الشهيد قاسم سليماني ودوره في تنوير الرأي الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية 15

الشهيد قاسم سليماني ودوره في تنوير الرأي الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية

إن الإسلام السياسي هو خطاب يتمحور حول الفكرة الرئيسية للحكومة الإسلامية. ومن منظور هذا الخطاب، يُنظر إلى العودة إلى الإسلام على أنها الحل الوحيد للأزمات والتحديات المعاصرة، وبالتالي فإن الغرض الرئيسي منه هو إعادة بناء المجتمعات الإسلامية وفقا للإسلام الحقيقي، وهو ما أنجزه شهيد سليماني بأفضل وجه.

وکان مشروع الاستکبار العالمي ضد الدول الإسلامية ينطوي دائما على أن تتورط حکوماتها فيما بينها وتدمر بعضها البعض. وتهدف هذه النزاعات إلى تحويل انتباه العالم الإسلامي عن الغدة السرطانية وتوسیع نطاق أمن الکیان الصهيوني المغتصب إلى ما وراء الحدود المحتلة، غير أن الدول الإسلامية أصبحت واعية وتجمّعت قدرات العالم الإسلامي معا بفضل جهود اللواء الحاج قاسم سليماني ودرايته.

وفي كلمة ألقاها في عام 2017 في قمة اليوم العالمي للمساجد، قال: “الیوم نواجه خطرين؛ أولا، الخطر الداخلي المتمثل في الفتنة الدينية وثانيا، الخطر الخارجي الذي يشكّله غزو العالم الإسلامي… لقد أنشئت المملكة العربية السعودية وجيش الإسلام والجيش الحر وجماعات أخرى ضدنا، في حين أن إيران أصبحت مصدر الاستقرار في سوريا. لقد منعنا حربهم الدينية بالدين، وليس بالقوة العسكرية…عندما دخلنا العراق، لم نفرّق بين مصالحنا والعراق، ولم تجذب انتباهنا آبار النفط ولم نرد الاستيلاء على مدينة مثل الموصل وكركوك، کما لم نسع وراء المطالب المالية، ولسنا الآن. نحن لا نساعد فلسطين من أجل الشيعة، لكننا لا نعمل على الإطلاق مع أي شخص یفتخر بکونه شیعیا، لأن 99٪ من الشعب الفلسطيني هم من السنة ونحن ندافع عنهم”.

وکان یقول: إذا ضعفت أسس الإسلام في هذا البلد (الفلسطین)، يمكن للعدو أن یوقعه في حرج بسهولة، وما أعطاه تماسكا هو هذا الإسلام.

وتتميز مدرسة الحاج قاسم سليماني بالعديد من السمات الفريدة التي تفصلها عن المدارس الأخرى، غير أن هذا لا يعني أنها مدرسة جديدة في الإسلام، بل تلقي نظرة عميقة على الإسلام الحقيقي.

وكان یری اللواء حاج قاسم سليماني أن الوحدة بين المسلمين هي الطريقة الوحيدة لمواجهة أعداء الأمة الإسلامية. كما قام بخطوة عملية نحو تعزيز الوحدة بين الأمة الإسلامية، ومن خلال خلق التعاطف، تمكن من إبعاد تهديدات الأعداء عن الدول الإسلامية ولفْت انتباهها إلی القضية الأولى للعالم الإسلامي، وهي فلسطين.

وتشير الأدلة إلى أنه منذ احتلال إسرائيل لفلسطين، كان الكيان الصهيوني يتلقى دائمًا الدعم المالي والعسكري من قبل الولايات المتحدة. إنه كيان إرهابي غير شرعي قام، بالإضافة إلى احتلاله لفلسطين من خلال الموساد، بتنفيذ العديد من الأعمال الإرهابية في دول العالم الإسلامي.

وكان الشهيد قاسم سليماني رائدا في الحرب ضد الكيان الصهيوني، رغم تهديده من قبل الولايات المتحدة والكيان المحتل بسبب تدابيره المناهضة للاستكبار ولمقاومته أمام الأهداف الأمريكية غير القانونية والمستفزة، لدرجة أن المسؤولين الأمريكيين والکیان الصهيوني حددوا مرارا جوائز للقضاء عليه.

وبرغم ذلك، لم يترك الشهيد سليماني الفلسطينيين وحدهم وبهذا الصدد‘ قال زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي: “كان الحاج قاسم سليماني يحضر شخصيا في حروب غزة ويقضي ساعات الليل مع مقاتلي المقاومة ويقلق عليهم كلما اشتدت الهجمات، ويستيقظ معنا في فلسطين لصلاة الفجر ويصلي خلف إمام المصلين السني، بید أن سلوكه هذا كان يبدو لنا طبيعيا جدا. إذ كان لكل فرد إيمانه الخاص في حين أنه يسعى من أجل الإسلام”.

في واقع الأمر، يُعد الحاج قاسم إلى حد كبير أعظم شخصية في العالم الإسلامي، إذ إنه غير وجهة نظر العالم الإسلامي تجاه الشيعة والثورة الإسلامية في إيران، وعلى حد تعبير قائد الثورة الإسلامیة: “الآن في العالم الإسلامي، أينما ينوي محور المقاومة الوقوف في وجه الاستكبار العالمي، فإن قدوته واسمه الرمزي هو الشهيد سليماني”. ولم يكن اللواء سليماني حامل راية الإسلام في العالم فقط، بل عرف حقيقة أعداء الإسلام وكرّس حياته كلها لمواجهتهم، وأخيراً ضحّى بحياته من أجل الإسلام ودول العالم الإسلامية ورفع علم الإسلام عاليا.

وأخيرا، ينبغي القول أنه على الرغم من أن الأعداء لم يكفّوا عن خططهم العدائية ضد الإسلام منذ عهد النبي(ص)، ولكن بعون الله عز وجل وبفضل القيادة الحكيمة للإمام الخميني والإمام خامنئي، وكذلك القيادة الميدانية الشهيد سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس وخلفائهما، والأمين العام لحزب الله في لبنان وقادة المقاومة الفلسطينية الآخرين، والحشد الشعبي وأنصار الله، فإن مؤامراتهم وعداوتهم باءت بالفشل واحدة تلو الأخرى، وظل علم الإسلام بالكرامة والفخر عاليا يرفرف فوق سماء العالم الإسلامي وسیبقی علي هذه الحال دائما.

المصدر ؛iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال