الشهيد سليمانى.. داعية سلام 17

الشهيد سليمانى.. داعية سلام

الصورة البارزة والتى تبدو دوما كلما تم الحديث عن الشهيد قاسم سليمانى هى أدواره العسكرية ومشاركته فى حروب عدة سواء الحرب العراقية الإيرانية، او عمليات مكافحة عصابات المخدرات والتصدى لمهربى السموم عبر بلده من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا،

وايضا دور الشهيد فى المعارك ضد التكفيريين الإرهابيين فى بلده او العراق وسوريا، وكذا المواجهة المباشرة ضد العدو الصهيوني فى حربه على لبنان، إضافة إلى مواجهة الشهيد للمشروع الأمريكي العدوانى على سوريا ونجاحه مع رفاقه المجاهدين فى افشال هذا المخطط الكبير، هذه وغيرها جعلت الصفة العسكرية هى الطاغية على شخصية الشهيد. وهو وصف سليم، لكن لايمكن لاحد يريد التحدث عن شخصية الشهيد سليمانى فى ابعادها المختلفة ان يغض الطرف عن بعد هام يندر التطرق اليه وهو ان الشهيد كان داعية سلام ورجل وفاق يسعى لحلول وسط تحظى بقبول الجميع،

ويمكننا فى هذا الصدد الإشارة إلى الدور البارز للشهيد سليمانى فى الوفاق الأفغانى حيث تمكن الشهید بعد جهود مضنية ونشاط مستمر لم يكل ولم يمل، تمكن من جمع الفصائل الأفغانية على مابينها من تباينات، واستطاع التقريب بينهم وتذويب كثير من الخلافات التى كانت تحول دون التقائهم والتنسيق بينهم، لكن جهود الشهيد اوصلتهم إلى اتفاق على تجنيب بلادهم الحرب ونبذ الاقتتال، وأن يسعوا جميعا إلى الجلوس مع بعض والتفاوض فى تفاصيل القضايا حتى لا تضيع بلدهم بفعل خلافاتهم، وقد نجح الشهيد فى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الأفغان وصولا إلى التوافق على اخراج بلدهم من الفتنة، وهذا الدور الكبير يجهله كثير من الناس.
وكما فعل الشهيد فى أفغانستان كذلك فعل فى العراق فهو يتمتع بشبكة علاقة واسعة وممتدة فى هذا البلد وتربطه بكثير من سياسييه علاقات وطيدة ، وقد عمل الشهيد على تضييق الهوة ما أمكن بين العراقيين وشهد له اهل العراق بالدور الكبير فى التمهيد للتفاوض بينهم فى مراحل تكوين التحالفات وتشكيل الحكومات وانه كان حريصا على أن لايترك العراقيون الفرصة للعدو المتربص بهم ليستثمر فى خلافاتهم وعليهم ان يحلوها ليجنبوا بلدهم المشاكل ، وقد نجح الشهید فى مساعيه وتمكن من تجنيب العراق وافغانستان كثيرا من المحاذير.

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال