هناك احتفالات كبيرة في العالم ذُكرت في كتاب غينيس للأرقام القياسية العالمية؛ من كومبه ميلا وهو مهرجان ديني هندوسي إلى تشييع جثمان الشخصيات السياسية والاجتماعية وحتى الدينية الشهيرة؛ ومع ذلك، من حيث التجمع البشري وحضورأتباع مختلف المذاهب والجنسيات في مراسیم إحياء ذكرى الأربعين، باتت أربعينية الحسين ظاهرة فريدة ومتميزة. وهذا تجمع يحضره الملايين ويتكرر كل عام ويتوافد إلى كربلاء حشود لا حصر لها كل عام مقارنة بالعام السابق. ولا تتمیز أربعينية الحسين بكثرة زوار الحسین (ع) فحسب، بل الحضور الجدير بالثناء لأطياف والطبقات المختلفة هو جانب آخر لهذا الحدث الملحمي، لدرجة أنه ينبغي إدراج الأربعين ضمن احتفال ديني، أو تجمع إنساني عظيم، أو حركة ثقافية بين العديد من دول العالم ووضعها في طليعة التجمعات البشرية. والاحتشاد بمسیرة الأربعین يهدف إلى حماية الإنسان الذي اُستشهد في الغربة مظلوما في صحراء قاحلة بينما كان صوته مكبوتًا في عصره، بيد أن حقيقته تذیب قلوب عشاقه بعد مُضي 14 قرنا من ثورته.
ومن وجهة النظرهذه، يُعد احتشاد الملايين من عشاق الإمام الحسين (ع) بالمسیرة، إنه الحدث الأكثر تميزًا في التاريخ. ويشهد التاريخ أن إحياء ذكرى الأربعين، بالإضافة إلى كونها أكبر تجمع بشري، هو مظهر لأكبر المشاهد الإنسانية في العالم، بحيث لا أحد يبقى جائعا أو بلا مأوى طوال المسيرة. إذ إن خدمة الزوار ملؤه الفخر والشرف بقدر لا يوصف.
وتم بث مئات الساعات من الأفلام الوثائقية والتصوير والمقابلات المرتبطة بهذا التجمع المثير للدهشة على شاشة التلفزيونات والسينما في السنوات الأخيرة، إلا أنه بقي سر هذا الحب لا يزال غامضا. الحب الذي يألف بين القلوب وصار يرافقها وجمع بين البشر حقا. بالطبع، لمراسيم الأربعين ميزة أخرى، وهي عدم استقرار مكان التجمع. إذ تبلغ المساحة التراكمية 80 كلم (الحد الأدنى) ویمتد سواد اكتظاظ آلاف الزوار في المدن الهامة مثل النجف وبغداد الكاظمية وحتى الكوت، إلی اتجاه كربلاء. الطریق الطویل الذي قد يبلغ 1000 كلم أحيانا وقطعه بعض المتظاهرين مشيا على الأقدام من نقاط مختلفة للوصول إلى ضريح الإمام الحسين (ع) في يوم الميعاد.
إن الطريق المفضي إلى كربلاء يشهد كثيرا من مشاهد التضحية والخدمة المتقابلة التي وصلت إلى قمتها. وینتظر الشعب العراقي بفارغ الصبر لاستضافة زوار الحسين (ع) واغتنام هذه الفرصة الذهبية.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال