الصاروخ الفرط صوتي الايراني، وغروسي الفرط صهيوني 45

الصاروخ الفرط صوتي الايراني، وغروسي الفرط صهيوني

بعد اعلان ايران اليوم الخميس عن صنع صاروخ باليستي فرط صوتي قادر على تجاوز جميع انواع منظومات الدفاع الصاروخي والجوي، كان اول صراخ يتعالى، من مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي !

المدير الفرط ذرّي والفرط صهيوني، للوكالة الدولية كان اسرع ممن كان عليهم استلام هذه الرسالة الصاروخية من اعداء ايران ، وقد تجاوز مهامه ومهنيته هذه المرة ايضا.

كان من المفترض ان يعلو الصراخ الاول من الكيان الصهيوني او الاميركيين لكن غروسي تجاوز المألوف ليربط في تصريحه وتعليقه بين صاروخ حربي عسكري وبين البرنامج النووي السلمي الايراني قائلا “إن تصنيع صاروخ إيراني باليستي فرط صوتيّ، يفاقم «المخاوف» الدولية إزاء إيران”، معقبا ” أن هذا الموضوع ليس في صلب اختصاص الوكالة ، لكن لا يمكن أن ننظر إلى الأمور بمعزل عن بعضها البعض (..) هذه الإعلانات تفاقم المخاوف وتزيد الانتباه إلى الملف النووي الإيراني”!

ويبدو ان هذا الانجاز العسكري الايراني هو بالغ الاهمية بشكل أفقد غروسي اتزانه ليعبر عن غيظه ومكنونات صدره، ضاربا البروتوكولات بعرض الحائط.

ويتذكر الجميع كيف قام غروسي ايضا بزيارة تل أبيب والتشاور مع الصهاينة قبل يومين فقط من عقد اجتماع لمجلس حكام الوكالة الذرية، قبل بضعة أشهر، وهو كان مخصصا لبحث الملف النووي الايراني، وفي حينه تم استصدار قرار (غير ملزم) مناوئ لايران.

ألا يكشف تعليق غروسي الجديد بأن عقدة ملف ايران النووي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليست نووية وتقنية بل العقدة في مكان آخر وفي أذهان ونفوس القائمين على المؤسسات الدولية وأسيادهم الغربيين والصهاينة ؟.

ألم يظهر هذا العداء المكشوف والانحياز المريض بأن ما يثار حول الملف النووي الايراني هو في الاساس ذريعة للضغط على ايران وأداة من أدوات اطالة حالة عدم الحل وعدم الحسم، بنية استنزاف قدرات ايران عبر اطالة الحظر ؟ .

ان خلط غروسي بين الحابل والنابل لهو خدمة خالصة لمن ولّاه أمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويؤيد صوابية موقف المسؤولين الايرانيين غير الواثقين بنوايا غروسي وأمثاله، والذين اصروا اثناء المفاوضات النووية الأخيرة على ضرورة اغلاق كل الملفات والقضايا المتبقية وغير المحسومة حتى الان ، لدى الوكالة الذرية، لكي لا يبقى الملف الايراني عرضة للأهواء المغرضة والمؤامرات.

تفوّهات غروسي تظهر بأن الغربيين، وفي هذه المرحلة التي يمر بها العالم، قد كشروا عن أنيابهم وتخلوا عن الدبلوماسية ولا يأبهون بالكشف عن عدائهم بشكل علني.

بقلم: فريد عبدالله

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال