يصادف 15 مايو/ أيار الذكرى السنوية لتأسيس الكيان الصهيوني المزيف عام 1948، وهو اليوم الذي ارتكب فيه الصهاينة جرائم مروعة بحق الشعب الفلسطيني، وبالتالي أطلق عليه “يوم النكبة”.
“النكبة” هي كلمة عربية تعني الكارثة والمصيبة، وهي أيضا مصطلح يشير إلى نشوب الحرب بين كيان الاحتلال وفلسطين في عام 1948، والتي أدت في نهاية المطاف إلى إنشاء دولة إسرائيل المزيفة. قبل الاحتلال الإسرائيلي، كانت فلسطين تحت انتداب بريطانيا التي وضعتْ بالتعاون مع الصهاينة خططا محددة سلفا مهّدت الطريق لانسحاب القوات البريطانية من فلسطين. من ثمّ أعلن القادة الصهاينة من جانب واحد قيام “إسرائيل” في 14 مايو 1948وإثره احتل الكيان الصهيوني 78 في المائة من الأراضي الفلسطينية في اليوم نفسه، ماعدا الضفة الغربية وغزة. وخلال الصراع الناجم عن احتلال فلسطين، سُوّيت أكثر من 530 بلدة وقرية فلسطينية بالتراب، واُستشهد 15 ألف، وأُعدم عشرات الفلسطينيين بشكل جماعي، وهاجر نحو 18 ألفا، ووفقا لأحدث الأرقام، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 100 ألف منذ يوم النكبة.
وخلال تلك الفترة، سعت الحكومة العنصرية للكيان الصهيوني دائما إلى وضع خطة تدمير المجتمع الفلسطيني على جدول الأعمال بمختلف الطرق الاقتصادية والعلمية والثقافية لمنع تطوره من الداخل، ومن خلال ممارسة سياسة التمييز وسيادة المجتمع اليهودي على المجتمع العربي، لاسيما في المدارس بتخصيص الميزانيات التعليمية لهذا الغرض، فإنها تحاول خلق الأميّة والانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني.
في مثل هذا الوضع، يتعيّن على الشعب الفلسطيني أن يناضل بقوة لاستعادة أرضه، لأن المقاومة هي السبيل الوحيد لانتصار فلسطين، كما أبدتْ تجربة السنوات الماضية أن حلول التسوية لن تؤدي إلا إلى انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني. المقاومة حق طبيعي للشعب الفلسطيني، لذا جدير أن نعتبرها السبيل الوحيد للانتصار أساسا، لأن الصهاينة لم يتوقفوا أبدا عن الاحتلال، وخلال السنوات الـ 74 المنصرمة استمروا في احتلال فلسطين بالاستعانة من المستعمرين وبمخططات وخدائع ملونة وأثبتوا أنهم لا يعرفون لغة سوى لغة المقاومة.
لا شك أن استمرار هذا النمط من المقاومة للشعب الفلسطيني، على الرغم من اضطهاده، سيكون مفتاح انتصاره، كما قال قائد الثورة الإسلامية: “ستكون فلسطين محررة حتما في ظل استمرار مناضلة شعبه الخالدة، ووحدة الجماعات الجهادية المقاتلة حول المقاومة والإيمان والثقة بالله، ولن يجني أنصارُ الكيان الصهيوني ثمارا إلا الذلّ والسمعة المشينة”.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال