو تردد وهاجمت العدو بصفتها امرأة مطّلعة ومسؤولة تلقت تعاليمها في مدرسة والدته الزهراء بتول سلام الله عليها وتتحدث لغة والدها علي (ع).
وسجلت زينب حادثة كربلاء كأسوة اجتماعية خالدة لجميع النساء في التاريخ، وبخطبها اللاذعة والداعية للحق تسببت في خزي الأعداء وأوصلت الحركة الحسينية إلى النتيجة المرجوة كما ينبغي‘ لنشهد اليوم تيارا نابضا ضد مواجهة العداوات و نكث العهود ومختلف المآسي قبالة الحركة الإسلامية، وجدير بالذكر أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد استفادت كرائدة من هذه الحركة في مجال الاستقرار.
وأفضل نموذج يمكن تقديمه في عالم اليوم هو معالجة الدور الاجتماعي والتميز الشخصي لحضرة زينب عليها السلام في شرح مكانة المرأة من منظور الإسلام والشيعة، لأن مهمة حضرة زينب عليها السلام في كربلاء ودورها يعلمان مرأة اليوم أن تكون حاملة راية العزة والكرامة ورسولة الصبر والمثابرة وأعظم آمرة بالمعروف وصانعة الأدوار الاجتماعية الكبيرة.
إن حضرة زينب الكبرى عليها السلام رمز لامرأة شيعية حرة والتي تتصف بالعبودية والصبروالدعم والحسم وقدرة الإدارة والتدبير‘ إضافة إلى أنها أسوة مثالية ترعرعت في مدرسة الإسلام كما اشتهرت بتربية الأجيال. وتجدر الإشارة في النهاية أنه في صراع الأفكار المختلفة، المثال الموضوعي للقيم الإلهية والفكر الإنساني الأكثر إنقاذًا يتمثلان في شخصية السيدة زينب (س).
لذلك، يجب أن تعلم نساءنا المسلمات أن عظمة حضرة زينب (عليها السلام) في عيون الأمم الإسلامية ليس لأنها ابنة الإمام علي (ع) أو أخت الإمام الحسين (ع)، بل إنسانيتها العظيمة وموقفها الإسلامي والحركة على أساس الواجب الإلهي لقد جعلت حركتها عظيمة هكذا وجعلت دورها بارزاً ومهماً للغاية.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال