السعودية تسعى إلى كسر حاجز “القبح” في إقامة العلاقة مع اليهود وإسرائيل 20

السعودية تسعى إلى كسر حاجز “القبح” في إقامة العلاقة مع اليهود وإسرائيل

إن خطة تطبيع العلاقات بين عدد من الدول العربية والنظام الصهيوني هي في الأساس مشروع أمريكي- إسرائيلي تتولى فيه المملكة العربية السعودية إدارة وتنسيق أجزاء مهمة من المنطقة، بالإضافة إلى أن المملكة العربية السعودية نفسها من الدول المستهدَفة بشأن إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع الکیان الصهیوني.

وبحسب الرؤية الأمريكية والصهيونية، فإن السعودية، بالنظر إلى مواردها المالية وقدرتها على ممارسة الضغط وحث الدول الأخرى علی المرافقة، والتي أظهرت نفسها في البداية إبّان العدوان علی اليمن، تتمكن من أن تلعب دورًا فعالاً في إزالة العقبات التي تعترض طريق العلاقات الثنائية أو متعددة الأطراف بین الکیان الصهيوني والدول العربية.

كما مر بنا ذكره، فإن المملكة العربية السعودية أهم دولة عربية تنتطر ‌الإعلان الرسمي لتطبيع علاقاتها بشكل علني مع الكيان الصهيوني. ورغم أن الجانبين، السعودي والإسرائيلي مهتمان بتصريح العلاقات الثنائية، إلا أن هذا ليس قرارا سهلا؛ لأن النظام السعودي يواجه قيودًا وعقبات جدية، خارجيًا وداخليًا.

من أهم التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية، هو مجتمعها ورأيها العام؛ وبسبب موقع مكة المكرمة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، فإن هذا البلد له مكانة دينية وتاريخية، كما أن الحساسيات الاجتماعية الودينية والإسلامية تجاه العلاقات مع الكيان الصهيوني، خصوصا في المناطق الشيعية، عالية جدا. تكمن أهمية هذا الموضوع في أن موقع الخليج أونلاين قد نشر مؤخرًا تقريرًا حول مناقشة الاتفاق بين السعودية والكيان الصهيوني، نقلاً عن أحد وسطاء الاتفاق الإماراتي الصهيوني الذي سأل ولي العهد السعودي عن رفض إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع الكيان الصهيوني، وعلى حد تعبير ولي العهد السعودي، كان “الخوف من الاضطرابات الداخلية” أحد اعتباراته الجادة في التوصل إلى اتفاق مع الكيان الصهيوني.

وعلى الرغم من أن الحكومة السعودية لم تكن قادرة على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مثل ما فعلته البحرين والإمارات العربية المتحدة، بسبب عوائق تعترض طريقها، يبدو أنها تنوي كسر حاجز”القبح” الذي تعيق العلاقات مع اليهود وإسرائيل، من خلال إجراء تغييرات في دعايتها.

من أهم الخطوات التي اتخذها النظام السعودي في هذا الصدد، هي حذف كمية كبيرة من مواضیع المواد الدراسية المعارضة للصهيونية من الكتب المدرسية السعودية. حيث تم حذف فصل كامل من الكتاب الدراسي بعنوان “خطر الصهيونية” الذي أُعلن فيه حق إسرائيل في الوجود بأنه “غير قانوني”، كما حُذف القسم الخاص بالجهاد والاستشهاد من الكتب الدراسیة السعودية.

وتأتي هذه الخطوة في حین أن المملكة، تحت إشراف أمريكي، غیرت برامجها الدراسية في وقت الغزو السوفيتي السابق من خلال زيادة الفتاوى والنظريات التي شجعت الحرب مع الاتحاد السوفيتي السابق. ومن نتائج هذه الفتاوى والكتب الدراسیة إنشاء جماعة القاعدة، ومن ثم تشكلت على نفس الأساس، جماعتا داعش وجبهة النصرة، وهما جماعات تكفيرية. إلا أن الرياض اليوم تزيل هذه الفتاوى والبرامج الدينية والآيات القرآنیة من الكتب المدرسية، لأن الولايات المتحدة وإسرائيل طلبتا منها التحرك في اتجاه تطبيع العلاقات مع النظام الإسرائيلي.

وكان قد تناول ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي السابق القضية قبل ثلاث سنوات، حيث قال إن حذف نظام التعليم العالي السعودية المواد الدراسية الجديدة أو إضافتها، في المدارس والمساجد برعایة أمريكا؛ مواجهة ما توصف بـ “التطرف”؛ لأن التطرف هذا، لم يعد في مصلحة الأهداف الأمريكية.


المصدر ؛iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال