ما ميّز الانتخابات الرئاسية الايرانية عن سابقاتها انها جاءت كما هو معلوم في ظل حصار اقتصادي كبير، حرب نفسية، شائعات خارجية، مراوغة امريكية وحملات تشويه لواقع ايران باستغلال الحظر المفروض عليها، وكأن كل هذه الامور يجب ان تفرض نفسها على الشعب كي لا ينزل الى صناديق الاقتراع وينتخب، ولكن لم تأت النتيجة بما تشتهي السفن.
ويرى مراقبون استراتيجيون ان النموذج الاسلامي الايراني قدم صورة عن الديمقراطية الدينية ليست موجودة في كل العالم، التي اثبتت انها قادرة على تجديد نفسها والحصول على ثقة الناس في كل المراحل، حتى في هذه المرحلة العصيبة التي تشكل فيها الانتخابات الرئاسية الايرانية بالذات اكبر اختبار مرّت به الجمهورية الاسلامية في تاريخها.
وقالوا، بعد تصعيد العقوبات وخلق ازمات اقتصادية ومعيشية للشعب الايراني، كانت كل التوقعات الغربية الضاغطة باتجاه تغيير النظام، تتوقع من هذه الانتخابات ان تكون مؤشراً لمدى تأثیر الضغوط الاقتصادية على الرأي العام الايراني، وزعزعة ايمانه بأصل النظام، الا ان النتيجة كانت مخيبة لهم، والعكس تماماً فقد اسقطت الجهة التي كانت تميل لعلاقات افضل مع الغرب داخل الشعب الايراني.
واوضحواان هذا الجانب عكس الوعي الشعبي الموجود داخل الجمهورية الاسلامية، وفهم الناخب الايراني بميزان وتوازنات العالم والاقليم والداخل في نفس الوقت.
ولفتوا الى ان القسم الكبير الذي انتخب ابراهيم رئيسي، كانوا قد انتخبوا الرئيس السابق حسن روحاني مرتين، ما يعني ان مسألة اصلاحيين ومحافظين لا تنطبق دائماً على قياس مزاج الشعبي الايراني، بل الوعي السياسي الموجود عند الناخب الايراني هو الذي يحسم الملحمة كما سماها قائد الثورة الاسلامية.
في السياق ذاته،، اعتبر مستشارون ايرانيون، الحضور الشعبي الملحمي للانتخابات الرئاسية الايرانية، بأنها رسالة معنية بافشال الضغوط الامريكية القصوى التي فرضها الرئيس السابق ترامب وحلفائه الاقليميين، الذين راهنوا على هذا التصعيد خاصة خلال السنوات الثلاث الاخيرة.
واكدوا: ان الناخب الايراني كان يعيش تحت قصف اعلامي شديد منذ عام 2020 في قنوات التواصل الاجتماعي، وفقاً تقرير لجامعة جورج تاون الامريكية، بان امريكا وبعض الدول العربية في المنطقة كانت تقوم بتشويه الرأي العام العالمي واقامة جمعيات ضد الجمهورية الاسلامية في ايران من اجل تدميره بالافكار السياسية التي لم تتمكن من تحقيقها من خلال سياستها الخارجية، غير ان الذكاء الايراني المسلم مازال واعياً ولم يتأثر بالتشويش الاعلامي.
واوضحوا، ان بعض السياسيين في المنطقة والعالم كانوا قد تأثروا بهذه اللوبيات التي كانت مدفوعة الثمن من قبل مراكز البحوث الامريكية وحاولوا يعرّفون ايران بانها مزعزعة للامن.
بدورهم، اشار خبراء، الى العلاقة المتينة بين الشعب الايراني وقيادته، معتبرين ان يوم الاقتراع للانتخابات الرئاسية الايرانية، كان يوماً ملحمياً لان الشعب هو الذي ادار المعركة.
وقال الحمروني: ان الشعب هو الذي رد على اعداء ايران واعداء الثورة الاسلامية واعداء النظام الاسلامي، بعدما حضر بكثافة تفوق 50 بالمئة الى صناديق الاقتراع وارسل رسالة واضحة بانه انتخب شخصاً يقع تحت العقوبات الامريكية وان الرئيس المنتخب رئيسي يعتبر رئيسا للشعب الايراني بامتياز لما ناله من ثقة الشعب والقيادة، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال