الشعوب ‘ومنها لبنان’.. لن تحيا إلا بالمقاومة 28

الشعوب ‘ومنها لبنان’.. لن تحيا إلا بالمقاومة

يقال ان ثلاث ملفات لازالت تراوح مكانها على طاولة الدبلوماسية اللبنانية تمس الحياة المعيشية لحاضر ومستقبل مواطني هذا البلد.

تتمثل الملفات الثلاثة بـ (أولا) ملف (الغاز المصري والكهرباء الأردني) الذي ولد ميتا بضغوط اميركية اسرائيلية، و(ثانيا) ملف امداد لبنان بالفيول الايراني المجاني الذي تمانعه الولايات المتحدة، و(ثالثا) الملف الاخير المتمثل بـ(ترسيم الحدود البحرية) الذي صاحبه تحسن طفيف اثر تفعيل اوراق المقاومة الضاغطة.

الكيان المحتل سُمَّيَ محتلا بمعنى فقدانه للشرعية الوجودية بكافة اشكالها “الجغرافية والتاريخية الحضارية”، بنى اسسه على النهب والسرقة والاغتصاب بدفع ومساندة اوروبا وتحديدا بريطانيا التي أهلته لابتلاع ارض فلسطين العربية الاسلامية، فهو اذن كيان مبني على الغطرسة وفتل العضلات المستعارة من الغرب وبقوة الغرب وأميركا.

ضغوط الحاجة الاوروأميركية للطاقة وخصوصا للغاز دفعت اميركا واوروبا للبحث عن حقول النفط والغاز بعيدا عن روسيا، ولم تكن هناك في الافق القريب اسهل من حقول لبنان القريبة من الاراضي الفلسطينية المحتلة، مع زجود شرطي المنطقة كيان الاحتلال الامر الذي دفع هذا الكيان اللقيط للتوسل بغطرسته المعهودة لسرقة حقول لبنان من الغاز عند حدوده البحرية جنوباً.

الغطرسة لم تقتصر على الكيان المحتل انما اتجهت باتجاهين الاول محاولة نهب حقول لبنان تساندها الثانية المتمثلة بمضاعة ضغوط تجويع المواطنين اللبنانيين أميركيا اقتصاديا وماليا وسياسيا لدفعهم للاستسلام، الامر الذي اضطلعت بتنفيذه الولايات المتحدة الاميركية والبنك الدولي.

من جملة سياسة التجويع إرضاخ أميركا المواطنين اللبنانيين على الرضا بسياسة الاستحواذ في الترسيم البحري والنهب المقنن وايضا الدفع باتجاه القبول بالامر الوقع والرضوخ للتطبيع العلني مع الكيان الاسرائيلي والمسير خلف الدول العربية المطبعة كشرط لتحسين وضعه الاقتصادي.

من جملة تهديدات الغطرسة الاميركية فرض عقوبات على لبنان في حال قبول أي هبة من إيران أو عقد اتفاق معها حول الفيول لحاجات معامل الكهرباء، وأما مبادرة ملف الغاز المصري والكهرباء الأردنية التي مر وقت طويل على عقدها فقد ولدت ميتة تراوح مكانه وإنما تم اختلاقها اساسا لمضاعفة الضغوط على لبنان ودفعه للرضوخ.

ذلك ما اشار اليه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بقوله ” لا أحد يصنع السيادة في هذا البلد إلا المقاومة”، بعد ان ثبت ان “الحل برأي الأميركي يكون بليّ ذراع المقاومة واخضاعها واجبارها على القبول بالذل”.

وهنا يری خبراء ومراقبون ان رسائل المقاومة للاحتلال الاسرائيلي هي التي ارغمت الولايات المتحدة لايفاد “آموس هوکشتاين” الی لبنان ذلك ان الاميركان والاسرائيليين “يتحايلون لفرض ما لم يستطيعوا فرضه بالقوة والغطرسة والعنجهية الفارغة ولا بالأمن ولا بالاغتيالات فرضه، فاعتمدوا الاسلوب الاقتصادي وسياسة التجويع.

المقاومة الاسلامية كانت المبادرة الى كسر الطوق الصهيواميركي بمنعهم من استخراج الغاز ووضعت معادلة جديدة لترسيم الحدود واخذ الحقوق، ذلك ما اشار اليه النائب رعد بان المقاومة تريد جميع حقوق لبنان بمياهه وحدوده وبمنطقته الاقتصادية الخالصة وغازه ونفطه، وايضا فرضت المقاومة شروطها في عدم وضع اي “فيتو” على اي شركة تستقدمها للتنقيب واستخراج الغاز.

الوسيط الامريكي “اموس هوكشتاين” وعد بالعودة قريبا لانهاء كل الترتيبات المتعلقة بملف ترسيم الحدو بعد خروجه من اجتماعه مع الرؤساء اللبنانيين الثلاثة (الجمهورية ومجلسي النواب، والحكومة) في قصر بعبدا. ببيروت.

الاجواء التي وصفت بـ”الايجابية” بعد خروج :هوكشتاين” من اجتماعه بالرئاسات الثلاث انما جاءت نتيجة الموقف اللبناني الموحد حول ترسيم الحدود لاستئناف المفاوضات غير المباشرة، والتي تدعو الى عدم التفريط باي من الحقوق السيادية من ثروة لبنان، مع وجود نوع من الحذر من مماطلة قد يلجأ اليها “هوكشتاين” بهدف اهدار الوقت لمصلحة كيان الاحتلال.

أن وحدة الموقف اللبناني وخطوات المقاومة ورسائل القوة بمسيراتها الثلاث والموقف الصريح للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وايضا الفيديو المزلزل الذي عممه حزب الله، هي التي جعلت المفاوض اللبناني قويا في مواجهة الموفد الاميركي عاموس هوكشتاين.

وتلك هي يا سادة المعايير الحقيقية للسيادة.. التي لن تتمكن من صنعها وايجادها وبلورتها وتفعيلها سوى المقاومة..

السيد ابو ايمان

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال