في الوقت الذي تقدم السعودية والامارات نفسيهما على انهما المنقذان للمواطن الامريكي من ازمة الوقود وارتفاع اسعار البنزين التي يعاني منها بسبب سياسة بلاده المتغطرسة في العالم، نراهما تتسببان بأكبر ازمة وقود في اليمن، حيث يعاني المواطن اليمني من ارتفاع اسعار البنزين الى معدلات قياسية، وخاصة في المناطق التي تحتلها السعودية والامارات ومرتزقتهما في اليمن كما هو الحال في عدن.
ففي الوقت ينتظر المواطن الامريكي من رئيس بلاده، الذي سيزور السعودية قريبا، بدفعها والامارات وغيرهما من الدول العربية المنتجة للنفط، على رفع انتاجها ، لسد النقص في المعروض النفطي الذي تسببت به ادارة بلاده ، بعد فرضها حظرا على النفط الروسي، من اجل خفض اسعار البنزين في امريكا، نرى المواطن اليمني تلسع جلده اسواط القرارات الجائرة للسعودية والامارات، والتي تهدف الى اذلاله وتجويعه والضغط عليه، اما لدفعه للموت او الاستسلام.
يوم الاحد بدأ سريان العمل بالقرار الذي اتخذته شركة النفط التابعة لدول العدوان في عدن، والقاضي برفع أسعار البنزين بنسبة 14%، في المناطق التي تحتلها السعودية والامارات ومرتزقتهما، حيث ارتفع سعر غالون البنزين سعة 20 لترا في المحطات التابعة للقطاع الخاص إلى نحو 23 دولارا، وهو ما دفع مئات المحتجين الغاضبين للنزول الى الشوارع في مديرية المنصورة بعدن، وأضرام النيران في الإطارات التالفة وأغلاق الشوارع الرئيسية.
اللافت ان هذه الزيادة في اسعار البنزين هي رابع زيادة تقررها شركة النفط التي تسيطر عليها حكومة العدوان بعدن، في أسعار وقود السيارات منذ بداية العام الحالي، واللافت اكثر انها تأتي في الوقت الذي تنهب دول العدوان النفط اليمني، حيث كشفت تقارير رسمية عن قيام دول العدوان بنهب النفط اليمني الخام، عبر بيع ملايين البراميل بواسطة سفن عملاقة تأتي بشكل شبه شهري إلى موانئ الشحر والنشيمة وبير علي وغيرها. واخرها كان وصول الناقلة الصينية “أبوليتاريز” العملاقة إلى ميناء الشحر في مايو الماضي، حيث قامت بتحميل ما يزيد عن مليوني برميل، بقيمة تتجاوز 270 مليون دولار، ما يساوي 162 مليار ريال يمني.
بات واضحا للمواطن اليمني العادي اليوم حقيقة الدور التدميري والتخريبي للسعودية والامارات في بلاده، وهي حقيقة تتبخر امامها كل اكاذيب وشعارات دول العدوان بشان الدفاع عن “الشرعية” و “تحرير اليمن من الانقلابيين”، فاليوم تعيش المناطق المحتلة من قبل السعودية والامارات، اوضاعا معيشية وامنية مزرية، رغم انها “محررة” وفقا للاعلام السعودي الاماراتي، وكان لابد ان تعمل دول العدوان على توفير ما يحتاج له المواطن اليمني من مستلزمات الحياة حتى في حدودها الدنيا، الا ان الاوضاع ساءت اكثر، فدول العدوان، ومنذ اكثر من ثماني سنوات، لم تتخذ اجراء الا وكان هدفه النهائي هو تجويع واذلال اليمنيين والانتقام منهم بهدف تركيعهم، ، ولا فرق بين عدن وصنعاء بالنسبة للمعتدين.
المصدر: العالم
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال